وســـط زحــمتي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

وســـط زحــمتي

  نشر في 20 يوليوز 2015 .

تكثر اللحظات المتكررة...تكرر الحرف في الاسماء وتزاحم الساعات في الايام

تجاري ما خفي في القلوب وتفضح خفقات تدنو من الاحتضار

في مرايا النفوس كل الاوجه تتجدد بكل تفاصيل الزمان والمكان

ولا حصانة لوجه باسم من صنف عابس غار وسط العجقة المفتعلة


وسط زحمتي أبحث عني

وسط عالمي، وسط جنوني وعقلانيتي أبحث عن اثري

قنديل مكسور يكاد ينطفئ

يلامس الظلمة في السماء ولا قمر اليوم...

ألملم نفسي المفجوعة وسط واد سحيق لا ادري له بداية

أغوص ولم اتعلم السباحة بعد...كأنها المرة الاولى بعد الألف

ماء بارد يجري تحرسه أشجار باسقات كهياكل الموتى

تخترقها أصوات بعيدة قريبة ...لوحوش لم تخلق إلا داخلي

ولا زورق يقيني البلل بعد أن قررت الغرق في مخاوفي

التي ترشح مني كانها رائحة الموت النائم بين خلايا الجسد


أشباح من الماضي تنبعث من السطور المنسية

تهاجمني تباعا وتقذفني الى وسط المياه الهادرة دون رحمة

تكبل أطرافي وتنزلني الى القاع الموحل

الذكريات وحوش أجدت خلقها، أجدت رسمها

وأجدت الاحتفاظ بها حتى استقلت عني ...

كيان متكامل يلخص عمر المشاعر المتناحرة ...اليافعة منها وحتى التي طالها المشيب

تطبعها سمة واحدة ...القوة المطلقة في مواجهتي

تلك الترسبات داخلي حية ترزق، كلما تسلطت علي لا أملك غيرالاستسلام لها

ولغضبتها...


بريق ساطع من أيام خلت، يشتد فيذهب بصري ثم يغرقني في ظلمات أبدية...

حتى النور يلبسه السواد ويعلن الحداد ولا يفارقني...شيئا فشيئا أطفو بلا مقاومة

أبكيني بحرقة طفل كسر لعبته التي لم يفرح بها كثيرا

أبكي أوجاعي الرمادية في ثوب الربيع ، أبكي أحلامي السرمدية ممسوحة الملامح، منزوعة الروح...

أقابل وجوها إغتلتها ذات مناسبة مع سبق الاصرار...


بكل اخلاص سل السيف من سريره وقطع شرايين الالوان عن لوحات شكلتها الايام.

هكذا تاج الفرحة لايكتمل...مزين بجواهر سوء النية، أُعْطِيَ بريقا قصير النفس يتوقف فجأة،

على رأسي أحمله...تاجا ثم نعشا، به أشيع ماجاء بشارة وغَذَا خراب حلم...


على صفحة الماء أطفو بلا حراك...تجثم على صدري كل الأيام البالية

لا صوت ولا صدى...سكون مطبق في كل الأرجاء

وحيثما ارتمت عيناي ظهرت تلك الوجوه الجامدة تراقب

وتنتظر مني نداء استغاثة لن يأتي ...

وجوه كتب عليها أن تنحث في الذاكرة ...ولست أسعى لنسفها

في بقائها إشارة صامتة على شك دفين زرع تحت الستار

ألتحفه في كل مرة أنوي الغوص إلي ...أنوي لقاء نفسي ...أنوي الإنبعاث من رمادي


كقشة تلعب بي المياه على غير هدى ...أحجز مقعدا متحركا ألخص فيه قصيدتي بحروف ناقصة

نبضاتي الباردة تحتضر...تشتهي موتا بلا مقدمات

أنا يتيمة روحي ...تخليت عنها ورميتها في حضن وحشتي

فعادت إلي كمعلم قاسي ...تدرسني أبجدية الحياة بالجراح والدم

تزلزل كياني لتعلمني الثبات وسط الانهيارات

لتعلمني الرقص في فستان الجروح

لتعلمني غزل حبل الشنق ببراعم نيسان

لتعلمني الانصهار مع الجموع دون أن أمتزج

لتعلمني الوقوف بقدم واحدة وسط عالم اعتاد السير بأربعة أقدام

لتعلمني التحليق بلا ريش عند اول خيط مطر

لتعلمني شد الرحال إلى غياهب العزلة وسط الحضور

دروس خارج حدود المنطق ملازمة للجنون...مثيرة لقلب متقد


شراعي مبسوط للرياح...تنفخه روحي الحانية حينا والقاتلة حينا آخر

تطهرني من كل شيء إلا نفسي ...تزيل عني شوائب الزمن وكل ما ذبل

احساس خاب، وجه صدأ، قول عفى عنه الزمن او حدث لم يعد له صدى...

أغتسل في نهر هواجسي المسمومة وعند نقطة الصفر أتجمد


لا غطاء في العراء

لابرد بعد الشتاء

ولا دفء يأتي قبل أوانه

أسراب الحروف تختفي...تهجرني بلا وداع و المداد يجف

وقد كنت أكتب بدموع القلب وأرقم الصفحات بشهقات وأنين.


كل ما يخصني يسبقني الى حيث لا أدري

كل ما يخصني صار أمامي

أوراقي تتبعثر وقد كانت على الارض جذوري...معلنة النهاية وساعة الرحيل

حتى إذا ما ابتسمت للموت ...هبت إلي نسمات من الغيم

تنفخ في وجهي رذاذا من رحيق الحياة

تقبل جبيني وتهمس: " ستجلسين على قمة الجبل وسيشع من جبهتك نور".

#ابتسام_حمامي

( حقوق القلم محفوظة ل ابتسام حمامي...يمنع الاقتباس إلا بذكر المصدر)


  • 9

   نشر في 20 يوليوز 2015 .

التعليقات

Heba Hamdy منذ 9 سنة
ما معنى العجقة
0
ابتسام حمامي
هي الزحمة المصحوبة بالفوضى

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا