يلتقي الجدال والحوار في أنهما حديث أو مناقشة بين طرفين لكنهما يفترقان بعد ذلك. ويعرف الجدال لغة بأنه اللدد في الخصومة والقدرة عليها. والجدال هو مقابلة الحجة بالحجة، واصطلاحا يقول الراغب بأنه المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة. يقول الله عز وجل "وكان الإنسان أكثر شيء جدلا".

وعلى العكس من ذلك الحوار والذي يعرف لغة بأنه التجاوب. قال في مختار الصحاح (المحاورة المجاوبة، والتحاور التجاوب. واصطلاحا هو المحادثة بين شخصين أو طرفين حول موضوع محدد، لكل منهما وجهة نظر خاصة به هدفها الوصول إلى الحقيقة أو إلى أكبر قدر ممكن من الوصول إلى الحقيقة أو إلى أكبر قدر ممكن من تطابق وجهات النظر بعيدا عن الخصومة والتعصب. كما أن إدارة الحوار فن لا يقوم على الموهبة وحدها بل يتطلب عملا متواصلا على الذات وممارسة يومية مع الآخرين.

ويتطلب العمل ضمن نطاق منظمات المجتمع المدني إلى تعلم فنون التواصل مع الآخرين كالحوار والتفاوض وإجراء النقاش وذلك من أجل بناء علاقات وتفاعلات تشابكية ومد جسور التواصل مع الأطراف الأخرى.

فعلى سبيل المثال عند تحديد أصحاب المصلحة الذين تربطهم مصالح مع منظمات المجتمع المدني. سواء اكانوا مؤثرين في تحقيق الأهداف أو متأثرين بتحقيق هذه الأهداف. لأنهم يمثلون العصب الرئيسي لحياة المنظمة وديمومتها ولابد من الحصول على دعمهم من خلال ربط قنوات اتصال معهم.

ويعتبر الحوار والتفاوض من فنون الاتصال الناجح ومن أجل إقامة حوار بناء وإجراء مفاوضات ناجحة مع أصحاب المصلحة هناك سبع خطوات يفضل تعلمها وهي كالتالي

1/ اتباع خطة للطرفين؛ فعندما تقوم بعملية التفاوض بالطريقة والسلوك المناسبين فإن ذلك يشعر الطرفين المفاوضين بالراحة والطمأنينة.

2/ مهارات الاستماع؛ المفاوض الماهر هو ذلك الشخص الذي يستطيع الوصول إلى عقلية نظيرة والطريقة التي يفكر بها ولن يكون ذلك إلا بالاستماع الجيد إلى الطرف الأخر.

3/ الإبداع؛ خلال عملية التفاوض ينشأ اختلاف بالرأي بين المتحاورين والمفاوض المحترف هو الذي يتجاوز هذه المشاكل وحلها وإرضاء جمع الأطراف.

4/الصبر؛ قد تستغرق بعض عمليات التفاوض وقت طويل لذا لابد من تعلم الصبر ومجاراة الأحداث.

5/ البحث؛ خذ وقت للتعرف والبحث بكل شيء يتعلق بالموضوع والهدف الذي تريد تحقيقه

6/ الثقة؛ هي مفتاح الوصول إلى مفاوضات ناجحة

7/ معرفة الوقت المناسب للانسحاب؛ في حالة حدوث عدم اتفاق على بنود أو حلول لا تجدها مناسبة.

كان هذا ملخص المساق الثالث (آليات التواصل والاتصال مع المجتمع ) والذي قدمه معهد الفضاء المدني ضمن برنامج الحق في الوصول إلى الموارد. وودت مشاركته مع الآخرين والاستفادة منه كما استفدت. حيث كان الحوار هو بوابة الحل لكثير من المعضلات التي تحلحلت بالنقاش والتفاوض وخلقت بيئة تواصل إيجابية.