يا موت نحتاجك جداً.. محاولة لترميم الفكر الاسلامي
محاولة لترميم الفكر الاسلامي من خلال الموت الخلوي المبرمج - Apoptosis- للافكار المضرة .
نشر في 21 فبراير 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
حاول ان تقرأ المقال الى آخره لكي لا تموت فكرته .. فالموت سنحتاجه في النهاية
ان جسم الانسان هو مجموعة اجهزة كالجهاز العصبي والجهاز الهضمي وجهاز الدوران ... الخ
الجهاز الواحد هو مجموعة اعضاء والعضو هو مجموعة انسجة والوحدة البنائية للنسيج هي الخلية فبالتالي اذا كانت الخلية صحية صحيحة فالجسم صحيح .
الاناس الذين يتمتعون بصحة جيدة والتي تكون اجسادهم طبيعية و تؤدي جميع وظائفها الحيوية بصورة جيدة تتكون من اعضاء صحية خالية من العيوب والاختلالات والعلل .
في بعض الاحيان يحدث خلل او ضرر ما في احدى خلايا جسم الانسان او في مجموعة خلايا في نسيج ما ، اذا استطاع الجسم ان يصلح هذا الضرر او الخلل فيصلحه ثم تعود الخلايا لتؤدي نشاطاتها الحيوية مرة اخرى ، اما اذا لم يستطع اصلاح ذلك الضرر ففي هذه الحالة يلجأ الجسم الصحيح الى فعالية دفاعية حيث يتم فصل هذه الخلايا المصابة او المتضررة عن الخلايا الصحيحة المحيطة بها ثم يدمر مادتها الوراثية الـ(DNA) ليوقف جميع فعاليتها ثم تنكمش هذه الخلايا على نفسها وتتبرعم لتتجزء وتكون بشكل حويصلات صغيرة يتم ابتلاعها من قبل الخلايا البلعمية (خلايا الدم البيضاء) الدفاعية المناعية ويتم التخلص من هذه الخلايا .
هذه العملية تسمى (الموت الخلوي المبرمج - Apoptosis -) .
اذا لم يتم التخلص من هذه الخلايا المتضررة بهذه الطريقة فان الخلايا ستتحول الى خلايا ورمية (سرطانية) وفي اغلب الاحيان تُحدث سرطان خبيث (غازي) يغزو الانسجة المجاورة ويصيبها بالعطب .
هذه العملية هي احدى آليات استمرار الحياة في الجسم الصحيح وآلية دفاعية ممتازة للبقاء على قيد الحياة .
الفكر الاسلامي اليوم بأمس الحاجة الى Apoptosis يبتلع جميع الافكار المضرة بجسد هذا الفكر والتي يصعب اصلاحها .
هذا الـ Apoptosis هو في الحقيقة للمحافظة على كيان هذا الفكر ووجوده على قيد الحياة وليكون جسد ذلك الفكر صحيحاً سليماً من السرطان .
(اعلم ان البعض سيقول ان السرطان استشرى منذ زمن ولكن حتى السرطان ان كان قد استشرى فيمكن استئصاله ).
مجال بحثي هنا هو ان الـ (Apoptosis ) داخل الفكر الاسلامي لا بد ان يحدث للحفاظ عليه من السرطنة وبالتالي الموت بعد صراع طويل مع المرض .
وهنا لا بد لنا من ذكر بعض النماذج المتضررة (المضرة) في الفكر الاسلامي ومن هذه الافكار التي لا بد لها من ان تموت موتاً خلوياً مبرمجاً (Apoptosis )
فكرة
(كلُّ العُلُومِ سِوى القُرْآنِ مَشْغَلَة ٌ... إلاَّ الحَديث وَعِلْمِ الفِقْهِ في الدِّينِ
العلمُ ما قد كانَ فيه: حدثنا, وَمَا سِوى ذَاكَ وَسْوَاسُ الشَّيَاطِينِ )
ان هذه الفكرة وتطبيقاتها انتجت لنا مجتمعاً متخلف علمياً مستورد للمعرفة معتمد تكنلوجياً على مكتشفات الآخرين فاقد لسنن التسخير .
و ما عليه اليوم مجتمعاتنا العربية خير مثال .
كما فكرة (ان لله عبادا فطنا طلقوا الدنيا و خافوا الفتنا) انموذجاً اخراً لا بد من موته موتاً خلوياً مبرمجاً لان نتيجته وخيمة كالانقطاع عن الدنيا والاعتزال في الزوايا والتخلي عن مراد الله في الارض في استحالة امكانية تحقيق الخلافة على الارض .
هذا وللقارئ الكريم مجال اقتراح الافكار التي تحتاج الى Apoptosis ليسلم الفكر الاسلامي من السرطان .
فيا موت .. نحتاجك جداً لنبقى على قيد الحياة ولنضع باقة ورد على قبور الافكار المضرة التي سلبت منا الكثير
فشكراً لك سلفاً لانك ستسلب منها الروح .
-
بسام عبد الحكيمكاتب
التعليقات
أسلوب عرض مثير للاهتمام ولتفعيل النقاش الذاتي والجماعي.. شكرا لأنك أنذرتنا قبل يسلبنا الموت
وشكرا للكاتب وله كل التشجيع والتقدير