عندما نواجه أزمة صحية مالية نفسية, كثيرا منا ما يتوجه لأقرب شخص إلى قلبه يبوح له ما يعانيه, تخيل وأن كان هذا الشخص يملك الحل, ولكن يطلب منك فقط أن تتحدث إليه كلما وقعت في مشكلة, وياحبذا لو تحدثت إليه باستمرار, لأنه يحب الإلحاح, بعكس كل البشر, الذين يسأمون من كثرة الحكي في نفس الموضوع, بل وأنت يمكنك أن تحدثه في أي وقت ودون أذن أو خجل.
ولله المثل الأعلى, فربك يملك مفاتيح هذا الكون, وكل ما يطلبه منك هو أن تتوجه له بالدعاء فقط عندما تقسو عليك الحياة بمشاكلها, ويعدك بالإجابة, وإن لم تتحقق الإجابة يعدك بأن يعوضك في دار الخلد.
الدعاء عبادة, الدعاء حياة, الدعاء أمل, الدعاء ..., نعم قل ما تشاء فالدعاء يغير الأقدار, كثيرا منا يعرف كل تلك الحقائق ولكن للأسف يتناسها أو يتغاضى عن أثر الدعاء في حياة كل منا.
الدعاء هو منحة من الله, أعطها لكل عبيده في أي وقت وأي وضع, يمكنك أن تكلمه دون أن تملك رصيد كافي, وتتحدث إليه دون تحديد وقت لانتهاء المكالمة, أو تفاجأك رسالة صوتية "عفوا لقد نفذ رصيدكم".
أما عن تجربتي الشخصية في حديثي مع الله, فكانت بمثابة السحر الذي لم يرد لي دعاء طيلة عمري, لم يخذلني في رجاء توجهت به إليه, تحدثت معه في كل شئ, وطلبت منه أي أمر, سألته أن يطيل من شعري الذي توقف نموه عدة سنوات, ألهمني كيف أعتني به وحقق دعائي.
دعوته أن ينير بصيرتي ويوجهني للكلية التي أجد فيها نفسي, وأكتشف فيها ما لا أعلمه عني, وجاء التنسيق بكليتي التي لطالما حلمت بأن أكون صحفية أعبر فيها عن هموم وطني.
توجهوا إلى الله بالدعاء, ففيه الإجابة وفيه السلام النفسي, لا تكفوا عن دعوته بكل ما ترغبون فيه, لا تخفضوا أيديكم حتى تأتيكم الإجابة, أو يلهمكم الراحة, فربي رؤوف رحيم, يحب من يتواصل معه, ولا يرد من ألح في طلبه, يعلمنا الصبر والمثابة, فأني أطمئن على نفسي لطالما لم أكف عن مناجاته.
-
Rahma Daighamلا تتسرع في الحكم علي يا صديقي.. فما زالت أعافر وأتعلم