قاوم...
في الحقيقة التزمت الصمت طويلا تجاه ما أراه حولي من محاولات مستميتة من المحيطين بنا لإخراج الشخص عن هويته التي طالما اعتاد عليها وألفها..
لكن ما يدفعني للحديث حول هذه القضية؛ ما رأيته ملء العين من تحولات جذرية في نطاق المعارف والأصدقاء..
وربما يكون حديثي في البداية بشكل خاص موجه نحو قضية الحجاب؛ كيف لأناس كان يعني لهم الحجاب قضية ودين ومبدأ أن يتخلوا عنه تارة تلو الأخرى.
لا أصدق نفسي حين أرى منهن من تتحايل عليه بلبس غطاء للشعر أو ما يُعرف ب"التربون"، أو تغطية الشعر فحسب ثم لا مانع من إظهار الرقبة وجزء من اليد ومفاتن أخرى.
أو أرى من تتخلى عنه دفعة واحدة والانطلاق نحو الموضة وقصات الشعر ولبس القصير وغيره، وربما من اللافت للنظر هو فعل ذلك دون الشعور للحظة ما أنهن ربما اتخذن قرارًا خاطئًا!
...
منذ فترة ليست بالقليلة كنت وإخوتي نتبادل الأدوار في إحدى الألعاب، وفكرتها هي محاولة تأليف كذبة عن نفسك لا يمكن لأحد تصديقها، أذكر حينها عندما جاء دوري قلت لهم الكذبة الخاصة بي هي أنني قمت بالاستغناء عن خماري أو حجابي، لم يكن ذلك تزكية لنفسي؛ بل ما قلته كان نابعا من معرفة إخوتي بمدى ما تعرضت له من محاولات من المحيطين بنظام الترغيب والترهيب كما يقولون لدفعي للتخلي عنه.. عبارات ومحاولات كثيرة من أصدقاء وأقارب وأناس كانت تربطني بهم علاقات وثيقة، فضلا عن المعارف والمديرين في نطاق العمل، محاولات مستميتة..
هذا لا يليق بك، تبدين أجمل من دونه، يعطيك عمرا يفوق عمرك بمراحل، لا يتناسب مع طبيعة العمل، لا مانع من الاستغناء عنه مؤقتا تحت منطق" علشان الأمور تمشي"
وربما لو أنني لم أجد تأييدا على الجانب الآخر فضلا عن اقتناعي التام به وبما اخترته لنفسي لكنت تخليت عنه منذ زمن.
وربما لو عاد بي الزمن وحان دوري في هذه اللعبة لفكرت ألف ألف مرة قبل أن أتلو هذه الكذبة؛ فالواقع يثبت أنه لا أحد كبير على الفتنة، وأن يوما ما بليلته كفيلا بأن يقلب حياتك رأسا على عقب.. فذاك نداء رب العالمين" اثبتوا"
اثبتوا لأن القلب متغير لا محالة، وقدرتك اليوم على الصمود والمقاومة لا يمكن الاتكاء عليها طويلا.
اثبتوا لأن الواقع أصبح مخيفا، وجريان السنوات يثبت لك كم تغيرت بدرجة لا تألفها عن نفسك.
ربما قضيتنا اليوم ليست قضية حجاب بالمعنى الحرفي بقدر ما تعني مبادئ وقيم نتخلى عنها يوميا بدافع جريان الأمور، والتخلص من نظرات المحيطين وتعليقاتهم حول كونك مختلفا.
مواقف يومية نتعرض لها جميعا تدفعنا دون أن ندري لتبني أفكار ومعتقدات بعيدة كل البعد عنا لمجرد أن الآخرين استحسنوها، حتى تجد نفسك يوما ما تتسائل كيف فعلت هذا!، لكنها مجرد لحظة صراحة ليلية سريعا ما تتلاشى في الصباح.
لا أريد أن أطيل أكثر من ذلك لكني على يقين بأنك تستحضر موقفا ما فعلت فيه ذلك...
جل ما أريده من حديثي هذا هو دعوة لكم ولي أولا للنظر في مجريات الأمور من زوايا أخرى دون الأخذ في الاعتبار بما يراه الناس أو ما يعتقدونه، فالرأي نابع من كوني أنا، والأخذ بالمشورة لا يتنافى مع رؤيتي ومبادئي الخاصة التي لا أطلب من الطرف الآخر تبديدها، كما لا يتنافى مع حسن اختيار من أطلب نصيحته؛ لذا نصيحتي الأخيرة فكروا جيدا.. لا تتخلوا عن مبادئكم، واثبتوا.
-
سمر عليباحثة ماجستير، أحبُ رفوف الكتب، وأجد نفسي في زوايا المكتبة، أكتبُ خواطرَ خفيفة، بين الحينِ والآخر.. أضفت حسابًا جديدًا على موقع" فيس بوك" لمن يرغب في المتابعة♥
التعليقات
أكثر ما يزعجني في هذا الزمن هو أن الخطأ أصبح صواب عند كثير من الناس والموضة والتقليد الأعمى أصبح من الطبيعي جداً عندهم حتى وإن لم تناسب ديننا و عقيدتناومبدئنا و الفتن أصبحت تأتي من كل مكان وخصوصا في محاولا إخراج المرأةعن دينها وخلفها ليخرج لنا جيل يعيش كما الجهال لايعرفون دينهم و نساءهم يتبرجون تبرج الجاهلية
ادام الله قلمكِ وأسعدقلبكِ
هولاء هم شياطين الانس ... باعد الله بينك وبينهم واسال الله لي ولك الثبات
الحجاب كما قلتي أحد أركان تلك القيم، وأن كانت حرية الاقتناع هي الفيصل، ولكن لماذا الإصرار على تغيير فكر الأخرين، مهما تبدو قويا، فكما يقولون "الذن على الودان، أمر من السحر".
بداية من التربية، وتهيئة البيئة الخصبة لزرع القيم المستهدفة، مرورا بالتعليم، والإعلام، والفن، ستصنع مجتمع سوي وصالح.
ستجد تلك الأزمة في المستقبل الدراسي، الجميع يريدون أبنائهم "أطباء، مهندسين، ضباط"، ولو كان ذلك يخالف رغبات الأبن.."أشمعنى بن عمه دكتور، وبنت عمته مهندسة، وصاحبه ضابط".
وكذلك، قلائل من يدركون معني كلمة "أصول.
تحياتي لمقالك الرائع
أعطيت مثال الحجاب يا سيدتي... لكن أجمعها لتناسب الجنسين... إنها العفة و التعفف. سيصفونك بكل شيء رجعي فقط لأنك تريد أن تكون إنسانا صالحا..."اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه" شكرا لك
أسأل الله لكم وللجميع الثبات على المبادىء فبدونها لاقيمة للحياة بل هى مجرد أجساد خاوية و ألسنة تتحدث بما لا يفيد ولا يليق .. تحياتى لكم .