هَيَّا إِلَى المَنَاهِل - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

هَيَّا إِلَى المَنَاهِل

النزوح اللّغوي و التسلح ضدّ الإعراب

  نشر في 04 مارس 2016 .

تعطي معظم دول العالم أهمية بليغة للغتها القومية و ترى أنّه لابدّ من أن تمجّد هذه اللّغة بأيّ ثمن   و تبدأ ذلك من النشأ الجديد الذي تحثّه على أن يحب لغتها و أن ينطق حروفها في سنوات حياته الأولى بل أكثر من ذلك إنّ علوم اللسانيات لم تتوقّف أبدا في أبحاثها و حتى في طرق التدريس التي ما تزال تحاول كل عام أن تطوّر أساليب إلقاء الدرس لتمكين التلميذ الفهم بسرعة و كأنما اللّغة بالنسبة لهم هي النبض الذي تحيا به شعوبهم ؛ لا أحد يستطيع أن يتصّور كم من كتب طُبِعت و نُشرت للصغار فقط كي يتعلموا أشكال الحروف و نطقها و حتى ألعابهم أصبحت صوتية أكثر من اللاّزم و هذا فقط في الأعمار ما بين سنة و ثلاث سنوات فقط . هناك الكثير من الأمثلة لدول مختلفة من العالم مثل اليابان الّتي تقدس لغتها بشكل رهيب و الصين و ألمانيا و كوريا و فرنسا و أصبح من الواضح أنّ العالم برغم محاولاته إختزال كل اللّغات لا يستطيع أن يرشّح لغة وحيدة تكون رمزاً للإنسانية و بات أيضا أنّ كل شعب يحافظ على لغته كما يدافع على حدود وطنه بسلاح العلماء و المثقفين. و لو عدنا الى سنوات الـتي حاولت الكثير من الدول إستضعاف الدول العربية بإستعمارها و نهب ثرواتها فلسوف نرى أنّ أوّل شيء فعلته هو محاولتها محو القومية العربية و الدين بدأً من اللغة العربية.

أحيانا ينتابني شعور من القلق و الغثيان لما أراه الآن و ما يجري في شتى دول العالم العربي إلاّ من رحم الله و من قدّس كلامه و لغة الفرقان. هناك فرق بسيط في الفكر الجاهلي قبل الاسلام و الفكر الجاهلي بعده ( و أنا أقصد الجهل الّذي انتشر في عصرنا الحالي) أنّ الانسان العربي أو الأعرابي بأدّق الوصف و الّذي لا يريد أحد في وقتنا الحالي أن يوصف بالأعرابيّ لأنّه جاهل و لا يعرف حياة التمدّن أصلا و أنّه لابّد أن يمكث في خيمته و يرعى الإبل فقط و لا حاجة له أن يتطوّر بالمفهوم المتداول في وقتنا المعاصر، وحتى لا يضيع القارئ في متاهات الفكرة، لو رأيت أوجه التشابه بينه و بين المتمدّن الّذي ركب السيارة و يتكلّم أكثر من لغة أو مزيج من لغتين كلاهما لا يحسن قواعدهما و يساير كل التقنيات الحديثة التي تنتشر في العالم و تتطوّر كل عام ,و يقرأ الكتب عفوا لا يقرأ شيئا من الكتب و المؤلفات الجديدة بل يفتي في كل شيء و يقيم الحد اللاّ معقول على كل القواعد الفقهية و يتجاوز الحدود الشرعية ( يبدو أنني خرجت عن الموضوع) أوجه التشابه بينهما تكاد تنعدم و لكن شيء بسيط جدّاً لا ينتبه إليه عامة الناس أنّ الأعرابيّ كان يفقه اللّغة العربية أكثر من العربيّ المعاصر الآن. شيء بسيط     و مدهش و غريب و الأحرى أن يكون قدوة لكل النّاس في كل العالم و أن يكون نقطة استفهام لأي باحث في علوم اللّغات بتنوّعها وهو أنّ الأعرابي يجهل ما يجهله و لكن يعرف قواعد اللّغة أكثر من أي عالم نحو الآن، و أقدس شيء عنده هو العربية قبل وجود الإسلام و بعده أيضاً .

و كي نحقّق في ذلك سأضرب لك مثال حيّ حصل في عهد عمر ابن الخطاب رضي الله عنه و كيف أنّ أعرابي فقط فهم أنّه لابدّ من فهم النصوص القرآنية بفهم القواعد العربية و النحو و هذا الشيء لم يغب عن الخليفة بل جعله يأمر أن لا يُقرئ النّاس إلا ّعالم باللّغة و أمر أبا الأسود فوضع النحو.

و الحادثة كانت بخطأ غير مقصود في كلمة من كلمات القرآن الكريم أو في حرف من حروفه أو في حركة من حركاته في الإعراب أدّى إلى عكس المقصود منه . بل لعله يؤدي إلى الكفر كما حدث لذلك للأعرابي الذي قدم المدينة في زمن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال : من يُقرئني مما أنزل على محمد - صلى الله عليه و سلّم - ؟ فأقرأه رجل سورة براءة فلما بلغ إلى قوله تعالى : أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ قرأها بكسر لام رسوله ، فقال الأعرابي : أو بريء الله من رسولِه ؟ فإن يكن الله بريء من رسولِه فأنا أبرأ منه . . فبلغ عمر ما قاله الأعرابي فدعاه فقال : يا أعرابي أتبرأ من رسول الله - صلى الله عليه و سلم - ؟ فقال : يا أمير المؤمنين إني قدمت المدينة و لا علم لي بالقرآن فسألت من يقرئني فأقرأني هذا سورة براءة فقال : أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولِهِ فقلت  أو قد برئ الله من رسوله ؟ إن يكن برئ منه فأنا أبرأ منه فقال عمر : ليس هكذا يا أعرابي ، قال : فكيف هي يا أمير المؤمنين ؟ قال : و رسولُه ( بالضّم ) فقال الأعرابي : و أنا و الله أبرأ مما بريء الله و رسولُه منه . حين قرأت هذه القصة سألت نفسي كم من مرّة يا ترى و أنا أخطئ في قراءة آيات الله في كتابه الذي لا ريب فيه؟

و أتساءل الآن و أنا أسمع لمسؤولين كبار و وزراء من يحرفون و يحترفون في محاربة اللّغة العربية بنطق كلمات ليست في القاموس و لا محلّ لها من الفهم و لا هي بزلّة لسان و مع ذلك هناك من يتجاهل ذلك ، و كذلك ما يفعله الشباب الذي يسعى بيده بتحريف لغته بأساليب شتّى، كأن لا يطالع أي كتاب باللغة العربية و لا ينمّي رصيده اللّغوي و الفكري.

حدث و أن تناقشت مع الكثير في فضل هذه اللّغة السامية على كل اللّغات و أنا لا أريد أن أقلّل من شأن أي لغة كانت لأنني أعشق تعلّم اللّغات و أحترم كل من يسعى للحفاظ على الأساس الأوّل في أي قومية في أي منطقة على وجه الأرض. و حصل معي موقف طريف أكثر من مرّة أذكر منها أنّ أحد أصدقائي بعد وصوله الى كندا شكى لي سوء فهم ابنته بعدما بدأت الدراسة في مدرسة في مقاطعة كيبيك و هذا الشيء يحدث لكثير من الأباء و يسبب قلقهم الشديد لأنّ الأطفال في بداية الأمر لا يريدون الذهاب الى المدرسة و ذلك لأنّهم لا يفهمون شيء على الإطلاق و يجدون صعوبة في ربط علاقات جديدة في العالم الجديد و اللّغة الفرنسية الجديدة عليهم... و حتّى على الكبار نفسهم؛ أفهمته أنّ الوضع لا يحتاج الى قلق و أنّ ابنته البالغة من العمر سبع سنوات ستستطيع الخروج من هذه العقدة بعد ثلاث اشهر أو ستة على الأكثر، و حصل ذلك فعلا بعد مرور تلك المدّة و المدهش أنّها أصبحت تتكلّم الفرنسية بطلاقة و لا تريد التكلّم العربية أصلاً و هذا ما وضعه في أمر محرج آخر....

هناك أساليب للتدريس هنا في كندا و خاصة تدريس اللّغة يصعب تصديقها و لم تصل تقنياتها إلى الدول العربية و هذا ما جعلني أتأكّد أنّ الأمر يحتاج الى وقت فقط و معرفتي أنّ مقاطعة كيبيك تعطي دروس بلا مقابل في تدريس الفرنسية لمن يريد تعلّمها كما تفعل المقطاعات الأخرى الناطقة بالأنجليزية و التنافس بينهما يكاد يسبّب أزمة سياسية بحتة، و المؤسف حقّا أنّ الكثير من المغتربين يتركون أبناءهم ينصهرون في العالم الجديد. و لا أرى أيّ جهد من أي جالية في محاولتها تعليمها للغة العربية سوى لبنان الدولة الوحيدة و بجدارة التي حافظت على تعليم اللغة العربية للجيل الثالث على التوالي إذ أنّهم يتداولون الحديث فقط بالعربية و يجدون عيبا كبيرا في أن تخاطب أحدا من العائلة أو الأصدقاء العرب بالفرنسية و هذا أمر مثالي يجب الإقتداء به و المسألة أيضا لها علاقة بتقديس اللّغة ليس لأنّها لغة القرءان فقط بل لأنّها رمز لشعب لبنان و إفتخاره بها و الأمثلة كثيرة في هذا الأمر مثل الجالية اليونانية و الهندية و التركية, اليابانية,الصينية و الدول اللاّتينية في حفاظها على اللّغة الأم.

هذا ما يحدث في الشمال الأمريكي و في الجالية المسلمة إن لم أقل العربية و الّتي مهما كانت لها أعذاراً كثيرة و لكنها تسعى في تعليم الجيل العربي فردا أو جماعة حتّى لا يضيع و لاينصهر و ينسى أصله و إنتماءه. و لعلّ الأمر بات أخطر يكثير و لا أدري هل تفطّن إليه الناس أم لا و هو أنّ المجتمعات العربية أصبحت لا تعير أي اهتمام لما يصيب لغتنا الحبيبة من صدع و جرم في حقّها و خاصة من الجيل الجديد، و لا جرم أنّ كل جيل له لغته الخاصة و لكن إن كان هذا الجيل هو الذي يسعى لتخريب طريق مستقبله بيده فلابدّ أن ندقّ ناقوس الخطر و ليس صعباً ذلك لأنّ المرض لم يتفشى في سائر البلدان العربية و لكنه حتما إن تركناه سوف يفتك بكثير من الألسن العربية. و سأضرب مثال ذلك في أبرز الامثلة التي يراها من لا حيلة لهم لا يجد فيها بأسا و هي أشدّ بأسا، ألا و هي الكتابة بحروف لاتينية في المواقع الاجتماعية إن لم أقل أكثرهم و أسفا فيهم المثقفين و ذوي العقول، أيعقل ذلك أن يفعل ذلك شباب يساير التكنولوجيا الحديثة و له هواتف ذكية و لا يستطيع أن يكتب العربية في لوحة المفاتيح!؟ أيعقل أن تكتب سورة من القرءان الكريم بحروف لاتينية. و الله يقول "الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ۩ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًاعَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" سورة يوسف

هل أصبحت هذه الهواتف تمتص ذكاءهم أم ماذا؟ أو هل المواقع الاجتماعية ليست سوى تفاخر بين الناس من هو المثقّف و من هو الملقّف؟...قلة نادرة من الناس من نقرأ لهم على صفاحاتهم عن شيء جديد أو كتاب جديد قد قرأه و يريد أن يعرض و جهة نظره على الناس و بات من الواضح أنّ القراءة أمر ممنوع لا يهمّ سوى "البقاقة" كما كان ينعت على بعض الطلبة حين كنت أدرس في سنوات التسعينيات و يشار إليهم أنُ همهم سوى الدراسة فقط لا غير و تعني هذه الكلمة في المعجم الوسيط أي البقاق هو المكثار: الذي يكثر في فعل شيء ربما الدراسة أو فعل الخير نحو بق الخير و بَقَّ السماءُ : أمطرت بشدة و بَقَّ الخبَر : أَذاعَه و هناك أيضا البقٌ حَشَرَةٌ صَغيرَةٌ مُسَطَّحَةٌ تَمْتَصُّ دَمَ الإِنْسانِ وَ تَلْدَغُ      و أيضا يقال كثير الكلام أو الثرثار البقاق ..

و يؤسفني أن أقارن بين من يقول الصواب و من يقول التافه من القول و من يحملون في عقولهم البقٌ و لا يحسنون قولاً و الكثير منهم في هذا الزمان و مع الّذين في عقولهم نور للبشرية و لا يراه الكثير. يحدث كذلك أن أعود الى الماضي و الى المقررات الدراسية التي درسناها و الّتي تحث على المطالعة       و تريبة النشأ و محاربة الفساد و تنمية الفكر ،سواءا في اللغة العربية أو الفرنسية .. و لكن أين كل هذه الثمار على أرضية الواقع أو ماذا عن هذا الواقع الذي تغيّر بتغيير المقررات التي تحثٌ الطالب على نيل شهادة الباكالوريا من دون أي رصيد أو بذل أي جهد فكري ثم يقول لك التعليم عن طريق المهارات أي مهارات الحمقاء هذه التي أخرجت الكثير من الطلاب الجامعيين الّذين أجمعوا على محاربة اللغة         و الفكر و لا أحد يعرف عن آخر كتاب في الأسواق؟ و الّذين بحوثهم تشمل تسريحات الشعر                  و البنطلونات" البنترجالية" يعني كلمة جديدة لباس للرجال و النساء على السواء ثم يقولون أنٌّ العربية لا تساير العصر الحديث أجل أنا مع هذا الأمر اللغة العربية لا تساير هذا العصر الذي طغى فيه الفساد فهي ترقى مع رقيّ الفكر لا مع انحطاطه و كيف لا و قد أجمع الكثير أنّ فضل العلوم يعود الى علماء عرب و ترجمات عربية لكتب علمية و لم تقف عند ذلك الأمر فقط بل بحثث و صححت و زادت في الفكر البشري في مختلف المجالات، كيف لا و الكثير من المثقفيين من الغرب الذين عشقوا اللغة العربية يقولون أنّ الشعر العربي من أرقى الأشعار في العالم لدقّة تعابيره ثم يأتي جيل جديد يحسب أنّ صيته أخلده و هو الذي لا يعرف قيمة "لو" في النحو العربي.

و لنلق نظرة في مجلة البحوث الاسلامية للباحث ناجي الطنطاوي فيقول فيها أي عن "لو" هي لفظ صغير في تركيبه ومبناه ، و لكنه كبير في دلالته و معناه ، تنظر إليه ببصرك نظر من يرى الشيء في ظاهره فلا يكاد يملأ عينيك ولا يكاد . . يجذبك إليه ، ولا يثير في حنايا نفسك شعورًا بالاهتمام به           و الانصراف إليه ، و لا تحس برغبة في العناية بما يحمل في طياته من معان وعظات .و هو لفظ مركب من حرفين فقط تجاورا أمدًا طويلاً . وارتبطا برباط الألفة و الجوار فلم يفارق أحدهما صاحبه . و هو لفظ سهل النطق يخرج من بين الشفتين في خفة ورقة ، و يسر و سهولة ، دون أن تتكلف له أو تتهيبه أو توليه العناية ، و أنت تحسب للنظرة الأولى أنه لا يستحق منك الالتفات إليه و لا التفكير فيه ، و لا البحث عن السر الذي يكمن في ثناياه وحواشيه ، ويغيب عن ذهنك أن الصغير الضئيل ربما استوفر فخلف وراءه الأثر الكبير ،انظر الى براعة التعريف في اللغة العربية و سهولتهاّ)

وقديمًا قال الشاعر :

لا تحــــقرن صغــــيرًا فــــي مخامصـــة إن البعوضـــة تـــدمي مهجـــة الأســـد

هنا أقول انٌ ما يفعله الجيل الجديد من تقليله للغة العربية هو سبب كاف و كبير لعدم توازنه في المجتمعات الدولية ثم نعود إلى الحديث عن ( لو ) ب فنقول : إنها عند أهل اللغة وعلماء النحو          ( حرف امتناع لامتناع ) تقول : ( لو ذهبت معنا لسررت ) فامتنع سرورك لامتناع ذهابك ؛ لأن الأول متعلق بالثاني ومشروط بوجود ومنه قوله تعالى : لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلا خَبَالا وهذا بخلاف       ( لولا ) فهي حرف امتناع للوجود ، تقول : ( لولا رحمة الله لهلك الناس ) فوجودها منع هلاكهم . و ذكر ( ابن هشام ) أنها تقتضي امتناع شرطها دائمًا لا جوابها ، ثم إن لم يكن لجوابها سبب غيره لزمه امتناعه نحو وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا ولية وعلى جمال هذه الدّقة و كمال هذه اللغة وهذا قدر قليل جدٌا في حرفين فقط قد يغيران من معاني الجملة ســــبقت مقـــــادير الإلـــــه وحكمهــــا فــأرح فــؤادك مـن ( لعـل ) و مـن (لـو): و في نفس الصفحة اشير الى كلام و ثيق ومهمّ ) فلسان العرب هو اللسان الذي نزل به الكتاب ، و هو اللسان الذي وردت به الأحاديث الشريفة النبوية و ليس هناك من سبيل لفهم نصوص الكتاب والسنة إذا جهل المرء قواعد اللغة العربية .

يروى عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال : جودوا القرآن وزينوه بأحسن الأصوات ، وأعربوه فإنه عربي و الله يحب أن يعرب به . وعن مكحول قال : بلغني أن من قرأ بإعراب كان له من الأجر ضعفان ممن قرأ بغير إعراب .

. ولو أنك أمعنت النظر في كتب التفاسير لرأيت للشروح اللغوية وللإشارات البلاغية نصيبًا وافرًا منها ومن كان محرومًا من معرفة اللغة العربية وأساليبها ودقائقها ، أو كان قليل البضاعة من علومها كان من العسير عليه تذوق نصوصها ومعرفة معاني الآيات التي يتعبد ربه بتلاوتها ، و لم يجد في نفسه تلك المتعة التي يحس بها من أجاد قواعد اللغة وتمكن من معاني مفرداتها....تمُ الكلام في هذه الصفحة

الكثير من الناس لا يعلم فضل لغتنا الحبيبة على الأمة العربية و المسلمة و شباب اليوم تهمه كما قلت تسريحة الشعر و طلاء الأظافر والمكياج و الموضة على تسريح الفكر و سفاهة اللسان و البحث عن سبل الرجوع الى حضارة راقية و تنهض بالأمم الأخرى التي يحسبها الكثير أنّها راقية.

و تساؤل أرجوا أن ينتشر في ذهن كل قارئ لهذا المقال ؛هل يعقل أن نرتقي بدون لغة و أن نصل الى درجات العلى و نحن بعيدون كل البعد عن لغة القرءان؟ هل الصرعات التي تحدث سببها تباعد الفكر القومي و وجهات النظر لأنّها لم تنطلق من نقطة واحدة هي وحدة الأمّة و سلام الأمة من كل بطش خارجي سواءاً الخفيّ أو الظاهر منها، هل يكون هذا الجيل أدرى أن يقود لغد تصبح فيه المقاهي فارغة أو يطلب فيها القهوة مع كتاب و أن يجلس النّاس لمناقشة العلوم و ليس تحليلات السياسة التافهة   و مباريات كرة القدم؟ و إذا نودي للصلاة يلبي الكثير و ينهض.... و هل يا ترى لو جعلنا اللغة الرسمية غير العربية سواءا فرنسية أو إنجليزية أو يابانية أو إسبانية هي الّتي ستنهض بنا و نسير الى الأمام         و ليس الى الخلف و ماذا لو رجعنا الى الخلف أليس خير في أن نبقى مثل البالون يرتفع و في جوفه هواء و قد ينفجر في أي لحظة ...ثم أعود و أسأل من جديد ماذا قدّمت العلوم الحديثة العربية البحتة للعالم ؟ إرهاب! فلسفة إلحاد؟ بيع صكوك التكفير، الجهر بأكل الربى و شرب الخمر و النميمة و بطون راقصة ثمّ ماذا بعد؟ ربيع عربي! أم إعصار عربي يدمّر القومية العربية و متى يصحو الجوّ الفاسد             و التلوّث العقلي و الاحتباس الفكري و متى سنقوم بغرس القيم الدينية في قلب كل من يقول أحب الله و رسوله و هل حبه لشيء غير كاف أن تحبه مثله و أن تقتدي به؟

و هلاٌ تدبّرنا في " إقرأ" أوّل كلمة نزلت على أميّ علّم البشرية جمعاء؟

و هل بعد كل شيء سنبقى قرونا ً أخرى في جحر ضبِِِّ و لن نخرج منه؟

و للحديث بقية....

تنويه: للذين يعجزون على الكتابة بالعربية" على لوحة المفاتيح" و يفضلون كتابتها بحروف لاتينية وبذلك تحريفها عن أصلها كتبت هذا المقال و لوحة مفاتيحي حروفها لاتينية فقط >.... إذا استطعت أنا من دون ذلك فأنت كذلك تستطيع مع وجود الحروف العربية.

( 15 مارس 2014)

 * و . عبد الحميد / يوميات مهاجر في الشّمال الفكري عفواً الأمريكي.



  • 5

   نشر في 04 مارس 2016 .

التعليقات

نوال جامع منذ 8 سنة
مقال رائع عبر عن رأيي الشخصي أيضا,العربية لغتي و إن لم أكن عربية الاصل حتما,العربية لغة أحب خلق الله إلى قلبي فكيف لا يكون لها مني كل الحب,لغة أعظم و أغلى الكتب.
1
مقالك هذا استاذ عبدالمجيد ملئ بالمعرفة والحسره والارتجال ولذلك تعذبة كثير قبل أن تبدء الكتابة لتأتي بهذا المقال النادر وهذا النقد الصادق الذي يخفى خلفه كاتبة الغائر على لغته. أحيي فيك هذا الشعور وتحياتي لك ولقلم الشاب.
0
عبد الحميد وراد
أشكرك أستاد هادي ،تحياتي الخالصة.

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !




مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا