خاصمني في صمتي في بدئي بالكتابة ، لي تحفظاتي و لي جرأتي في المواجهة حينما يتطلب الأمر مني رقصا بالقلم و ليس بالقدم ، التزامي لا يمنعني أن آخذ حقي من الرقص و لكن في حياء تام من القيم و طاعة مثلى للأخلاق ، لا أستطيع العيش بغير ابداع كالسمكة ان هي حُرمت من الماء ، في جعبتي تقارير عديدة و مناصفة لشخصي من التذكر فيما لا يفيد أعطيك الدور للكلام ، لكن لا تقل ما شئت أو أي شيء لأني لا أستمع الا اذا أنا شئت ، لست أفرض عليك قيودا مثلى في الاحترام لكني حينما أرقص بالقلم أرتفع لأعلى مستوى من الحماس و لا يسليني تصفيقة قارئ أو انتباه ولهان عطشان لسماع القيم من دردشة قلمي لأني لا أريد لفتة انتباه بقدر ما اريد لقطة ابداع ثائرة و منتفضة بلا حدود ،أنا لا أحرم نفسي من الاستمتاع بإبداعي لأني سأنقله لمن يقرأه حتى يعصف به الانقياد سرعة في تكرار القراءة ، هي هكذا كلماتي و هي هكذا موجاتي العاصفة في وقت الغضب..لكنها رائعة ..لست أمدح ما هو لصيق بمخيلتي لكني أُثني على لقطات الشجاعة حينما يخرص جميع من ظنوا أنهم يملكون الإنسانية بجرعات كافية لإسكات عطش المغامرة نحو المجهول أحيانا ولما لا مادام الرقص على القلم و ليس على القدم ، فهنا الإباحية مشروعة و شرعية و ليس فيها خروقات لأن موضوع الحديث هو الإنسانية .

أشتاق و أركز في الاشتياق أن يقف أمامي انسان بمعنى كلمة انسان ، فلست أعني بالإنسان الهيكل و الملبس و المشرب و الهوى ، لكني أعني بالإنسان ذاك الذي ان خاض معي حربا في الحق عليه أن يستمر معي في حربه و لا يتوقف أو يختبىء أو يتراجع ، هي ثورتي التي توقد انسانيتي في أسمى معاني الخشوع ، قد أبدو غريبة في أوصافي و قد أبدو حانية الصوت في رقصة قلمي التي تطيل في الفن و التألق كما أريد لها أن تصل بي الى قلب من يحن الى حرفي و نبرة صوتي تحت امرة قلمي الذي يأخذ مني الابداع فيسليني بالتلذذ رغم التعب أحيانا لكني أمنيتي دائما أن أرى انسانا يكتب مكاني و لكن يكتب بفكري و عبقرية التمرد لدي التي تدعو في كل مرة من يختبئ و يفر و يراوغ و يتحايل أن يخرج للعلن ، حربي على هذه الأوصاف هي سجال ، فهل ستكون انسانا و تنهي ثورة الأوجاع و الجياع بسبب صرامتي و استقامتي ، أعرف أنك معجب للغاية بقوامة الأخلاق و لكنك لا تحتمل التميز حينما يتفوق على رتابة المنظر فيك ، لكني رغم ذلك و رغما عنك أدعوك أن تكون انسانا بكل سلمية و بكل ابداع و أزيدك ثقة في دعوتي أني سأعلمك أن لا ترتكب خطأ مشينا في حق انشغالي عن طيشك ، لست انشغل على الاطلاق لكني وقتها كنت أعطيك فرصا عديدة لتخطئ أكثر و اذا لم تتوقف لتكون انسانا سأجبرك ان تكون كذلك دون أن أستعمل القوة لكني سأستعمل حكايتي معك لما كنت تعتقد في نفسك انسان بالأمس فاقتربت في لحظة شجاعة لأعطيك درسا في الإنسانية عل و عسى تتنازل عن كبرياءك و تقبل الدعوة في أن تكون انسانا و تقول الحقيقة التي ستجبرك الأيام على قولها في وجهي و ليس خلف الجدران التي لا تنقل صوتا مهما كان عاليا ، فأمثالك كُثر و علي اليوم تصحيح بعض اعتقاداتك و البقية سأتركها للزمن حينما تأتي الفرصة الثمينة و تُخرجك من سكوتك للحظات فقط لتكون انسان ،،ساعتها ستزيد حماسي في أن أفتح سيرة وراء سيرة و ملفا وراء ملف ليلفك الجنون عن حجم دقة المستندات في أوراقي...أتركها كما هي و لا تنظر فيها خلسة لأني لن أسمح لك بذلك حتى تقرر أن تكون انسان و طبعا لن تكون انسان و أنت مختبىء ، لأن الإنسانية لا تحتمل الظلام و لا الكواليس و لا الجحور بل تحب سعة الهواء و كثافة النور و رشاقة الصراحة ، فهل ستكون انسان لأتحمس للمواجهة أم لا ؟..لأن الفارون من الحقيقة كثر و هم في حكم الغائب عن تنفيذ حكم الإنسانية عليهم و لا حل مع هذا الصنف من البشر الا أن يتصفوا بالإنسانية في أسمى معانيها فيكفوا عن اللغط و الفوضى و الظلم و السخرية و الإهانة و كل ما تنوع من صفات الجبن فيهم.