بل فعله كبيرهم !
فن الخطابة و الحوار لشيخ الأنبياء ابراهيم عليه السلام
نشر في 20 فبراير 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
ـــــــــــــــــــ
سيدنا الخليلُ ابراهيم مِثال للفطرة السليم التي لم تنتكس بسبب بزوغ أو كبر شأنِ أحد ،علم أن الله أعظم من ذلك كله فتبع قلبه و ترك عقله ليتدبر في خلق السموات و الارض لا الخلق ، عندما ثبت عقيدته ذهب لنصح قومه و لم يكن أبوه حاجز لما يحول بينه و بين مبتغاه قطع أقرب صلة بعد الله وهي صلة الوالدين . حرر نفسه من اي قرابة تحجبه عن الله ووصل صلته بربه فقط،
قال هذا ربي هذا أكبر .. فلم أفلت قال اني لا احب الأفلين !
من هنا يبدأ فن الخطابة و الحوار مع الذات التي بين جنبيك فحوار النفس مثمر قبل المواجهة دائما شحن قلبه بقوة الايمان و ضرب الأرض سعيا لإصال كلمة الحق
علم ان الله اكبر من الكواكب و النجوم و اقرب اليه من حبل الوريد
.... فهرع الى قومه و بادر بسؤلهم أولاً !
وهنا يبدأ فن الخطابة و الحوار فالمبادر بالطرح السؤال ليس شرطا ان يكون على جاهل بشيء ما بل حاول إستدراجهم وهنا تكمن حكمة .. لم ينتقدهم أو يشتم آلهتهم ، لأنه أرد ان يأمر بالمعروف بالمعروف لا بالمنكر فنتقل من سؤال الى سؤال وهو يعلم اجابتهم مسبقاً وهذا لتأكيد كلامهم لأنه سيعود لكل نقطة طرحوها ، فلما عجز القوم عن الاجابة صرح برأيه المناقض لمعتقدهم في تلك اللحظة لم يستطعوا الرد لانه إستنزف كل مايملكون من أجابات ورده كان من اجابتهم نفسها ! ، فنظر نظرت في النجوم فقال اني سقيم !
تحجج بمرضه لكي لايذهب معه الى اعيادهم وشركهم وذهب الى الأصنام ! ليحطمها
وهنا يكمنُ فن السلوك وهو تغير المنكر بعيدا عن اعين الناس
إنتقل ابراهيم من نهي عن المنكر باللسان والذي سبقه القلب أولا وانتقل الى النهي باليد حيث حطم اصنامهم الا كبيرهم ليترك مجال للنقاش من جديد لتكون المواجة الثانية هي الحاسمة لانه انكر عملهم بقلبه قبل الكلام ، عندما وجدوا أصنامهم تحطمت بادروا هم بسؤال فرد عليهم بالدليل مادي امامه و هو كبير آلهتم الذي يعبدون ، ان ابراهيم لا يجيب فقط بل لديه دليل لا يستطعون استغلاله لصالحهم و هو كبير الأصنام فرجعوا إلى أنفسهم و نكسوا على رءوسهم ثم أجابوا انفسهم بأنفسهم وقد علموا ما هؤلاء ينطقون ، وهذا الفعل هو قمة الإقناع بدليل معنوي و مادي ، لكن عزة آلهتم كانت أعلى من عزة أنفسهم عرفوا أنهم مهزمون فأرادوا أن ينتصروا لألهتم فأرادوا حرقه بالنار فكانت برداً و سلاماً
بردا على نار قلبه الغاضب من قومه و سلاماً على قوم لا يتفكرون ...
خليل الله ابراهيم يعلمنا فن الحوار و الخطابة .
-
عبد الدايم رابحيمُجرد كتاب !