يوما ما ستحبني ... ! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

يوما ما ستحبني ... !

  نشر في 30 يناير 2019 .

أي رحلة بدأت فأكيد لها نهاية لكن رحلتي أو بالأحرى قصتي مختلفة تماما فلقد انتهت قبل ان تبتدأ، تمنيت أن أكون طيرا لأحلق حيثما أريد، لأهرب من نظراتك الثاقبة التي تشعل نيران وجعي وتحرق قلبي وتوقظ براكين روحي الخامدة.

لقد انطفأت كل أنوار حياتي عندما قرر القدر التقائنا أتذكر ذلك اليوم؟ بالفعل لا؛ يا ليتني لم أرك ولم أستمع لأصوات قلبي اللعين، لو بإمكان كلماتي أن تعبر عن حبي لك لانتهت كل أوراقي فلا شيء يضاهي حبي لك. لقد طال انتظاري كثيرا يا صاحب العيون الجميلة والطلة المثيرة والأنفاس العطرة والابتسامة العريضة، بعدك عني هدم قصر أحلامي وبنى أسوارا في قلبي، صرت أنام على فراقك وأستيقظ على اشتياقك.

أفتقد لذاتي كثيرا فلم أعد أجدها وسط هذه الفوضى أنادي على روحي وتعجز عن سماعي؛ قالوا عني مجنونة والبعض غريبة الأطوار والبعض الآخر تحتاج لطبيب نفسي وغير هذا وذاك وكنت أبتسم لسذاجتهم وأردد بداخلي بأن دوائي هو حبيبي الذي كلما ذكر اسمه أمامي تدمع عيني وتتحسر روحي لرؤيته؛ آه حبك أتعب عقلي وقلبي وجسدي وأعترف لك أني لا أطيق تركه رغم أن الحنين إليك مزق أشلاء قلبي وشنج عظام صدري، ولا أصدق أني أتنفس ومازلت على قيد الحياة وأنت خارج جدران إمبراطوريتي. الشوق لك قاتل صامت يدخل سكينه ببطئ إلى شراييني وأوردتي، فما دواء هذا الاشتياق الا اللقاء؟

ليتك بقربي، ليتك بجانبي أستمع لنبضات قلبك وصوتك الهامس يدخل مختلسا لمسامعي، عشقتك لحد الجنون اعتبرتك حياتي وملكي، لكني عشت فقط في دنيا خيالي وفي بحور غرامي وأضعت بسفن عشقي، فيا عزيزي بيني وبينك ألف حاجز صدقها عقلي المجنون، لكن أنت قدري فلا مفر منك وتبا لهاته الحياة البائسة جمعتنا مرة وفرقتنا أبدا؛ بت لا أتحمل بعدك عني أفكر بك في نهاري وليلي وأرسل لك كل ليلة سلامي عبر نجوم سمائي لتخبرك كم عيوني تفتقدك وكم روحي تتلهف لملامسة روحك، وكم صعب أن تحب قلبا لا يعلم بوجودك والأصعب أنك لا تستطيع التوقف عن حبه؟

بالنسبة لك أنا مجرد عابرة سبيل، مجرد شخص زار درب حياتك مرة، أما بالنسبة لي فعمري بدونك يختفي، وأسفاه على قلبي المكلوم الذي جعلته يذوق مرارة الحب وولع الاشتياق، أعتذر منك كثيرا على كل لحظة حزينة سببتها لك وأعتذر منك كثيرا عن كل مرة أجبرت على شيء لم تقدر عليه، وأعتذر منك كثيرا عن كل موقف أحرجك وجعلك تجر ذيول خيبة الأمل.

يا حبيبي لا تحتقر أبدا عينا بكت من أجلك ولا قلبا تجرع ألما من أجلك ولا روحا ضحت من أجلك ولا شخصا ذل من أجلك فمن أجلك حطم غروري وأهينت كرامتي وضاعت حريتي. حاولت كثيرا أن أجهض ما في قلبي وأحدثك عن حبي واحساسي تجاهك لكن كلماتي كانت ترفض الخروج وتظل محشورة بحنجرتي وسرعان ما أرجع إلى وحدتي التي تفهمني، يفيض الوجع بروحي وتثملني مرارة الغرام والانتظار من جديد.

أحبك كحب العاشق للسهر، ياليتني استطعت أن أقولها بصوت عال كالذي يتردد في فؤادي و أتخلص من كل ما يخالج خواطري، ليتك كنت تعلم، ياليتك لم تنه شيئا لم يبدأ بعد وكسرت كل تلك المسافات التي كانت بيننا، لتركت كل شيء و جئت إلى محبوبتك التي لن تحبك امرأة مثلها ولن تعشقك روحا كروحها؛ تعذبت كثيرا لم أستطع نسيانك ولم أستطع الفوز بقلبك ولا أنت بمبالي، لذا قررت أن أرحل بعيدا عنك و عن كل الأشياء التي تذكرني بك وأجعلك فقط ورقة من بين أوراق ذاكرتي لعلني أنعم بالراحة التي أخذت مني وأن أتحرر منك يا سجاني فلم يعد بمقدوري العيش قرب قلب ليس لي رغم أنك تبعث فيه الحياة، واخترت أن يكون هذا كعقاب لي لأني سلمته لمن لا يستحقه، ما كنت أريد أن تتذكر هو أني متيمة بك كثيرا فأنت أول من فتح قفل قلبي الصدأ و ستكون الأخير يقال أن العين ممكن أن تنسى من رأت لكن القلب أبدا لا يمكن أن ينسى من أحب.

"أحبكِ" كنت أريد أن أسمعها ولو لمرة واحدة ولو من أعين كاذبة لعلني شفيت من علتي هاته وتخلصت من هذا الحمل الثقيل من على أكتافي، أنت لم تكن تعلم ولم تعطيني الفرصة لتعلم ولن تعلم إلى حد قراءتك لهاته الرسالة، وستجد أن الأوان قد فات، لذا سأحمل معي بصيصا من الأمل أن يوما ما ستحبني...!


  • 8

   نشر في 30 يناير 2019 .

التعليقات

ريم طارق منذ 5 سنة
تلك الكلمات قد أصابت ذلك القلب ، كم شعرت بكل كلمة وبكل حرف
حقا ابدعتي ،وأتشرف لكي بالقراءة مجددا
4
وصال الخمتاني
عباراتك خرقت وجداني كالسهم ، تأججت مشاعري و عجز قلمي و أنا أريد شكرك ، سعدت كثيرا بمرورك
رولا العمر منذ 5 سنة
كم هي جميلة كلماتكِ حينما تجعلنا نعيش جو النص رائعة عزيزتي وصال !
2
وصال الخمتاني
أهديك من كل قلبي كلمة شكر و ثناء على كلماتك الرائعة
ابراهيم محروس
اضم صوتي وتقديري معكى وصال ... للاخت العزيزة رولا العمر
وصال الخمتاني
مرحبا بك أخي ابراهيم
رولا العمر
تقديري ومحبتي الخالصة لكِ غاليتي وصال ولأخي الرائع إبراهيم
>>>> منذ 5 سنة
خاطرة جميلة أيتها الرائعة.... سعيدة دائما للقراءة لك
4
وصال الخمتاني
أوجه لك أرق كلمات شكر و امتنان على تقديرك لي
Foza Roze منذ 5 سنة
كلام جميل بل اكثر من ذلك .احساس رائع. لك اسلوب خاص تجعلين القارئ بطلا لحكايتك تجعلينه يتقمص الشخصية ويعيش الدور ، حبيبتي لا تتوقفي اتمنى الاستمرارية ونور العقل
4
وصال الخمتاني
شكرا لك على اهتمامك المتواصل و على كلماتك الراقية النابعة من القلب

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا