الساعة الآن الواحدة وأربع خيبات، لازلت غارقة في الظلام أتأمل في الاشيئ ويرهقني كل شيئ... قلبي مثخن بالجراح وسوانح الحزن تلاحقني في كل مكان فأستسلم لها كل ليلة لتغتصبني وتجعل مني شبحا هزيلا... ورغم كل ذلك الألم... مازلت أبتسم طمعا في أن تكون ابتسامتي البريئة شعاعا من الأمل لأحدهم، ذلك الشعاع الذي ضللت طريقي من دونه .
في رحلة البحث عن الحقيقة ضعت وغرقت في مستنقع من الظلام فتحولت حياتي من نسيم وهدوء لا يعكر صفوه شيئ إلى عاصفة هوجاء، دمرت قلبي الذي كان صوته خافتا حزينا كنغمة طاهرة بين أنغام فاجرة. ركام الخيبات الذي بداخلي جعلني أسير بخطى متثاقلة من دون أية وجهة، كسائح تائه في مدينة غريبة .
أنظر إلى كومة الأحياء من حولي فأتساءل من أنا في هذا العالم ؟ إلى أين تأخذني أقداري وأي المسارات تسلكها بي ؟
كلما غرقت في الظلام أكثر متجاهلة نداءات قلبي كنت أظن أنها نهايتي وأن الأقدار قد وضعتني في خانة التائهين الظالمين، ثم أقنع نفسي أن الأقلام قد رفعت والصحف قد جفت.
لطالما هربت من أقداري واستسلمت للألم الذي أنهك جسدي وسمم أفكاري، فكنت أحتضن وسادتي كل ليلة وأستسلم للنوم متجاهلة ضجيج أفكاري آملة في أن أستيقظ في مكان آخر وزمن غير الذي أعيشه... ولكن أيًّا من ذلك لم يتحقق! أنا فقط أتقنت لعبة الهروب.
أفكر لو أنني انسان بدائي لا يعرف تاريخ ميلاده ولا يعرف الساعات والدقائف ربما كنت أتحرر من حبل الوقت الذي يلتف حول عنقي ويخنقني وأتخلص من كل ذلك التوتر.
في داخلي تشن حروب شعواء يوميا، أنا مجرم الحرب وأنا الضحايا، أنا الغنائم وأنا الدماء والأشلاء، كنت أظن أن أحدا ما سيأتي ويمد لي يده لينتشلني من المستنقع الذي أغرق فيه ولكني أيقنت أنه لا أحد يستطيع إنقاذي من حروبي النفسية... البوصلة التي تقودني في هذا العالم بداخلي أنا!
لقد استسلمت للظلام وظننت أنه قدري الذي كتب علي أن أعيشه، ولكن الله لا يجبر أحدا على السير في الطريق المظلم ثم يرمي به إلى الجحيم. الله أظهر لي الحقائق ولكنني تغافلت عنها وفضلت العيش في كذبة الحياة، نعم لقد كنت أهرب من أقداري باستمرار ولم أواجه الحقيقة لمرة واحدة إلى أن ظهر لي ذلك البصيص من النور. لحظتها امتزج الخوف بنشوة الفرح... لحظتها تحررت من كل قيودي... لحظتها ارتفع صوت السماء مؤذنا بموعد صلاة الفجر فاختلطت معه ابتهالاتي وأدعيتي. لحظتها أبصرت النور وتلاشى الظلام الذي بداخلي، كانت لحظة تنبع من إيمان داخلي...لحظة سجودي لله اهتديت.
-
آية نور مختاريلا رغبة لي في الخلود ، كما أنني أمقت أن أكون لوحة عابرة ...لذلك أكتب لكي أخلد أفكاري . وكلماتي إلى كلّ الغرباء ...أحبّتي إلى الأبد .
التعليقات
في تذكره الشباب والشيب
سبحانه ربي ما اعظمه...مقال جميل حقا
الله يوفقك