ان الشارع المصرى فى حاجة ماسة و ملحة الى تنظيم سلوك الأفراد ، و احترام قواعد المرور ، و زيادة الوعى باداب الطريق حتى يتحقق الأمان لكل انسان ، فكل انسان اذا اهتم بنفسه و بوطنه ، وبشارعه و بيئته فسيتحقق التقدم السريع ، و سيرتقى المجتمع و ينهض ، و لكن للأسف لا يهتم المواطنون المصريون بهذه المبادئ و القوانين ، ولا يسعون الى تقدم وطنهم ، فلا يبدأ أحد بنفسه بل يظن كل منهم أن التقدم لن يبدأ من عنده ، و أنه لن يؤثر فى المجتمع اذا اتبع القوانين السليمة و القيم السامية ، فنرى من يلقون القمامة فى الشارع ، ولا يضعونها فى الأماكن المخصصة لها ثم يشتكون من عدم وجود صناديق للقمامة . كما نرى من يسير بطريقة عشوائية بسيارته ، ويتسبب فى الكثير من الحوادث..بالاضافة الى من يتلفظ بألفاظ بذيئة تؤذى الأذن ، و يندى لها الجبين خجلا ..ثم يبررون مواقفهم بأن جميع المواطنين يفعلون ذلك ، فلا يحترم القانون الا قليلون ، ولا يهتم الكثير من المواطنين بما حث عليه رسول الله " صلى الله عليه و سلم " عندما قال : " النظافة من الايمان " و " ان الله جميل يحب الجمال " .فالقاء القمامة فى الشوارع ليس من النظافة ولا من الايمان و التقوى ، بل يؤدى الى انتشار الأمراض و الأوبئة ، فيجب على المواطنين تجميل بيئتهم و تهذيبها بزراعة الأشجار و الاهتمام بالأزهار ، و قد قال رسول الله " صلى الله عليه و سلم " : " المسلم من سلم الناس من لسانه و يده "...فالنطق بألفاظ بذيئة و الشجارات و الحزازات بين الناس و بعضهم البعض ليس من الاسلام ولا التحضر .
هذا بالنسبة لسلوك الأفراد فى الشوارع ..أما عن احترام قواعد المرور فنرى الكثيرون ممن يخالفون اشارات المرور ، و يتعدون السرعة المحددة فيتسببون فى الكثير من الحوادث و قتل الأبرياء ...فأما عن اداب الطريق فقد جمعها رسول الله " صلى الله عليه وسلم " فى حديث حيث قال :" اذا جلس أحدكم فى الطريق فليعط الطريق حقه ، قالوا : و ما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال : غض البصر و كف الأذى و رد السلام و الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر " . حيث يجب على المواطنين أن يلتزموا بما حث عليه رسول الله ( ص ) ، و لكننا للأسف نجد من يقفون على مقدمات الشوارع و الأزقة فيسخرون من المارة ، و يضايقون الفتيان و الفتيات و يهذون بغير عقل ، ولا نجد من يردعهم أو يكف عن الناس أذاهم ، فما من امر بالمعروف ولا ناه عن المنكر ولا ملتزم بأحاديث الرسول و أوامره و نواهيه التى جمعها العالم و الشاعر فى أربعة أبيات وهى : جمعت آداب مـن رام الجلوس على الطريق من قول خير الخلق إنساناً
أفش الـسلام وأحــسن في الكلام وشـمت عاطساً وسلاماً رد إحسانا
في الحـمل عاون و مظلوماً أعن و أغث لهفاناً واهد سبيلاً واهد حيرانا
بالعرف مـر وانه عن المنكر وكف أذًى وغض طرفاً وأكثر ذكر مولانا
فكل نصائح رسول الله ( ص ) و كل كلامه و كل أوامره تؤدى الى الخير و الرفعة فى الدنيا و الاخره ، فهو لا ينطق عن الهوى ، و ما هو الا وحى يوحى ..و مخالفة أوامره تؤدى الى تأخر المجتمع و ضياعه ، و تهدمه و تقوضه ..
فلنلتزم بالحديث و القران ، ولنسعى لرفعة الوطن و رضا الرحمن ، و لننشر الأمن و الأمان !