جدلية الحب والعقل. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

جدلية الحب والعقل.

  نشر في 12 يونيو 2020 .

جدلية الحب والعقل.

الحب أشد تعقيداً من مجموعة أسلاك متشابكة يُلقيها صاحبك ذو العقل المضجر في وجهك لتساعده فيها، تتأملها لثوانٍ قبل أن تقرر ايقاظ جزئك الإبداعي ورغم خموله تجد نفسك تحاول بكل قوتك كأنك في تحدٍ مجهولٍ الأطراف، وما أن تُمسك بإحدى أطراف السلك الذي رسمت له طريقا آمنا في مُخيلتك حتى يصطدم الواقع بالمتخيل، فتسقط في ذروة التشابك ويضيع كل ما رسمته أمام عينيك هباء، يضحك صديقك هازئا بينما أنت حانق لسبب لا تعرفه.. فربما الوقت لم يكن ملائما على الإطلاق!

الحب والعقل دوما ما تربطهما جدلية معقدة وبالطبع غير مفهومة، لا الزمن ولا نحن البشر نقو على استيعابهما في آن واحد، ولذلك نعتبر تلك الجدلية هي من المسلمات الثقيلة الوطأة، هذا جد مستفز.. نعم! لكنه يحدث ويمارس براعته في الرقص منتشياً على قلوب المحبين، ونحن بكل هشاشتنا علينا أن نصد سطوته من وقت لآخر حتى لا يسحق الجزء الرقيق فينا.

انتظار شيء مجهول هو لعنة هكذا كان حال قلبي آنذاك، فتركته يهيم على جنبيه كما شاء، حوصر جزء منه داخل مقطع من أغنية "مداح القمر" للعندليب عبد الحليم حافظ.. وهو المقطع المحبب له لأنه يرضي غروره، هزئت منه فوخزني معاتبا أنه لم يذق طعم الحب منذ زمن، هزئت أيضاً.. ثم قال على استحياء تذوقيه حتى ولو عن طريق فيلم! ولأن عقلي كقفل صدئ ظل طويلا حتى يدرس تلك الفكرة، ثم تركت الأمر للمتابعين على "تويتر" لكن لم يعيرني أحد أي اهتمام، حزنت قليلاً.. هذه إشارة أشد قسوة مما كنت أظن.

خمد ذلك الجزء وتراجع خائبا، أما الآخر فقد استفاق من غفوته وظل يبحث هو ويبحث بنهم حتى استقر على فيلم ما.

ولم أكن أعلم أن قلبي كان عطشا لتلك الدرجة.. الفيلم لم يكن دراما سخيفة أو قصة حب عميقة تنتهي بمنطقية فارغة، بل هو أخف وأبسط من كل تلك التصورات.. فقط يجعلك تشعر وتمر بكل أطوار الحياة العادية التي نعرفها، هنا يكمن الإبداع وكذلك حاجتك المُلحة في مشاهدته مرة أخرى.

أخشى من أن أكون قد سقطت في شاعرية زائفة، هكذا وسوس لي عقلي، فما كان مني أن أترك له الدفة، زمجر قلبي وراح يقلب يائسا عن صورة رومانسية بطلتها أنا، لكن صدر فجأة صوت مزعج طغى على عمله الحثيث، ثم اكتشفنا معا أن ذلك الصوت هو قرقرة ناتجة عنه إثر فراغه المدوي.. بكى فبكيت معه ثم ولإنعاشه قليلاً قررت أن أذكره بكل الذين استوقفوه.. يحب ذلك هو بين الفينة والأخرى ، لكن الصور كانت باهتة وعلى كل فهم قليلون! لكنني وجدته يخفق لوجه كنت قد رأيته في الحلم مؤخراً.

ولأن ذوات الروح المتعبة دائما ما يميلون نحو العزلة وتتخذ قلوبهم التجاهل منهجا، فلا مجال للود ولا التصالح حتى مع أبسط التعقيدات؛ قله من يحاولون أن يتطلعوا نحو أفق أكثر رحابة وأكثر إخلاصا لشعور لمس يوما قلوب محبة للحياة وللحب بصفته المثلى.. فطوبى لهم وطوبى للمساكين الذين يقتنصون الحب من رحم أحلامهم، كم من وجوه سقطت عنوة من الذاكرة ثم نراهم على بساط الريح  فجأة ينثرون حبا كنا قد ظننا أنه نفذ منذ زمن.

فماذا لو أن تكون المشاعر بسيطة كالحلم؟ ماذا لو أن ننحي العقل قليلاً كلما سنحت لنا الفرصة، هذا معقد.. أظن أن هذه هي رسالته التي خُلق بها!

على كل هناك تعزية لنا نحن المعذبون في خلق قصائد من أعشاش القلب البالي، أو إيجاد خاتمة تُليق بقصة فراق هادئة، أو حتى مجرد هذيان ترتاح به نفوسنا بعدها.. ثم تتساءل بحسرة مشوبة براحة.. أي مصير كان سينتظر كل تلك الكلمات والآهات إذا كانت المشاعر والحب واضحين كخيوط الشمس؟

ولاء عطا الله


  • 3

   نشر في 12 يونيو 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا