لم يعد يتحمل. فضميره النابض بالأفكار الراقية  لا يتحمل. كلما حاول يأتيه الفشل ويهزمه مرة اخرى. ينهض مرة اخري كطفل صغير والحزن والكآبة من هول ما فعل يأتيانه من كل حدب وصوب . يحاول أن ينسى لكن كيف له أن ينسى هول ما فعل. كان سعيدا قبل أن يقدم على ذاك الفعل الشنيع، كان هادئا ونشيطا. كانت الحياة سعيدة. كان يعيش كل يوم أمل ،أمل يجعله يرتقى فوق شهوات نفسه لكن سرعان ما يمضحل كل شيء وتشعل النفس شرارتها وترسل كل جيوشها من أجل أن تصل إلى تحقيق غايتها. جيوش لا تتركه، فهي تحاصره من كل الإتجاهات و في كل مكان تطأه رجله. جيوش لا تستسلم، تحاول ان تأخذ ما تريد ولو تطلب ذالك الأمر وقتا طويلا .تنهار عليه باصرارها ويحاول بعزيمته الا يقع في فخها لكن تهيأ لها الظروف فتجده وحيدا منهمكا في التفكير . ترجع به إلى الماضي و وتذكره بتلك اللذات الفانية، تزينها في مخيلته وتقول له ألا ترى كيف كانت تلك اللحظات، إنها لحظات متعة لكن اي متعة تلك التي تزول ويتبعها الندم والتحسر. يسقط في فخها مرة اخري يبحث عن تلكم اللذة الوهمية يصل اليها مرات ومرات . لكن وقت الوصول الكل يتركه وحيدا فتلك الجيوش تقول نحن دعوناك فاستجبت الدعوة لا تلقي علينا اللوم فانت من فعلت كل شيء بيدك وأنت من تبحث عن اللذة. وها أنت ترى توابعها من تحسر وندم . جيوش منافقة، قبل قليل أصرت عليه ان يفعل ما أرادت لكن سرعان ما تهرب وتتركه يواجه الواقع وحده . تتركه متحسرا نادما على مافعل، تتركه بين المطرقة والسنداد .تتركه وتترك معه افكار الفشل والإحباط. تتركه وتترك معه اليأس والحزن. تتركه وتترك معه افكار الإنتحار. نعم فهي تجعله يسأم من الحياة ويرى الحل في الانتحار. لكن ينتفض ذاك النور الالهي المزروع في قلبه ويعلن المواجهة ويخاطبه، مابك أيها العبد الضعيف أتقتل نفسك بغير حق .أتظن أن بعد الموت راحة. هيهات مما تفكر فيه فإني أرى ما تفكر فيه أمر خطير فأنت تريد أن تخسر دنياك و آخرتك إن قدمت على هذا الفعل الشنيع. إني أراك وهنت واستسلمت. أنسيت أن هناك رب يغفر كل الذنوب مادمت لم تشرك به. أنفض غبار المعصية يا صديقي واستغفر ربك فانه غفور رحيم. لا تدع المعصية تحجب عنك أن الله يغفر الذنوب جميعا. ألم تقرا يوما "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إِنه هو الغفور الرحيم" نعم إنه يغفرها جميعا. فلماذا هذا الوهن الذ ي أراه في وجهك . نعم أتفهّم أنك غاضب لأنك إرتكبت مرة اخرى هذه المعصية . لكن أتستسلم وتفقد الأمل. لا يا صديقي فعليك أن تتوب وتتوب لأنك انسان تخطأ وكل ابن آدم خطّاء واعلن منذ اليوم أنك قادر على تخطي هذه المعصية وستتغلب عليها إن شاء الله. فقط أكثر من الدعاء كل يوم فسوف ترى العجب العجاب. سوف ترى كيف تتغير حياتك إن كنت دائما مع الله وأدّيت فرائضه التى فرض عليك واتّقيت حدوده . منذ اليوم أريد أن أراك ذاك الإنسان الطموح الذي يسعي إلى الوصول إلى القمة، ذاك الإنسان الذي يدعوا ربه اناء الليل وأطراف النهار فقط إعقلها وتوكل فإنك إن شاء الله ستصل وتتخلص من هذه المعصية . نعم لو لا هذا النور الالهي لهلك واتبع تلك الافكار الخطيرة وخسر الدنيا والاخرة .ينطلق مرة اخرى على امل الوصول الى التحرر من هذه الافة التى كادت أن تجعل نهاية لحياته. ينفض غبار الادمان ويعلنها بصوت عال "سانتصر بقدرة الله عز وجل". نعم إ ستطاع ان يتحرر من ذاك الادمان لكن ليس لوحده بل بمعية الله أولا ومرافقة اهل الله وخاصته.