دفءٌ لا يشبهه أي دف ْ
دفءٌ لا يُشبهه أي دفء ْ
نشر في 11 ماي 2021 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
رائحة التراب ،صوت المطر، مضلات سوداء مبللة
،سيارات تجوب الشوارع ببطء ، خطوات سريعة للمارة بالأرصفة ..طرق و نوافذ بلورية مبللة ،فناجين الشاي ،عبق القهوة ..و مساء لا يشبه أي مساء
هو هكذا الشتاء يغادرنا مثلما جاء تماما ..
يباغتنا و يمر بشوارعنا ليهز الشوق فينا
و يحرك أطراف الحنين بأرواحنا الهشة
فيهزها هزا ..
يقف المغترب عند حافة كل مساء و الحنين إلى الوطن يشده و يخنقه عند زوايا الغربة الضيقة ..
تراه يقلب بشاشة هاتفه صورا لوطنه و يحاول جاهدا ان يستأنس بخيالات العودة التي يحيكها لوحده كل مساء ..
يأتي الشتاء بأمسياته الباردة، بغيومه الداكنة ، محاولا كل مرة أن ينبش بالجزء المنسي بالذاكرة ، ويعيد للذكريات ذاكرتها
الشتاء درجات ، يمر على البعض كما يمر الربيع على حقول المدينة، يجمل أيامهم و يزيدها إشراقا ، و يمر بسوطه على البعض الآخر ليجلدهم بكل برودته و قسوته ، ويتوغل برمادية غيومه الى أنفسهم فيزيدها حزنا ..
أما عن ذلك الشاب فلم تكن خزانة الملابس تلك بكل الاقمصة الصوفية و المعاطف الشتوية تشعره بالدفء ..
بعد أن رحلت ، لم تعد شعلة المدفأة و لا حضن المنزل قادرا على منحه ما إعتادت هي منحه ، لم يعوضه يوما عن ذلك الإحساس الجميل الذي فقده
لاشيء كان يضاهي وجودها.. حضنها.. و لمساتها الحانية
لا القهوة و لا هي فناجين الشاي الساخنة كانت قادرة على تعويضه فقدان أمٍ و حضن دافيء ..
دفء لا يشبه أي دفء ..
#موساوي عبد الغني ♤
-
Abdelghani moussaouiأنا الذي لم يتعلم بعد الوقوف مجددا، واقع في خيبتي
التعليقات
وعن دفء الأوطان.... هل بقي لنا أوطان يا عبد الغني؟ اننا مغتربون في أوطاننا... وغرباء في غربتنا...لنا الله.
دام نبض قلمك....