في نهاية العام لا بد من وقفة، نقوم بجرد حصيلة العام من أعمال و إنجازات. إستوقفتني هذا العام ملاحظة تلميذ في قسم نهائي يعد نفسه لإجتياز إمتحان البكالوريا :
"أستاذة أرغب في النجاح و السعي إلي تقديم سهمي في نهضة بلدي لكن ذهنيات عصابات المافيا مسيطرة علي واقعنا."
أجبته بعفوية :
" و هل تظن قصة النضال إنتهت بجلاء آخر جندي فرنسي عن أراضينا ؟ مواجهة الباطل معركة نقودها يوم بيوم دون كلل أو ملل و ما يهمنا أن يكون كل واحد منكم مسلح بسلاح الإيمان و العلم في آن."
فنحن نحتاج إلي تخطيط، إلي وضع ترتيبات تقربنا من أهدافنا و كل عام له غاياته و مشاريعه، فالعيش من أجل رسالة سامية، مني كل واحد منا، الأروع أن نوظف ذكاءنا و إمكاناتنا و المتاح في واقعنا لتحقيق أقصي ما نقدر عليه.
فلتكن أمالنا صنو قدراتنا، و لنستغل ما عندنا إلي مداه الأقصي، فلا يمر يوم أو أسبوع أو شهر دون التوصل إلي هدف ما، كان ذلك علي المستوي الشخصي ، أو العام. و عالمنا اليوم يبيح لنا الحلم، علي مستواي، كثيرة هي الأحلام التي تجسدت في حياتي، و قد كان العمل ثم العمل ديدني.
لا تسخر من الإنضباط و تركيز الجهد، فما نناله بالصبر و المثابرة عظيم. العمر قصير و في فسحة الزمن الكثير الذي نقدر عليه.
فالتخطيط أهم خطوة نحو الإنجاز و لا سبيل للنجاح بدون إستشراف الغد، فالشهادة لا نفوز بها لنعلقها علي الحائط و لا نستلم منصب عمل لنتباهي به فيما بيننا، فالوقت يدفعنا دفع إلي قطع مراحل و وضع ترتيبات لكل الإحتمالات.
لا بأس من وضع هدف واحد علي مدي سنة، و لا ضير من إعادة الكرة العام الموالي، هذا و كم ما نتعلمه من إتباع خطة أضعاف ما نحوز عليه بدونها. و التعويل علي الإرتجال لا يعود علينا بالنفع و لا يرضي طموحنا. أي كانت المصاعب في أرض الواقع، يتوجب علينا مقارعتها من منطلق بسيط :
لا مفر من بناء الذات "فإن مع العسر يسرا".الآية 5 من سورة الشرح.
www.natharatmouchrika.net
-
نظرات مشرقةروائية و قاصة باللغة الفرنسية مناضلة حقوق إنسان باحثة و مفكرة حرة