تصنع امي الحلوى كباقي الامهات نلبس نحن لباس العيد حتى وان كان لا يعجبنا، لقد كنت في الماضي اذهب مع ابي لاشتري اجمل الفساتين واجمل الاحذية واختارها بنفسي اليوم لا يحق لي بالاختيار لان الوالد ذهب وذهبت معه الاحلام الوردية، ذهبت معه الفراشات وذهبت معه الليلة التي تسبق العيد، كنت اصنع للفرح والسعادة مكانا في قلبي ومكانا في السرير فانام وانا انتظر الغداين ياتي العيد، لم يعد العيد كالسابق فقد تحولت الفرحة الى حزن، كل الأشياء في مكانها، نظفت امي واخواتي البيت كالسابق. لحظة ايها القاريء لان عيناي امتلات بالدموع اصبحت لا استطيع الكتابة ،تعز عليا تلك الايام لقد اصبحت موحشة ومقفرة بعد موت ابي. لمعت الاواني وخاصة تلك الفضية بالسائل المكشط وحبات الطماطم فامي تقول انهااحسن طريقة لتنضيف الفضة والنحاس، غسلت امي الستائربالصابون لانها لاتحب غسيل الآلة الاوتوماتيك فهي تجعلها كسولة والافرشةغير ناصعة ولا تزيل البقع هذا ما تقوله امي كل عيد ههههههة، الصالون منظم ومرتب فامي تعشق الترتيب حامل المعاطف لابد ان يمسح اذكر جيدا ان به مقياس لدرجة الحرارة معطل منذ سنوات هههه، الزرابي التي تعلق على الحائط تغسل وتعاد لنفس المكان فامي لا تحب التغيير، الاريكة التي لا يجلس عليها الا الظيوف ممنوع جلوسنا عليها والا سنلقى العقوبة لمدة سنوات هههه تفكرنا بها امي كل ما اتيحت لها الفرصة لذلك اتذكرجيدارائحةالبيت والنظافةمنتشرة في كل مكان، في الصالون، وفي الغرف، في الحوش يعني الفناء، في المطبخ، لكن اين هو العيد، اليوم فقط العيد لم تكن تلك الحلوى، وتلك الترتيبات، العيد كان ابي، ابي الغالي لعزيز على قلبي ،اليوم فقط بعد ان كبرت فهمت وفهمت جيدا ان العيد ليس بالاشياء، العيد بالام والاب والاخوة والاخوات والجيران وصيحة الجارات وصوت الاطفال، وسماع المفرقعات والتهاليل والتكبيرات بالمساجد،والعيديات كانت عيدية ابي بعض الفرنكات لكن كنت امسك بها وكانها مليارات، اذهب بها الى عمي لخضر الشواي رحمه الله لاشتري بها قطعتين من النقانق، كانت تلك عادتي كل عيد لكن بعد موت ابي انقطعت العادة، فاصبحت لا آبه لاي شيء. هل يا ترى لهذه الدرجة كنت متعلقة بابي الغالي، لهذه الدرجة مت بعد ان مات ابي، هل اصبحت جسدا بلا روح. تعز عليا تلك الايام اصبح الماضي لا يستطيع ان يشارك الحاضر فالماضي شيء والحاضر شيء آخر. اصبحت لا املك لي اشياء في وحدتي غير الصمت والصبر، اصبحت لا ارى الالوان زاهية كما كنت اراها من قبل، اصبح الصباح كالمساء، واصبح الحزن مختلط مع الفرح واصبح صوت قطرات الندى مثل صوت ناي حزين تالم ومازال يتالم من اصوات تهرب من واقعهاكي لا تصطدم مع واقع الحياة المليءبالآهات.هل صحيح ان السعادة اذن تقاس بمقياس بمقياس من نحب من حولنا، اذن السعادة معيار فقط وليست مطلقة، اخبروني اذن فعلا ان فرحة العيد كانت ابي الله يرحموا
محاولة ودردشة #م ش ط
نشر في 08 شتنبر
2021 .
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
جلال الرويسي
منذ 7 شهر
ابتسام الضاوي
منذ 7 شهر
مجدى منصور
منذ 7 شهر
Rawan Alamiri
منذ 7 شهر
مجدى منصور
منذ 8 شهر
ما بين التثقيف والتصفيق فى الجمهورية الجديدة!
دائماً ما كانت «الأنظمة» تستخدم «المثقفين» للترويج لأعمالها ومشروعاتها(هذا إن افترضنا أن هذا النظام يمتلك مشروع بالفعل)، ولكن فى الماضي كانت هناك أنظمة «عاقلة» ومثقفين «موهبين» قادرين على الحفاظ على الحد الأدنى من «الاحترام» والمعقولية فى «الطرح» و فى مستوى
ابتسام الضاوي
منذ 8 شهر
مجدى منصور
منذ 10 شهر
محمد خلوقي. Khallouki mhammed
منذ 10 شهر
عبدالرزاق العمودي
منذ 10 شهر