في البداية أعتذر عن استخدام جملة باللغة الدارجة المغربية كعنوان للتدوينة مع أنه من أهداف المنصة التشجيع على الكتابة باللغة الفصحى ، و معنى هاته الجملة تقريبا باللغة العربية : "لا يوجد من يساعدك".
منذ أن خرج علينا الفنان الفذ "حسن الفذ" بهاته العبارة في حلقة من حلقات سلسلته الكوميدية لاقت هاته العبارة نجاحا كبيرا في الأوساط المغربية، في البداية كانت على سبيل الدعابة لكن مع المدة تم تعميمها تدريجيا لتلج الأوساط الرياضية كتصوير لإحباط فريق رياضي يحتوي على نجم عالمي، أو في الأوساط السياسية لعدم تكامل أعضاء الفريق سواء كان مجلسا بلديا أو حكومة أو حزبا و ما إلى ذلك.
قوة الفريق و الجماعة أمر لا غبار عليه، و قد أشار إليه نابوليون هيل في كتابيه "فكر و ازدد ثراءا" و "قانون النجاح في 16 درسا" بمصطلح "العقل الجماعي" -و هي ترجمتي الحرفية لمفهوم master mind باللغة الإنجليزية-.
الكاتب شدد على أهمية إحاطة نفسك بأشخاص يشاركونك نفس الأحلام و الأهداف، ضاربا مجموعة من الأمثلة الحقيقة للأشخاص الناجحين الذين درسهم، و إن كان لم يتعمق كثيرا في تفاصيل سر قوة العقل الجماعي.
في بعض الأحيان نرى أن عمل فريق و لو بمؤهلات تقنية محدودة قد يفوق ما ينتجه أشخاص موهوبين متفرقين، و هذا ما أثار انتباهي في فيلم المرحوم جوبز عندما طرد أحد المطورين فتفاجئ زملاؤه بالطرد و أفصح أحدهم جهرا "لقد طردت أفضل مطور لدينا" فأجاب جوبز ' إن أفضل مطور لدينا لا يشاركنا حلمنا".
من هذا و ذاك نجد فعلا أن مقولة كبور صحيحة ، لكن ماذا إن لم نجد "مع من"؟ هل نظل مكتوفي الإيدي ؟ الجواب بطبيعة الحال لا، يجب الإستمرار في الطريق برؤية سديدة و مع الأيام سوف يظهر لك في الطريق "مع من" و قد يغادر السفينة من لم يبقى متفقا معك.
-
ضياء الحق الفلوسطالب علم في مدرسة الحياة. مولع بسباقات الطريق مولع بالبرمجيات و مسابقات البرمجة و التكنولوجيا الحديثة. مولع أيضا بالتدوين والرسم والتصوير.
التعليقات
إنّ المرئ منّا وهو سائراٌ في دروب الحياة، يكون مَلزُوماً بالتّجرّد من "أناه" بمفهومها التسلّطيّ المتعجرِف، و أن ينأى بنفسه عن مقارنته بباقي زملائه و أقرانه؛ إذ أنّ سرّ السّعادة في الاستمتاع بالرحلّة الفرديّة داخل المنظومة الكونيّة المتكاملة، بما يمكّنه من إبداع و أداء رقصته الوجوديّة الفريدة. عندئذٍ؛ يكون قد استحقّ هِبَة "الحياة" التي جادت بها عليه أيدي القدر الربّاني الحكيم.
سلمت يداك صديقي الجميل