مثل تلك الصخرة المعلقة بقيت انا و بقيت قصتي و قضيتي معلقة في الهواء تتلاعب بها الرياح كما تشاء

و تكتب عليها قطرات الحزن و الغيظ و الألم ما تشاء ... لتحفر بقلبها جرحا عميقا لا يرمم و ان طال الزمن ..فالزمن و إن سمعت الكثير من البشر يتحدثون عن قدرته العجيبة في شفاء القلوب و لملمة الجراح و تضميدها ..اما انا  فلا  اعتقد  ان هذا سينجح معي ..فحكايتي مع الحزن ليست مثل جميع الحكايات ..قصتي مختلفة كثيرا .. فبدايتها ليست ككل البدايات .. و نهايتها لازالت معلقة بمشنقة الحياة ..رغم مرور كل تلك السنوات إلا ان قلبي لازال ينزف و بشدة و لم يتغير شيء ..لا خلايا اصلحت و لا جراح ضمدت ..

معلق انا بين السماء و الأرض و لا أدري لماذا لم يسمع أحد صراخي . لماذا لم يسمع أحد نحيبي و بكائي ...

لماذا لم يلبي أحد ندائي ..

لم أسقط و لم أحلق .. بل بقيت بين الأمرين أتلقى الخيبات و أتحمل الكثير من الصدمات ..

أقف كل يوم عند ذلك المنزل المنهار .. أتأمل تلك الجدران ... بعيون ذابلة مليئة بالعبرات .. بالحزن .. بالشوق .. بالألم .. أنظر الى تلك الصخور من حولي .. أنظر الى كل ذلك الحطام .. يقولون ان العين مرآة النفس .. عندما يتكلم الانسان أصغي الى عينيه .. فالعيون دائما ما تمنحنا نظرة واضحة على الذات الانسانية و الروح المختبأة وراء تلك الجدران .... و لكن مع الأسف لم يعد بداخلي ما يستحق النظر إليه .. أو التأمل في جماله .. من فضلك سيدي .. لا تقترب كثيرا ... و لا تحدق في عيني كثيرا .. فالروح التي تسكن كياني لا زالت تحترق 

بداخلي .. 

نعم .. بداخلي هناك في الأعماق ما يصنع الحدث ...