الهدف الرئيسي للحياة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الهدف الرئيسي للحياة

لماذا يجب ان يكون لديك معنى لحياتك

  نشر في 03 نونبر 2022 .

الملاكم علي كلاي في اخر ايامه 


صورة لجنازة الملاكم علي كلاي


الكاتب د. هاشم الزين

حضور جنازة الملاكم العظیم محمد علي كلاي جعلت الدكتور ھاشم یتسائل عن مالذي جعل رجل واحد قادر على جمع الكثیر من الأشخاص المختلفین في حیز زمني و مكاني واحد بحیث وضعوا خلافاتھم جانبا عن طیب خاطر لبضعة أیام وبذلوا قصارى جھدھم لإیجاد أرضیة مشتركة؟ و هذا قاده الى التساؤل عن إمكانیة ان یطمح هو شخصياً الى فعل شيء ما عظیم یتجاوز بعظمتھ حدود الھویة والمعتقدات كما حدث مع علي لیصل تأثیره الى العدید من البشر و یسطر اسمھ في التاریخ. و من هذا التساؤل انبثقت سلسلة من التساؤلات: فمثلاً ما مدى أھمیة وجود ھدف ما في حياتك و ما الذي یجعلك شخصا ممیزا جدا او تستحق ما انت علیھ و لماذا یجب على أي شخص أن یھتم بما تفعلھ أو ما تدافع عنھ؟ و ھل إذا مت غدا سیھتم أحد؟ و كم من الوقت سیستغرق الناس لینسوا أنك كنت موجود.

ماذا یعني وجود ھدف في الحیاة:

یستشھد الكاتب بقصتھ الشخصیة عن مشروعھ الذي یدیره حالیا فیقول: "منذ خمس سنوات أسست شركة ناجحة نسبيا و آخذة في النمو تدعى “DarTec Engineering” او "شركة دارتيك الهندسية" و ذلك بهدف تلبية احتیاجات القطاع الصناعي من خلال توطین تصنیع قطع الغیار المیكانیكیة باستخدام الھندسة العكسیة. كنت محظوظا بما یكفي لأنني مررت بالعدید من النكسات الخطیرة والإخفاقات الأسطوریة ورفضت مشاریعي أكثر مما قبلت و كل ھذه النكسات جعلتني اكتشف ھدفي وما یجب أن أفعلھ بحياتي. ربما في البدایة لم أشرع في تأسیس شركتي الخاصة ولم یخطر ذلك ببالي أبدا، لكن ظروفي أجبرتني على رؤیة أن ھذا المسار سیكون الطریق الوحید بالنسبة لي لابراز إمكانیاتي بشكل كامل وتحقیق أقصى استفادة من قدراتي".

اقترح الكاتب مجموعة من الاسئلة و الاجوبة قد تود كقارئ ان تستخدمها لتوجيه جھودك نحو ايجاد اهدافك او الوصول إليها و صقلها باستمرار من اجل ان تحیا حیاة كاملة ذات مغزى:

ما ھو ھدفك في الحیاة؟

یتكون ھدف حیاتك من القوى الدافعة لحیاتك اوببساطة اكثر من الأسباب التي تجعلك تستیقظ في الصباح، وتتلقى اللكمات ثم تجد القوة للوقوف على قدميك مرة اخرى بعد أن اسقطتك الحياة ارضاً. و هو ايضا السبب الذي یوجھ قرارات حیاتك، ویؤثر على سلوكك، ویشكل أھدافك، ویوفر لك إحساسا بأن لدیك وجھة ما ویخلق معنى لما تفعلھ.

لماذا من الصعب جدا العثور على ھدفك في الحیاة؟

على الأرجح ستكتشف المعاني الحقیقة للحیاة من خلال الإخفاق و الانتكاس و ھما تجربتان مؤلمتان للغایة یرغب معظمنا في تجنبھما بأي ثمن، لذلك نمیل إلى التمسك بفكرة الشغف بدلا من إیجاد معنى او ھدف حقیقي للحیاة. و بما ان المشاعر في حقيقة الامر ھي استجابات عاطفیة تفاعلیة للمحفزات الخارجیة فلهذا لا یمكن التعويل كثيرا على الشغف و لا الاعتقاد بأنك من خلاله ستحصل على نتیجة مرضیة.

ھل ھناك عواقب لعدم العثور على ھدفك؟

تشمل العواقب عدم الرضا المستمر، وغیاب السلام الداخلي و الاشباع النفسي، والشعور بوجود نقص ما كون عقلك اللاواعي یدرك ان ھدف حیاتك لا یتوافق مع حیاتك الواقعية.

ما ھي الطرق التي یمكن أن ترشدك بھا عواطفك نحو ھدفك؟

جرد إنجازاتك و حاول انت تفهم لما تجلب لك الكثیر من الفرح من خلال سؤال نفسك "لماذا" و اعادة هذا السؤال عدد من المرات حتى تصل إلى جذر السبب الذي یجعلك قادر على القیام بما تفعلھ، واستخدم ذلك لوضع قائمة بالأشیاء التي تحب القیام بها و تستمتع بذلك. أیضا فكر في كیفیة إدراك الآخرین لك لأن الطریقة التي یصفونك بھا عادة في غیابك  او حضورك قد تعطیك تلمیحات وقرائن لما یجعلك ممیز. و مع ان الطریقة التي ینظر بھا الآخرون إلیك ویصفونك بها لیست بالضرورة ما یجعلك ممیزا، و لكن ھي أدلة على ما یدفعك لأن الطریقة التي ینظر بھا الآخرون إلیك ھي نتیجة لما دفعك إلى التصرف بھذه الطریقة في المقام الأول.

ما ھي أھداف حیاتك؟

أھداف الحیاة ھي كل الأشیاء التي ترید تحقیقھا في حیاتك. قد تكون أھداف حیاتك ذات مغزى كبیر بالنسبة لك ویمكن أن یكون لھا تأثیر دائم على حیاتك وحیاة الآخرین، كما انها قد تكون أھدافا كبیرة وصعبة، أو ربما بسيطة و مرتبطة بشخصك اكثر ، و كل ھذا یتوقف على ما ترید تحقیقھ ولماذا.

كیف تجد "لماذا"؟

حدد الأشیاء التي یمكنك القیام بھا بشكل أفضل من البقیة لجعل حیاة الآخرین أفضل. فكر مرة أخرى في الأنشطة التي جعلتك تنسى مرور الوقت، و تلك التي جعلتك تصل الى حالة التفكیر الانسیابي الخلاق. تذكر ما كنت تحب القیام بھ عندما كنت طفلا ولماذا لأن طفولتك تحمل أسرار الأشیاء التي تجلب لك الفرح والسعادة غیر المحدودین. فكر مرة أخرى في الأشیاء التي ترغب في القیام بھا حتى لو كنت تبدو أحمق أمام الآخرین. بعدما ترحل بمدة طويلة كیف ترید أن یتذكرك الناس و كيف تريد ان يتذكروا ماذا فعلت، وكیف یؤثر ذلك على حیاتھم؟ بمجرد أن تأخذ بعض الوقت لاكتشاف السبب وتطور الكيفية التي تبرزه بها مع وضع لمستك الخاصة، حينها ستجد نفسك في المسار الصحيح نحو العظمة وكل ما علیك فعلھ ھو إبرازه و اظهاره للاخرين على ارض الواقع.

ماذا یجب أن تفعل إذا كنت لا تعرف ما ھو ھدفك؟

لا بأس إذا لم تكن قد اكتشفت ھدفك بعد لأنھا رحلة یمر بها البعض بشكل أسرع من الآخرین فهي مرتبطة مباشرة بتجاربك، لذلك لا تقلق إذا لم تكن قد اكتشفتھا حتى الان. حاول أن تتأقلم مع الغموض و مواجهة المجھول لأن ھذه المرحلة تحمل في طياتها أدلة على اجوبة لأسئلتك و لأن الحیاة فيها الكثير من الامور التي لا تستطيع الجزم بحتميتها، فليس امامك الا أن تتعامل معھا و الا سوف تتحكم بك وتحد من تقدمك. و ايضاً إذا كنت ترید حقا اكتشاف جوھر من أنت، فقم بتقدیم ید العون لشخص محتاج و قيم شعورك بعد ذلك و كن على يقين بأن كل المعجزات تحدث عندما تعطي الآخرین بحكمة.


أدت محاولات الكاتب الإجابة على كل ھذه التساؤلات الى تصمیم نموذج حلقي یمثل منهج تفكیري مكون من ستة محاور تھدف الى اكتشاف الهدف الرئیسي في الحیاة:

المحور الأول "التعاطف":

ابحث عن شيء یزعجك جدا إلى درجة انك ترغب بشدة ان تفعل شیئا حیالھ.

المحور الثاني "التعریف":

ابحث حولك عن السبب الجذري للمشكلة ولیس الأعراض الظاھریة وحدد تلك المشكلة التي تزعجك عن طریق طرح سؤال مفتوح مع تجنب الأسئلة التي یكون جوابھا نعم او لا بل لابد ان تكون المشكلة لھا محاور او ابعاد تحتاج ان تكتشف أو تقيم.

المحور الثالث "الفكرة":

حدد الھدف الذي ترغب في الوصول إلیھ من خلال اجابتك على السؤال الذي طورتھ في المحورین السابقین وابدأ في وضع الخطة التي قد تمكنك من الوصول الى ھدفك و ذلك من خلال تحدید أربعة نقاط من شأنھا أن تنقلك من نقطة "ھنا" إلى نقطة "ھناك":

١) المهارات التي تحتاج إلى تطویرھا.

٢) المعرفة التي تحتاج إلى اكتسابها.

٣) الخبرة التي تحتاج إلى كسبھا.

٤) الانتماءات التي تحتاج إلى تعزیزھا.

المحور الرابع "وضع نموذج أولي":

ضع استراتیجیة لتجربة الحل او الحلول المقترحة لمعرفة ما إذا كنت تقترب من أھدافك أم لا، مع مراقبة ما تشعر به حيال ذلك باستمرار.

المحور الخامس "الاختبار":

ضع الحل او الحلول المقترحة على المحك حتى تتمكن من تقییم فعالیتھم و ضع في اعتبارك انھ من المرجح أن التجارب الأولية قد تفشل ثم ركز على مردود ھذا التقییم و ما تخبرك بھ النتائج عما یجب القيام بھ بعد ذلك مع مراقبة مشاعرك عن كثب خاصة أثناء الانتكاسات.

المحور السادس "التنفیذ":

استنادا إلى مردود الأختبار او نتائج تقییم الحل او الحلول التي طرحتھا قم بتحسین نھجك أو نموذجك أو حلك أو اتجاھك أو غير جمهورك المستهدف و ذلك من اجل تطوير حل منقح جديد ومحسن ثم تكرار محاور منهجية الحل السته مرة أخرى حتى تصل إلى حالة مقبولة من التوزان و الاستقرار و التي يمكنك توسیع نطاقھا بعد ذلك.

و بعد هذا يظل السوال المطروح هو مالذي یجعل إیجاد الھدف مھما جدا لأي منا في الحیاة:

ان تحدید الھدف الحقیقي یخلق معنى للحیاة من خلال معرفة ما تحب القیام بھ و ما تستطیع القیام بھ فعلا و ما تجیده وأیضا یحدد مسارك و یساعد في توجیھ و توحید جھودك بشكل فعال لتصب نحو تحقیق ما تصبوا الیھ و ما قد تساھم بھ من اجل تحسین العالم من حولك. اضف الى ذلك انھ عندما یكون لدیك ھدف في الحیاة، فسینعكس ذلك على سلوكك وقراراتك وأفكارك ومشاعرك وأفعالك و ھذا كلھ یجعلك تمیل إلى إحداث تأثیر أكبر في محیطك وعملك مما یؤدي الي اشباع شعورك بالرضا عن نفسك والامتنان لھا.

و ھناك في الواقع ثلاث مكتسبات رئیسیة تشجع على ایجاد معنى و ھدف في الحیاة و ھي الحصول على الرفاه البدني و العقلي، والانتماء وإبراز الھویة الشخصیة المتمیزة و اثراء التجارب الإنسانیة الشخصية.

الامر الاخر الذي لابد من وضعھ في عین الاعتبار ھو ان الفشل اكبر معلم لنا في الحیاة فمن خلال الكبوات و الھفوات یستطیع الشخص ان یحدد نقاط ضعفھ و یفھم اكثر نفسھ و محیطھ و مالذي من الممكن تجنبھ لصنع نجاحھ القادم كما ان الفترات المؤلمة التي قد یمر بھا أي منا تجعلنا ندرك مدى ھشاشة الحیاة و ان لاشئ مضمون فیھا و رغم أن الألم یمكن أن یثبط الجسم، فإنھ في المقابل یثري العقل والروح بمرور الوقت لأنھ من خلال الألم والمعاناة ننمو ونتعلم و نصبح أكثر وعیا بمحیطنا ومشاعرنا ونكتسب فھما أعمق لھدفنا من حیاتنا. و ختاما ربما یظل المعنى الحقیقي للحیاة ھو خدمة الإنسانیة ولمس حیاة الاخرين من حولك و التآثیر فیھا إیجابا و ان یمتد ھذا الأثر حتى بعد رحیلك .



   نشر في 03 نونبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا