تقدم إلى الأمام ولا تندم على ما فات - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

تقدم إلى الأمام ولا تندم على ما فات

  نشر في 29 يوليوز 2016 .

كنت كلما التقيت صديقا زميلا من وظيفتي السابقة، أجد لديهم سؤالا واحدا من إثنين، أحدهما هو ما إذا كنت نادما على قرار تركي الوظيفة.

جوابي الذي لم أكن أفصح عنه دائما هو: بغض النظر عن صوابية القرار من عدمه لا يمكنني أن أندم على قرار اتخذته، أي قرار.

لعلك، مثل كثيرين، تقول بأنك ارتكبت أخطاء كثيرة، ولو عاد بك الزمن إلى الوراء لن تكرر ذات الأخطاء.

حقا؟ الأمر ليس بهذه السهولة.

أولا لا يمكنك العودة إلى الوراء. لا ترهق نفسك بالندم وتعايش مع قرارك.

ثانيا، لا تعطي، في هذا السياق، وزنا كبيرا لحكمة أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين! لا تتوقع أن نفس الموقف سيتكرر بحذافيره، فالمتغيرات كثيرة وقرارك السابق الذي كان خاطئا آنذاك قد يكون هو القرار الصائب لو تكرر الموقف مع مجرد تغيير بسيط.

عموما، لنفترض جدلا أن الموقف السابق قد تكرر بشكل مطابق تماما. أنت تقول بأنك لو صادفت نفس الموقف لن تكرر نفس الخطأ. لكن هذا لا يكفي؛ فقد ترتكب بسهولة تامة خطئا مماثلا. لأن المشكل، في الغالب، ليس في القرار في حد ذاته بل في آليات اتخاذ القرار لديك.

إذا بقيت تفكر بنفس المنهاجية وتحلل بنفس الأسلوب، فسيكون قرارك خاطئا، على الأرجح، حتى لو كان مختلفا تماما عن سابقه.

ولنفترض جدلا أنك تملك القدرة على السفر إلى الماضي لتغير قرارك السابق. هل ستضيع عمرك في العودة المتكررة إلى ماضيك لتصحح باستمرار أخطائك المتواصلة؟ متى إذن ستعيش حاضرك ومستقبلك؟

ما فات قد فات. لا يمكن تطبيق الحكمة أو المعرفة بأثر رجعي. تعلم من الفشل قدر ما تستطيع، ثم تقدم إلى الأمام ولا تشغل بالك بالماضي.

لا أندم على قراراتي/أخطائي الكثيرة لأن إدراكي أن تلكم القرارات خاطئة ما كان ليتحقق لولا اتخاذها كما هي. لا يوجد قرار خاطئ أو صائب إلا بعد أن تنفذه. بعد التنفيذ وليس قبله. 

حين تجد أن قرارك ظهر بعد أيام أنه خاطئ، لا تقل أنك لو عدت لنفس الموقف لن تكرر نفس الخطأ. بل حسن آليات اتخاذ القرار لديك وواصل التقدم إلى الأمام، متذكرًا أن القرار الصائب يأتي من تراكم الخبرات، والخبرة تأتي أساسا من القرارات الخاطئة.


  • 18

   نشر في 29 يوليوز 2016 .

التعليقات

مقال طيب سيدي الكريم ,,, اليات القرار مرتبطة تماما بمقوماته ,,, يجب دراسة المقومات الاساسية للقرار ( اي كان ) لمعرفة نسب نجاحه ,,, و في حين توافر اعلى نسبة من المقومات الاساسية للنجاح ,,, حينها يجب ان لا نتردد ان نحسم الامر في اتخاذ القرار ,,, و هذا يجنبنا بعض الشيء عدم تكرار الاخطاء او ان نضطر للعودة الى الماضي لتصحيحها باْثر رجعي ان امكن ذلك مثلما تفضلت في مقالك ,,, و اعجبني ان تتحدث عن عدم الندم في اتخاذ القرار بغض النظر ان كان ناجحا او غير ذلك ,,, المهم تقدم الى الامام و لا تشغل بالك بالماضي كي تعيش الحاضر و تعتني جيدا بالمستقبل ,,, تحية طيبة
1
سألته: ما سرّ نجاحك؟ أجابها مبتسما :" كلمتين فقط" قالت ماهما؟ قال "قرارات صائبة". قالت: "و كيف تختار القرارات الصائبة؟"
أجابها "كلمة واحدة" قالت ما هي؟
فقال "التجربة" فسألته ثانية: "و كيف تكتسب التجربة؟"
أجاب: "بكلمتين فقط" قالت : ماهما؟ قال:" قرارات خاطئة ".
2
مقال رائع
كل القرارات سواء الخاطئة أو الناجحة هي ما ستحدد التطور الشخصي أو المهني للفرد
الفرق هو في كيفية التعلم من القرارات الخاطئة
شكرا أستاذ محمد
1
لا يمكن الندم طويلا على القرارات الخاطئة فهي فعلا من تصنع تجربتنا، القرار الخاطئ هو غالبا ينتج عن عدم وضوح في الرؤية أو عدم امتلاكها كاملة.
و التجربة هي من توضح لنا الأمر بالنهاية.
خصوصا قرار ترك الوظيفة فهي تجربة حدثت معي شخصيا و قلت في نفسي أني لو أتيحت لي الفرصة فلن أقوم بذلك مجددا. لكني بالنهاية تعلمت أكثر من ما لو لم اتخذ ذلك القرار .
في النهاية يبقى لديك الإختيار أن تجعل من نفسك شخصا أفضل أينما كنت و تجعل كل القرارات في مصلحتك بالبحث عن طرق و مصادر أخرى
كما أن الثقة في النفس في إتخاذ قرارات أفضل في المستقبل هي وليدة النجاح.
شكرا أستاذ محمد على المقال
2

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم
















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا