اشتعلت حرب في رأسي، وانتهت بسقوط آلاف الدّموع بقذيفة من الخذلان، تراودني فكرة حمقاء ممتلئة بسَهِك الوحدة القاسية، أن أكون وحيدة في ظلِّ هذا اللّيل المُبلّل بالبكاء، فما معنى أن ترتعد روحك باردة دونَ أن تجدَ حضن دافئ تلجأ له وتفرّغ به كلّ ما في داخلك من شعور، ماذا يعني أن تموتَ مئة مرّة دون أن يكترث أحد من حولك لصوت نزاعك الدّائم، هم فقط يهتمون بأن تخرج مبتسمًا، ضاحكًا حد الثّمالة، ثمّ ما تلبث إلى أن تتحوّل أمامهم إلى مهرّج ماهر وهم بدورهم يكتفون بمشاهدتك تتلاعب بكرات الكذب الّتي يقدمونها لك، فتتراقص كلماتهم بين يديك في حين أنّك تحاول جاهدًا أن ترى ملامحهم الحقيقيّة بوضوح بينما الكرات الّتي بين يديك تمنعك من ذلك.
وأثناء هذا العرض السّاخر تخبرهم بما يحزنك ويقلب عينيك إلى غابة محترقة، فيظنّون بإنّها إحدى دعاباتك المُضحكة، وبطريقة مُبهرة يحوّلون أحزانك إلى سخرية الجلسة، تهرب من مكان إلى آخر محاولًا الوصول ولا تصل، لا تجد مكانًا واحدًا يمسح بيده على جرحك الدّامي، لم تكن لِتُخيفُني الوحدة يومًا بقدر ما تخيفني فكرة أن أكون مجرّد سراب في حياة الجميع، أن اختفي ولا ينتبه أحد لوجودي وكأنّني نسمةُ هواء عملت على تلطيف الجو ليس إلا، لقد مضيت أيامًا انتقل كالعكاز من يدٍ إلى أخرى أسند ضعف من حولي وحين كُسرت هُجرت، هم لم يعودوا بعد الآن بحاجة إلى خردة بالية لا تعود عليهم بالنّفع.
وها أنا بالنهاية جالسة مع اللّيل بلا صديق له القدرة على سماع شكواي الدّائمة لربما لأنّها مُملّةٌ بالنسبة له، وذاكرتي البلهاء لا تكف عن عرض السيناريوهات الّتي تبين مدى سذاجتي، غدوت الآن مثلهم أضحك على أحزاني الّتي لم تجد أحد من سكان العالم لديه فرصة واحدة تسنح له بالإستماع لصوت عزفها على روحي، لرُبّما يجب في نهاية هذا المساء أن أضع حد لتلك القطرات الّتي تزيد وجهي إحمرارًا، وأوّل شيء يجب فعله هو التّخلص من دور المهرّج والنسمات الرّقيقة، وتنظيف ذاكرتي ببدايةٍ جديدة، دون الالتفات لمن سيكون معي بالغد ومن سيرحل مع أشخاص يعتقد بأنّهم أصدقائه الذين يبحث عنهم منذ زمن.
(سوف استعيد حلمي وأملي وحدي)
خاطرة قديمة سأعود للنشر هنا قريبا إن شاء الله
-
آلاء بوبليفي داخلي تنتقل الحروف مع خلاياي فتشكل قصص و روايات و الكثير الكثير من الأغنيات ، لكن من الخارج لا يوجد شيء كهذا فكل ما يسيطر هو الهدوء.