مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص "الفيس بوك" و"الواتس أب" أصبح جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فمنذ السويعات الأولى من استيقاظك تتصفح حسابك على الفيس بوك، وتتطالع آخر الرسائل التي أرسلت إليك على "الواتس أب".
أصبح هناك هوس بتلك المواقع، فلا ترتاد أي مواصلة حتى تجد أغلبية الركاب يتصفحون هواتفهم، حين أنظر إلى أي تجمعات عائلية أجد أكثر من نصفهم يتحدثون إلى أشخاص آخرين، وحين تجتمع بتلك الأشخاص تجد أنهم لا يتركون وهاتفهم أيضا بل يتحدثون إلى أشخاص مختلفين.
ولكن هل سألت نفسك هل تشعر بالآمان على مواقع التواصل الاجتماعي، تخيل أن هاتفك قد سرق أو فقدته لأي سبب، فالشخص الذي سوف يحصل على هاتفك سيكون لديه تفاصيل التفاصيل عن حياتك اليومية، من خلال الرسائل المتبادلة مع أصدقائك والصور والأماكن التي نشرت أنك قمت بزيارتها على حسابك على الفيس بوك.
فعلى الرغم من وجود نظم حماية وآمان تحاول تلك المواقع تطويرها بشكل مستمر حتى تضمن أعلى نسبة من الآمان لمستخدميها، إلا أن هناك العديد من الحيل التي يجيدها هؤلاء مختارقي الحسابات الشخصية أو ما نطلق عليهم "الهاكرز".
فأنا شخصيًا تعرضت الأسبوع الماضي لمحاولة اختراق من قبل حساب وهمي أقنعني أنه يعمل لدى إدارة الفيس بوك، وأن حسابي يتعرض لمحاولة الاختراق ويجب على أن أقوم بتفعيله وحمايته وأعطيه رقمي أو الإيميل الخاص بي، استخدم هذا المنتحل أسلوب غاية في الدقة يصعب على أحد أن يشك به، ولولا أني تعرضت لمحاولة مماثلة لكان هذا الشخص متحكم بشكل مباشر في صوري الشخصية وتفاصيل عن حياتي وحياة أصدقائي.
يرى خبراء في العلوم الشبكية أنه لا يوجد سبل حماية كاملة للخصوصية التي أصبحت منتهكة من قبل تلك المواقع، والأدهى أن تلك المواقع دائما تطور نفسها لتقدم وسائل أكثر متعة وتسلية تجعل مستخدميها يضعون معلوماتهم الشخصية وأحداث يومهم بمحض إرادتهم، وهذا لا يعني عدم الاشتراك في تلك المواقع ولكن يجب دائمًا أخد خطوات احترازية.
من ناحية نفسية، يرى أساتذة علم النفس أن كثير من الأشخاص يكتسبون ثقة في أنفسهم من خلال تلك المواقع من نشر الصور وكلمات قاموا أنفسهم بكتاباتها، تلك الثقة التي يفتقدونها في حياتهم الواقعية، كما أنهم في حاجة للكشف عن مشاعرهم وأفكارهم في وقت يعجزون فيه عن التعبير بشكل مباشر.
-
Rahma Daighamلا تتسرع في الحكم علي يا صديقي.. فما زالت أعافر وأتعلم