أي رحلة بدأت فأكيد لها نهاية لكن رحلتي أو بالأحرى قصتي مختلفة تماما فلقد انتهت قبل ان تبتدأ، تمنيت أن أكون طيرا لأحلق حيثما أريد، لأهرب من نظراتك الثاقبة التي تشعل نيران وجعي وتحرق قلبي وتوقظ براكين روحي الخامدة.
لقد انطفأت كل أنوار حياتي عندما قرر القدر التقائنا أتذكر ذلك اليوم؟ بالفعل لا؛ يا ليتني لم أرك ولم أستمع لأصوات قلبي اللعين، لو بإمكان كلماتي أن تعبر عن حبي لك لانتهت كل أوراقي فلا شيء يضاهي حبي لك. لقد طال انتظاري كثيرا يا صاحب العيون الجميلة والطلة المثيرة والأنفاس العطرة والابتسامة العريضة، بعدك عني هدم قصر أحلامي وبنى أسوارا في قلبي، صرت أنام على فراقك وأستيقظ على اشتياقك.
أفتقد لذاتي كثيرا فلم أعد أجدها وسط هذه الفوضى أنادي على روحي وتعجز عن سماعي؛ قالوا عني مجنونة والبعض غريبة الأطوار والبعض الآخر تحتاج لطبيب نفسي وغير هذا وذاك وكنت أبتسم لسذاجتهم وأردد بداخلي بأن دوائي هو حبيبي الذي كلما ذكر اسمه أمامي تدمع عيني وتتحسر روحي لرؤيته؛ آه حبك أتعب عقلي وقلبي وجسدي وأعترف لك أني لا أطيق تركه رغم أن الحنين إليك مزق أشلاء قلبي وشنج عظام صدري، ولا أصدق أني أتنفس ومازلت على قيد الحياة وأنت خارج جدران إمبراطوريتي. الشوق لك قاتل صامت يدخل سكينه ببطئ إلى شراييني وأوردتي، فما دواء هذا الاشتياق الا اللقاء؟
ليتك بقربي، ليتك بجانبي أستمع لنبضات قلبك وصوتك الهامس يدخل مختلسا لمسامعي، عشقتك لحد الجنون اعتبرتك حياتي وملكي، لكني عشت فقط في دنيا خيالي وفي بحور غرامي وأضعت بسفن عشقي، فيا عزيزي بيني وبينك ألف حاجز صدقها عقلي المجنون، لكن أنت قدري فلا مفر منك وتبا لهاته الحياة البائسة جمعتنا مرة وفرقتنا أبدا؛ بت لا أتحمل بعدك عني أفكر بك في نهاري وليلي وأرسل لك كل ليلة سلامي عبر نجوم سمائي لتخبرك كم عيوني تفتقدك وكم روحي تتلهف لملامسة روحك، وكم صعب أن تحب قلبا لا يعلم بوجودك والأصعب أنك لا تستطيع التوقف عن حبه؟
بالنسبة لك أنا مجرد عابرة سبيل، مجرد شخص زار درب حياتك مرة، أما بالنسبة لي فعمري بدونك يختفي، وأسفاه على قلبي المكلوم الذي جعلته يذوق مرارة الحب وولع الاشتياق، أعتذر منك كثيرا على كل لحظة حزينة سببتها لك وأعتذر منك كثيرا عن كل مرة أجبرت على شيء لم تقدر عليه، وأعتذر منك كثيرا عن كل موقف أحرجك وجعلك تجر ذيول خيبة الأمل.
يا حبيبي لا تحتقر أبدا عينا بكت من أجلك ولا قلبا تجرع ألما من أجلك ولا روحا ضحت من أجلك ولا شخصا ذل من أجلك فمن أجلك حطم غروري وأهينت كرامتي وضاعت حريتي. حاولت كثيرا أن أجهض ما في قلبي وأحدثك عن حبي واحساسي تجاهك لكن كلماتي كانت ترفض الخروج وتظل محشورة بحنجرتي وسرعان ما أرجع إلى وحدتي التي تفهمني، يفيض الوجع بروحي وتثملني مرارة الغرام والانتظار من جديد.
أحبك كحب العاشق للسهر، ياليتني استطعت أن أقولها بصوت عال كالذي يتردد في فؤادي و أتخلص من كل ما يخالج خواطري، ليتك كنت تعلم، ياليتك لم تنه شيئا لم يبدأ بعد وكسرت كل تلك المسافات التي كانت بيننا، لتركت كل شيء و جئت إلى محبوبتك التي لن تحبك امرأة مثلها ولن تعشقك روحا كروحها؛ تعذبت كثيرا لم أستطع نسيانك ولم أستطع الفوز بقلبك ولا أنت بمبالي، لذا قررت أن أرحل بعيدا عنك و عن كل الأشياء التي تذكرني بك وأجعلك فقط ورقة من بين أوراق ذاكرتي لعلني أنعم بالراحة التي أخذت مني وأن أتحرر منك يا سجاني فلم يعد بمقدوري العيش قرب قلب ليس لي رغم أنك تبعث فيه الحياة، واخترت أن يكون هذا كعقاب لي لأني سلمته لمن لا يستحقه، ما كنت أريد أن تتذكر هو أني متيمة بك كثيرا فأنت أول من فتح قفل قلبي الصدأ و ستكون الأخير يقال أن العين ممكن أن تنسى من رأت لكن القلب أبدا لا يمكن أن ينسى من أحب.
"أحبكِ" كنت أريد أن أسمعها ولو لمرة واحدة ولو من أعين كاذبة لعلني شفيت من علتي هاته وتخلصت من هذا الحمل الثقيل من على أكتافي، أنت لم تكن تعلم ولم تعطيني الفرصة لتعلم ولن تعلم إلى حد قراءتك لهاته الرسالة، وستجد أن الأوان قد فات، لذا سأحمل معي بصيصا من الأمل أن يوما ما ستحبني...!
-
وصال الخمتانيافعل ما يعجبني و يعجبني ما افعل