غزة - رنا العلي

يتوسّط معدل الصيام خلال شهر رمضان في أغلب دول المنطقة العربية قرابة 15 ساعة يومياً، ويزيد من صعوبة الصيام الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة هذا العام، وهذا ما يدفع البعض للتمني مازحاً لو كان في دولة أخرى عدد ساعات الصيام فيها أقل.

على سبيل المثال، يصل عدد ساعات الصيام في ماليزيا هذا العام إلى نحو 13 ساعة و36 دقيقة تقريباً، أو جنوب أستراليا حيث يصوم المسلمون نحو 9 ساعات في اليوم فقط!

ماليزيا وأستراليا تبقيان خياراً صعباً لبعدهما الجغرافي، لكن ماذا لو علمت بأن هناك مناطق في غزة لا يدوم نهارها سوى 4 ساعات يومياً فقط، كما أنها تتمتع بمناظر بتخزي وبتقرف لقضاء وقت ضائع من حياتك!؟

تلك القرية تدعى "خربة العدس" وهي خربة ساحيلة صغيرة تقع في الولايات المتحدة الغزاوية، وتحديداً في ولاية رفح بمحافظة جنوب قطاع غزة.

ترتفع القرية نحو 10 متر عن سطح البحر حيث يمكنك الصعود إلها بـ"سيبة" أم 11 درجة، يحدها غراب البين من الاتجاهات الثلاث، كما يحدها بحر رفح الصناعي السيسي من الجنوب بعد أن "تقلط" طريق وسط البلد باتجاه مصر، وتشرق الشمس فيها حوالي الساعة 3 عصراً لما تيجي الكهرباء، وتغرب عند الساعة 7 مساءً لما تقطع الكهرباء.

فيما يتطلب الوصول إلى خربة العدس استخدام سيارة أجرة بـ2 شيكل من مفترق العودة -لوين بتعرفش-، حيث أنّ الطريق المؤدي إليها يمر بعدد من الخِرب والقرى التي تعيش في القرن الـ19، حيث لمبات الكاز و "الشنابر" ووسائل الطهي على الحطب حيث جرّة الغاز بـ54 شيكل وتحتاج إلى شهر كامل للتعبئة -يعني بكون خلص رمضان-، وقد جرى إنشاء طرق مستحدثة لشروق الشمس عبر "الليدات" وبطاريات الريتار الصينية التي يطبع عليها تجار غزة كلمة made in india عشان يضحكوا علينا، كما وتنتشر خلال الخربة كل أنواع النكت والمسخرة والضحك من العدس وسنينه واللي بعرف بعرف واللي بعرفش بقول كف عدس، كما يوجد على شاطئ ولاية رفح التي تحد الخربة من الغرب -حيث ساعات الكهرباء/الصوم 16 ساعة بخلاف الخربة- عدد من المنتجعات السياحية، كأخواح البحر وفش فريش واستراحة رفح الأشهر "آه يا دنيا" بصوت شعبان عبد الرحيم حيث لا زال شعبان في تلك الإستراحة ولم يدخل رمضان!

وتطل الخربة على مجموعة من "سوافي الرمل" التي تعتبر مكيف طبيعي بعد العصر يتمردغ عليها أهل الخربة وجيرانهم من سكان ولاية رفح طمعاً في قليل من البرودة بعد انقطاع الكهرباء وانتهاء فترة الصوم، كما أنها تعتبر رسمياً جزءاً من سلسلة "جبل الحلال" التي تقع في سيناء، فيما تنتشر فيها عدد من أنفاق السجاير المجمركة ربانياً من حكومة الولايات الغزّية، وأنفاق جبنة الفيتا، وعدد من المشاغل التي تحفر الأنفاق تحضيراً لمعركة التحرير الكبرى تحت اسم "صدق الله العظيم"، وتنتشر فيها كذلك أشجار الكينيا والسرو وبعض شتلات المكرونة والأندومي، وبقايا علب تونة من حرب السمك المأكول الأخيرة، وكذلك أنواع أخرى من معلبات بيونير وصابحة وكل 7 علب فول بـ10 شيكل.

يذكر أن الولايات المتحدة الغزاوية، ومن ضمنها خربة العدس، بجانب الأردن ولبنان والبحرين وقطر والكويت، تقوم بعمل share لبوست السعودية الذي يعلن عن بدء الشهر الفضيل، وفش حدا بشوف الهلال ولا بتنيل.

كما يُذكر أن (هافنغتون بوست بالعربي) و (عربي 21) وعدد من الصحف والمواقع العربية نشرت خبر عن قرية "وكان" في سلطنة عمان تؤكد فيه على أن عدد ساعات صومها أقل من خربة العدس، حيث يصل معدل الصوم فيها إلى 3 ساعات فقط مع إن الكهرباء جاية عندهم طول النهار، وبذلك -كما يقول الرفيق سهيل اليماني- فإن نشر هذين العملاقين الصحفيين وغيرهما من المواقع وتصديق خبر قرية "وكان" أو "خربة العدس" يدل على أن عمل المسيح الدجال سيكون أسهل مما يتوقع!

هل تتمنى الآن أن لو كنت أحد الذين صدقوا الخبر، أو ربما بدأت تفكر في السفر إلى تلك القرية/الخربة لقضاء شهر رمضان هناك؟

أرسل إجابتك على الرقم 37333 مسبوقاً بكلمة "رمضان" لتربح سيجارة حشيش mix أفغاني مصري.