فاثبتوا - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

فاثبتوا

  نشر في 02 شتنبر 2019 .

قاوم...

في الحقيقة التزمت الصمت طويلا تجاه ما أراه حولي من محاولات مستميتة من المحيطين بنا لإخراج الشخص عن هويته التي طالما اعتاد عليها وألفها..

لكن ما يدفعني للحديث حول هذه القضية؛ ما رأيته ملء العين من تحولات جذرية في نطاق المعارف والأصدقاء..

وربما يكون حديثي في البداية بشكل خاص موجه نحو قضية الحجاب؛ كيف لأناس كان يعني لهم الحجاب قضية ودين ومبدأ أن يتخلوا عنه تارة تلو الأخرى.

لا أصدق نفسي حين أرى منهن من تتحايل عليه بلبس غطاء للشعر أو ما يُعرف ب"التربون"، أو تغطية الشعر فحسب ثم لا مانع من إظهار الرقبة وجزء من اليد ومفاتن أخرى.

أو أرى من تتخلى عنه دفعة واحدة والانطلاق نحو الموضة وقصات الشعر ولبس القصير وغيره، وربما من اللافت للنظر هو فعل ذلك دون الشعور للحظة ما أنهن ربما اتخذن قرارًا خاطئًا!

...

منذ فترة ليست بالقليلة كنت وإخوتي نتبادل الأدوار في إحدى الألعاب، وفكرتها هي محاولة تأليف كذبة عن نفسك لا يمكن لأحد تصديقها، أذكر حينها عندما جاء دوري قلت لهم الكذبة الخاصة بي هي أنني قمت بالاستغناء عن خماري أو حجابي، لم يكن ذلك تزكية لنفسي؛ بل ما قلته كان نابعا من معرفة إخوتي بمدى ما تعرضت له من محاولات من المحيطين بنظام الترغيب والترهيب كما يقولون لدفعي للتخلي عنه.. عبارات ومحاولات كثيرة من أصدقاء وأقارب وأناس كانت تربطني بهم علاقات وثيقة، فضلا عن المعارف والمديرين في نطاق العمل، محاولات مستميتة..

هذا لا يليق بك، تبدين أجمل من دونه، يعطيك عمرا يفوق عمرك بمراحل، لا يتناسب مع طبيعة العمل، لا مانع من الاستغناء عنه مؤقتا تحت منطق" علشان الأمور تمشي"

وربما لو أنني لم أجد تأييدا على الجانب الآخر فضلا عن اقتناعي التام به وبما اخترته لنفسي لكنت تخليت عنه منذ زمن.

وربما لو عاد بي الزمن وحان دوري في هذه اللعبة لفكرت ألف ألف مرة قبل أن أتلو هذه الكذبة؛ فالواقع يثبت أنه لا أحد كبير على الفتنة، وأن يوما ما بليلته كفيلا بأن يقلب حياتك رأسا على عقب.. فذاك نداء رب العالمين" اثبتوا"

اثبتوا لأن القلب متغير لا محالة، وقدرتك اليوم على الصمود والمقاومة لا يمكن الاتكاء عليها طويلا.

اثبتوا لأن الواقع أصبح مخيفا، وجريان السنوات يثبت لك كم تغيرت بدرجة لا تألفها عن نفسك.

ربما قضيتنا اليوم ليست قضية حجاب بالمعنى الحرفي بقدر ما تعني مبادئ وقيم نتخلى عنها يوميا بدافع جريان الأمور، والتخلص من نظرات المحيطين وتعليقاتهم حول كونك مختلفا.

مواقف يومية نتعرض لها جميعا تدفعنا دون أن ندري لتبني أفكار ومعتقدات بعيدة كل البعد عنا لمجرد أن الآخرين استحسنوها، حتى تجد نفسك يوما ما تتسائل كيف فعلت هذا!، لكنها مجرد لحظة صراحة ليلية سريعا ما تتلاشى في الصباح.

لا أريد أن أطيل أكثر من ذلك لكني على يقين بأنك تستحضر موقفا ما فعلت فيه ذلك...

جل ما أريده من حديثي هذا هو دعوة لكم ولي أولا للنظر في مجريات الأمور من زوايا أخرى دون الأخذ في الاعتبار بما يراه الناس أو ما يعتقدونه، فالرأي نابع من كوني أنا، والأخذ بالمشورة لا يتنافى مع رؤيتي ومبادئي الخاصة التي لا أطلب من الطرف الآخر تبديدها، كما لا يتنافى مع حسن اختيار من أطلب نصيحته؛ لذا نصيحتي الأخيرة فكروا جيدا.. لا تتخلوا عن مبادئكم، واثبتوا.


  • 32

  • سمر علي
    باحثة ماجستير، أحبُ رفوف الكتب، وأجد نفسي في زوايا المكتبة، أكتبُ خواطرَ خفيفة، بين الحينِ والآخر.. أضفت حسابًا جديدًا على موقع" فيس بوك" لمن يرغب في المتابعة♥
   نشر في 02 شتنبر 2019 .

التعليقات

حياة محمود منذ 4 سنة
في يومنا هذا القابض على دينه كالقابض على الجمر متاع الحياة سلب من العقول كل شيء ..قلة هم من يثبتون.
4
سمر علي
صدقت
رحمة حسن منذ 4 سنة
مقالتك أكثر من رائعة أخت سمر
أكثر ما يزعجني في هذا الزمن هو أن الخطأ أصبح صواب عند كثير من الناس والموضة والتقليد الأعمى أصبح من الطبيعي جداً عندهم حتى وإن لم تناسب ديننا و عقيدتناومبدئنا و الفتن أصبحت تأتي من كل مكان وخصوصا في محاولا إخراج المرأةعن دينها وخلفها ليخرج لنا جيل يعيش كما الجهال لايعرفون دينهم و نساءهم يتبرجون تبرج الجاهلية
ادام الله قلمكِ وأسعدقلبكِ
2
سمر علي
معك حق، وأسعد الله قلبك
احسنت
2
سمر علي
بارك الله فيك
عبارات ومحاولات كثيرة من أصدقاء وأقارب وأناس كانت تربطني بهم علاقات وثيقة، فضلا عن المعارف والمديرين في نطاق العمل، محاولات مستميتة.


هولاء هم شياطين الانس ... باعد الله بينك وبينهم واسال الله لي ولك الثبات
1
سمر علي
اللهم آمين، طاب قلمك
مروة عبيد منذ 5 سنة
فاثبتوا.. رسالة نحتاج إليها بشدة.
جزاكِ الله خيرًا.
3
محمود عدوي منذ 5 سنة
الهرولة نحو الشكليات، دون مضمون، دون عقل، دون تفكير.
الحجاب كما قلتي أحد أركان تلك القيم، وأن كانت حرية الاقتناع هي الفيصل، ولكن لماذا الإصرار على تغيير فكر الأخرين، مهما تبدو قويا، فكما يقولون "الذن على الودان، أمر من السحر".
بداية من التربية، وتهيئة البيئة الخصبة لزرع القيم المستهدفة، مرورا بالتعليم، والإعلام، والفن، ستصنع مجتمع سوي وصالح.
ستجد تلك الأزمة في المستقبل الدراسي، الجميع يريدون أبنائهم "أطباء، مهندسين، ضباط"، ولو كان ذلك يخالف رغبات الأبن.."أشمعنى بن عمه دكتور، وبنت عمته مهندسة، وصاحبه ضابط".
وكذلك، قلائل من يدركون معني كلمة "أصول.
تحياتي لمقالك الرائع
2
سمر علي
نعم هذا ما أقصده، دام قلمك.
§§§§ منذ 5 سنة
(يأتي زمانٌ على أمتي القابض على دينه كالقابض على جمرة من النار) صدق رسول الله.
أعطيت مثال الحجاب يا سيدتي... لكن أجمعها لتناسب الجنسين... إنها العفة و التعفف. سيصفونك بكل شيء رجعي فقط لأنك تريد أن تكون إنسانا صالحا..."اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه" شكرا لك
4
سمر علي
صدقت، اللهم آمين
شكرًا لمرورك.
Menna Mohamed منذ 5 سنة
برافو يا سمر الحجاب عفة يا حبيبتي ليس مجرد قطعة قماش توضع علي الشعر عن نفسي من مليار المستحيل أن أخرج من دونه افضل الموت عن ذلك المشكلة و الله يا سمر مسألة تسلط الشيطان علي الفتيات و الله اللي تحب الله و تخافه مستحيل تخلع الحجاب الحجاب هو حجاب بين الإنسان و المعصية يا حبيبتي حجاب فاصل بين الصواب و الخطأ " فاسلؤهن من وراء حجاب " تأكيد صريح من الله أن حجابنا هو فاصل بيننا و بين الرجال المعاصي الفتن لذا هذه الآية أمر رباني صريح للرجال بعدم الخوض في علاقات مع فتيات و اذا اضطر للحديث للضرورة مع الفتيات شرط اساسي تكون الفتاة محجبة عفيفة و هو يزيح عينه عنها لذا قال الله " من وراء "تحذير الشاب ان يغض بصره عن المرأة المحجبة العفيفة عندما يتحدث معها الله تعالي يقول " و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة اذا قضي الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة " نحن كمؤمنين مامورين بتفيذ اوامر الله الربانية دون جدال اليهود عندما أمرهم الله بذبح البقرة و ظلوا يسألوا أسئلة ما لونها * ما شكلها صعب الله عليهم حتي اختار لهم بقرة صفراء فوقع لونها تصير الحرث لاشية تسر الناظرين حتي ذبحوها في النهاية ..فعلا حبيبتي المباديء ثابتة لا تتجزا ابدا يقول أمام علي ابن ابي طالب رضي الله عنه " لا تستوحش طريق الحق و أن قل سالكيه " شكرا سمر علي مقالك المميز موفقة حبيبتي
4
سمر علي
صدقتِ.. أشكرك على كلماتك الرئعة، دام مرورك الكريم.
Menna Mohamed
العفو و انا اشكرك علي مقالك المميز دام كتابتك الجميلة
العربي
جميل ان يجدد كل واحد منا حياته وان يسعى الى العيش الكريم وان يسير في الطريق الصحيح حتى وان كانت كلها أشواك
>>>> منذ 5 سنة
اثبتوا... اجمل رسالة تلقيتها اليوم... "حتى تجد نفسك يوما ما تتسائل كيف فعلت هذا" ... تحياتي لك على هذا المقال الجميل... و التذكير الفريد من نوعه... و نسأل الله لنا و لكم الثبات. دام فكرك و حبرك
6
سمر علي
اللهم آمين.. عسانا دائمًا عند حسن ظنكم.
شاعر النيل منذ 5 سنة
اضفتى لنا شكرا سمر
4
سمر علي
شكرًا لمرورك، تحياتي لك.
Abdou Abdelgawad منذ 5 سنة
مقال رائع دام قلمك استاذة سمر ، وعود حميد لصفحتك بعد غياب نعرف جميعا كتاب المنصة أسبابه ..عموما عرضك لموضوع قضيتك جيد جدا فما قضيتنا فى الحقيقة هى الحجاب أو النقاب أو لحية الرجال وانما هى قضايا شبه محسومة ولكنها تثار من آن لآخر من انصاف الاعلاميين الذين لايجدون مايملأون به وقت برامجهم بعد أن كثرت المحددات والقيود فليس امامهم سوى الفن والفنانين ولاعبى الكرة ولامانع من آن لآخر الدين .
أسأل الله لكم وللجميع الثبات على المبادىء فبدونها لاقيمة للحياة بل هى مجرد أجساد خاوية و ألسنة تتحدث بما لا يفيد ولا يليق .. تحياتى لكم .
7
سمر علي
اللهم آمين،
صدقت.. وكلماتك شهادة أعتز بها.. دام قلمك ومرورك الكريم.

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا