عزيزي القارئ, قبل ان تشعر بضيق الصدر اوتتخيل حالة الكآبة والضجر الوهمية عند سماعك اوقراءتك لكلمة الصبر, دعنا نلقي النظر اولاً على ظاهرة طبيعية, علمية, ويومية تحصل لجميع ابناء البشرية والكون بأكمل! لحظة بلحظة!؟
هل سمعت عن الوقت؟! نعم الوقت!!
اعزائي, عندما اتكلم عن الوقت فانني هنا لا اعني النظر لساعتك المعلقة في الغرفة او تحديدك لموعد معين في زمن المستقبل للقاء احد زملاءك.
ما اعنيه هنا هي ظاهرة فيزيائية درسها الكثير من العلماء وعلى مر العصور, وباختصار شديد ان كل ماهو موجود في الفراغ (المادة) من ذرات ومركبات كيميائية مروراً بالانسان والحيوان والجماد وصولاً الى الكواكب العملاقة والمجرات التي تحويها له طاقة! سواءاً كانت هذه الطاقة ضعيفة اونشطة, فان هذه الطاقة هي متجه.
من المعلوم ان المتجهات لها اتجاه واذا اردنا ان ننظر من منظار الحس او الادراك البشري على الاقل, فان اتجاه هذه الطاقة نحو المستقبل.
الان تصور الكون بأكمله تصور واقعي, سترى ان هذه الطاقة العظيمة تحول كل كوكب جامد الى كوكب سيار وكل قطرة ماء ساكنة الى انهار جارية وكل قلب بلا نبض تجعل له نبضاً...الخ! والاهم من هذا كله فهي ايضا طاقة الجذب بين الاشياء المختلفة فبدونها لما اتحدت المركبات وانتجت العالم الذي نعيشه!
زبدة درس الفيزياء والخيال الخطير هذا, هي ان كل شئ متحرك وباتجاه نحو المستقبل, التحرك هذا ينتج عنه الوقت والزمن باختلافه الماضي, الحاضر, والمستقبل ونتج عنه كذلك نظام الساعة التي تقيس التحرك "الأرضي"!
من المفترض ان يكون لديك فكرة بسيطة عن العالم الذي يحيط بك وحتى عن ذاتك.
الان ليس عليك سوى الجلوس ومراقبة هذه الظاهرة تنجز عملها الطبيعي لحظة بلحظة!
بكلمات اخرى, دع عقارب الساعة تغير مواقعها بين رقم وآخر...مغيرة معها كون باكمله وليس سوى انتظارك لشئ بفارغ الصبر.
اعزائي, مفهوم الصبر ليس محصوراً بين احصائك للوقت والايام وبين هدفك المنتظر, انما هو شعورك بأن الكون في تحرك بأكمل, وما ان قارنت هذا المفهوم بانتظارك حتى بدت الساعات دقائق, والايام ساعات, والسنين اشهر, ووجدت المستقبل حاضراً!
الوقت كائن حي يجب علينا الشعور به وهو يتدفق, جالباً لنا اللحظات المنتظرة وغير المنتظرة.
ايانا وتصور الصبر معطلاً للساعات اوعائقاً بوجه التقدم...العب دور المراقب المسترخِ وسترى النتائج!