الانسان العربي ما هو دورك ؟ الفكر العربي الى اين ...؟
مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها
نشر في 24 أكتوبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
قبل حوالي سنة كنت قد وضعت نتائج لظاهرة شغلت تفكيري و كنت قد كوّنت نظـرية شخصية لا بأس بها ، لكننا أحيانا و تطرأ أمور تجعلنا نرجع إلى ما كنا قد بدئناه و طويناه بختم نتائجه ..
الظاهرة مُفـادها باختصار أننا في هذا العالم الافتراضي و حاليا ، يعيش البعض ظروفا شديدة التقوقع و الاستهتار..
-(ارتداء قناع اللعبة)
-( غياب البناء التربوي)
* ينتج عن هذا سلوكيات مثيرة للجدل و أظنها تستحق المراجعة و التحليل و الخوض فيها من جديد ..و يبقى السؤال مطروح ...
* هل ظاهرة التسلية هي الوحيـدة و الشغل الشاغل للافراد في الافتراضي .. ؟
تبدو أنها جملة مبالغ فيها وربما حين أعطي دليلا مبسط يوضح الجانب المفلت و الملفت ! ستجيب على هذا السؤال و لو انني ابقى دائما اشك !
سلوك رجال و نساء كان لديهم ميل خفي في ممارسة هذه الأفعال و سلك هذا الاتجاه و الاندماج فيه حتى وهم التصديق !
قبل هذا من الضروري أن أوضّـح أولا " لماذا" هذا التصرف؟ و هو السؤال الذي اعتبره الاهم من بين كل الاسئلة التي اطرحها و الذي من خلاله نصل الى نتاائج .. ويبقى الربط كل هذا مع بعض أمر في غاية الصعوبة و الأهمية ..
يستلزم البحث و التدقيق في مجالات كثيرة ولكوني محبة لقراءة التاريخ والنفس و الفلسفة قررت ربط كل هذه العلوم لتفكيك بعض من هذا السلوك المركب و الذي أشبهه ب ـــ لعبة الفأرـــ و اخترت هذا الاسم لأنه ذكرني بدبابة ذكية رغم هذا لم تستخدم في الحرب العالمية الثانية لوزنها الثقيل و حجمها وسرعتها البطيئة و يطلق عليها اسم " فأر" Panzer VIII Maus
و من هنا يحدث أن تتعرض إلى نظرية تغير مفاهيم كثيرة لديك مما كنت تعتقد و تفسر لك الكثير مما كنت تفعله دون إدراك حقيقي لسببه ..
من منظوري الشخصي أرى أن شخص ما لديه حياة اجتماعية بسيطة أو محدودة قرر فجأة و بشكل مثير للدهشة أن يتحول إلى Toxoplasma Gondii
وهو تلاعب بالعقل كي يضمن الانتشار و الغزو .. كفيروس أو طفيلي..؟!! لا معنى له و لا هدف سوى الاسم الذي يحمله و المخاطر على حد سواء..
حيث ينتهي المطاف إلى تطبيق غاية هذا الطفيلي وكمـا نطلق عليها ـــ وهم الإرادة الحرة ــــ
تظن انك تمتلك إرادة حرة و تعتبرها مصدر لقوتك لكن هناك طفيليات تعبث بدماغك و تسيطر على تفكيرك المنطقي و سلوكك السوي و في الأخير تنتقل و تقضي عليك وعلى من حولك !
من خلال مشواري البحثي و التحليلي واجهت ظواهر اخرى و منها ما يجعل الرأس ينحني خجلا لشدة قبحها و حين نقارن أنفسنا نحن العرب و طريقة تفكيرنا بالغرب طرق التواصل و طرق البحث طرق النشر و التوعية .. نحن لا نقلدهم الا في الصور و احتفالات رأس السنة . في الخمر و الملابس .. نبحث فقط ما يسلينا و ما يجعلهم هم متفوقون علينا .. نتصف ك الثمل عندهم و المقامر و الغريزي و الخارج عن القانون لكن لا نتمثل بالمفكر و الاديب و الكاتب و المعلم ..
بحثت في صفحات كثيرة و قارنت ووصلت الى نتائج مخيفة و مخجلة ..
تجد على صفحات المستهترين منهم ورغم اغلبية النشر المستهتر تجد اشياء ينحني الرأس لها اعجابا و فخرا برغم من بساطة عقول اصحابها و تجد عند مفكريهم و ذوي المراتب العلمية المتوسطة و حتى اصحاب الشهادات العليا ما يجعلك منبهرا من شدة عمقها و جديتها ..
تجد في مواقعهم و صفحاتهم من يسعى إلى رفع المستوى التفكيري و النقدي الفكري و التربوي و التعليمي ..
و هنا عندنا ؟؟ السؤال يبقى مطروح ؟!!!
يبقى كل فرد دوره ينحصر و للاسف الشديد بين فراغ و ضياع ...
بين مشاكل تطرح نفسها في الواقع و تنعكس على الافتراضي بشكل فضيع و خطير ..
و الاكثر اسفا يوجد من المتعلمين من يساهم في إبقاء المعرفة و التفكير مكبلا بالأصفاد ..
هناك برامج أوروبية يتبعها أشخاص ويريدون رفع من مستواهم و مهاراتهم و من خلال مجالاتهم و اخصص بالذكر أصحاب العلم و المعرفة وكل في تخصصه مثلا الأستاذ يساهم بتنمية الطلاب و تدريبهم على التفكير النقدي و التحليلي و توعيتهم على أهمية الإبداع من خلال ما ينشره و ما يثبته من فكره الخاص أو بنقل ما هو يرسخ و يعمم ..
أما نحن ك نخبة كبيرة من العرب ماذا نفعل ؟؟
نساهم و الأسف الشديد " ب انخفاض المستوى الفكري و التعليمي و الثقافي " فنرى و نشهد تأثيرا ملموسا و الفرق واضح ك السماء و الأرض
لا انفي انه لدينا محاولات ناجحة ومتخصصة في مجالات كثيرة لكنها قليلة جدا لا ترقى لتكون نسب مئوية بين كمية الانحدار الذي نحن فيه ..
ولا اقول بأن كل الغرب ايضا كل تواصلهم للعلم والفائدة لكن اتحدث عن الاكثرية عن النسبة الكبيرة بيننا وبينهم ...
بعض الحالات على مواقع التواصل الاجتماعي :
1- الأسماء المستعارة (نجمة ..بحر .. محيط .. تائه .. وحيد .. أحضان دافئة .. كبرياء .. ثمل .. ذبحني العشق .. عاشق صمتك .. قلب ..حياة .. رمادية .. دمو خفيف ..عشقت الليل ..الخ ؟؟؟ .... )
2- المتعلمين و أشباههم .
3- المثقفون و أشباههم .
4- حاملي الشهادات و خرجي الجامعات .
5- الاساتذة .
6- الكتاب و النقاد .
7- موظفون و شخصيات أخرى من المجتمع .
8- اصحاب الجهل المركب و مدعين العلم .
صفحات غريبة و أسماء غير واضحة و ليست حقيقية وشخصيات مثيرة للجدل أكثرها حين تقرأ أن صاحبها ناقد صحفي في مجلة كذا وتجده لا يتحدث عن أي شيء يخص المجلة التي يعمل فيها أو عن أي حدث نشر فيها بل تجده ينشر أشياء لا علاقة بمجاله لا يظهر للناس أي شيء يمكن أن يكون مفيد أو فيه رأيي أو قضية بل تجده ينشر صور نساء شبه عاريات يملكن من الجمال ما يغري و من الفتن ما يذهب العقل ؟ و يوجد من أمثاله الكثير..
صحفي ..مهندس.. دكتور.. طالب جامعي.. أستاذ .. ينشر الأكل و نكت سخيفة و قطط و كلاب .. و عبارات عن عشق مخزي ؟
مدرسات (معلمات) و هنا الكارثة العظمي لم أرى في صفحاتهن و لا شيء يخص المدرسة أو التعليم أو تخصصاتهن إلا صور قلوب سوداء ودموع سوداء امرأة بوجه ملطخ اسود ؟؟ ووجه مسبوغ ! كلمات عن الحب الغريزي .. منادات للحبيب الراحل ..خذلان ..قهر و عبارات استعطاف و صور حقا لا تمد بفكر المرأة المتحرر المتعلم الراقي بأي صلة..
تذكرت شيء رأيته و كلمات أثارت معدتي على التقيؤ حين رأيت من يقولون لها أستاذة أنها تنشر صورة فتاة تنام على الرصيف و في عباراتها تصرخ و تنادي إني بحاجة إلى أحضان من يأتي أليا هذا المساء ؟
و أخرى تكتب و تقول أنفاسك و عطرك و ثغرك الخ
وآخر يقول نهديك و جسدك ويصف المرأة في أبشع صور ......
سكير يعلن عن سكره و إدمانه المخدرات بفخر و يستعطف لكي يجلب اليه الحب بكل الطرق المنحطة ؟ و... الخ
و رغم هذا ما يكثر عليه اللوم هو المرأة المتعلمة لان الحياء و الدور في البناء و التغيير و الأول يأتي منها كما وصفته الطبيعة .
نرى كثيرا من السياسة و نشر تافه عند الشباب العربي و القليل جدا من التعليم ؟ !!
صار المدرسين مناهجهم التفكيرية و كتاباتهم بين داعش و العاب فيديو و صور لعيون نساء و مقدماتها و مؤخراتها ..بكاء .. ووقاحة في التعبير و في الصور ..شكوى و إظهار انكسارات نفسية في حروف تثير التقزز
لا يوجد من ينشر او ينقل ادب او شعر اصيل ..مقالات أو خبراته ..أفكار.. معرفة .. يساهم في المساعدة و التنمية بشكل أفضل ..
لا يوجد من يقرأ ما يفيده هو كشخص أو ما ينقله للإفادة في حين انه يقرأ ما لا يقل عن 6/7 صفحات يوميا على شكل منشورات وقصص تافهة و سخيفة لماذا كل هذا الوقت الضائع بلا فائدة ؟ لماذا يسلب الفرد نفسه الشعور الممتع بالانجاز البناء و المثمر حتى لو كانت نتائجه ضئيلة جدا لماذا لا يبدأ الآن بهذا الانجاز الضخم معنويا و الصغير في شكله و في نتائجه لكنه سوف يحدث تغيير أهمه الفكري والروحي وما يخلفه أجمل ..
هناك نسبة قليلة جدا من ترتقي ب اسمائها و بصفحاتها الى مستوى جيد لكن نطمح الى الاغلبية على الاقل و بالاخص ذوي المهن التربوية و التعليمية و الخبرات في المجتمع و الواقع ..
إن هناك ملايين من الأطفال حرموا من التعليم ــ نصف طفال سوريا ..العراق .. اليمن ..ليبيا ..الخ .. خارج النظام التعليمي بالكامل ..
أي مستقبل ينتظر أولادنا ؟ والشعوب العربية تفقد بناءها التربوي و المعلمون يوجد في قلوبهم فراغا هائلا يملؤه :الغرائز ــ التشدد ــ الكراهية ــ نبذ الأخر ــ الاستهتار ــ الخ
أغلب الأوروبيون يعملون على توثيق مواقع التواصل التكنولوجي فيما بينهم لتبادل الخبرات و الآراء في محاولة إخراج الأفكار من حالة الجمود و العمل على التغيير و التحديثات ..
ونحن العرب ؟؟ أين نحن من كل هذا ؟
يقول نابليون " من ينشأ مدرسة بدورها يقفل السجن " لماذا نحن لا ننشأ مدارس نموذج مصغر و كل حسب قدراته الفكرية هنا في المواقع للتواصل و نستغلها أحسن استغلال ؟ لماذا لا يكون دور كل واحد فينا هو دور أستاذ أو معلم ؟ و أن لا يتحول المعلم الحقيقي و التربوي العربي إلى فاتح باب للجريمة ؟
الإدراك العميق لدورك و في أي مكان مهم للغاية مع طرحك للسؤال الأهم: هل يستحق الامركل هذه الجدية و الشعور بالمسؤولية هل استحق انا أن أكون محدث للتغيير لأنني العربي و المسلم ؟
يقول كونفيشويس : (لا يمكن للمرء أن يحصل على المعرفة إلا بعد أن يتعلم كيف يفكر )
ارجوا أن ينتبه الشباب العربي إلى هذه النقطة.
د.ميرا
-
Dr.miraProfesseur d'université
التعليقات
لكنى قد اختلف معك في بعض الطرح المذكور بالمقال فلا يمكننا ان نسلم (ان ظاهرة التسلية هي الوحيـدة و الشغل الشاغل للافراد في الافتراضي .. ؟ فهناك الكثير ممن يكتبون في العالم الافتراضي اشياء ذات قيمة. ثانيا اشعر من خلال تتبعي للمقال انك متاثرة بشكل كبير بكل ما هو غربي ( ولك مطلق الحرية في ذلك ) لكن أرى أنه لابد ان يكون هناك قدر من الإنصاف حول ما حققه العرب.
ومن جانب اخر اتفق معك في هذه الدعوة التى اختتمتى بها مقالك الا و هي : (لا يمكن للمرء أن يحصل على المعرفة إلا بعد أن يتعلم كيف يفكر ) ولا يخفى على كثيرين من القراء و لله الحمد ان لدينا في عالمنا العربي مفكرين وعظماء نقلوا العلوم الي الغرب .
فانا معك فيما ترجوه من أن ينتبه الشباب العربى اليه ....... لكن من جانبى اختم #تفاؤلوا بالخير تجده # مع خالص تحياتي وتقديري دكتور
الكل يبحث في إطار ضيق عن المصلحة الشخصية
و في الباصات تجد كل الجالسين ينظرون من الشباك يتاملون و يبصبصون على البنات بدلا من يفتح كتابا سواء ورقيا او على جواله و يقرا .. تجد الناس طوابير في معرض الكتاب بينما في الباص تجدهم ينظرون لأنفسهم و انا برايي لو تريد معرفة اهتمام امة بالوقت و العلم انظر ما يفعلون في طوابيرهم و اوقاتهم المقتولة . مثلا في انتظار الباص الفراغ بين المحاضرات . الخ
نحتاج لمزيد من الدين و الأخلاق و في نفس الوقت مزيد من العلم و الثقافة . و لكن للأسف انا فقدت الأامل في شعوبنا العربية