هناك الكثير من شروط و قوانين و قواعد النجاح في هذه الحياة مثل الإستمرارية و الإصرار و التعلم و التفاؤل و التوكل على الله و الصبر و غيرها من هذه الشروط ، وفي الحقيقة منذ ولادتنا و الآباء و الأمهات يعلمونا إياها ، لكن هناك قانون مهم جداً لم يتم تعليم أغلبنا إياه ، وإذا صادف أن سمعنا به نمر به سريعاً مرور الكرام غير مدركين أهميته و ما يمكن أن يحصل لنا إن طبقنا هذا القانون .
أغلب المحطات الأولى في التأثير و التنشئة لدى الإنسان وفي مقدمتها الأسرة و المجتمع ، إن لم يكن كلها خصوصاً في الوطن العربي تُبرمج الفرد على فكرة انعدام أو شح الخيارات أمامه ، فيترسخ في ذهن الإنسان أن كل أهدافه و طموحاته وخططه لا يمكن الحصول عليها إلا بطريقة معينة واحدة أو بطريقتين كحدٍ أقصى ( يا أبيض يا أسود ) ، وهذا الفكر في أفضل الأحوال سيصعب المهمة لدى الفرد للوصول إلى أهدافه .
يجب أن نعلم أن كل هدف نريد تحقيقه أو فكرة نريد تطبيقها أو خطة نعدها لحياتنا نستطيع تحقيقها بطرق عديدة وليس بطريقة واحدة أو اثنتين ، ولو نلاحظ في حياتنا سنجد أننا حتى في الأمور الصغيرة و التافهة نضيق الأفق على أنفسنا ، نعطل عقولنا عن البحث عن حلول و طرق أخرى كثيرة جداً للوصول لغاياتنا ، ولذلك نواجه صعوبة كبيرة جداً في تحقيق الأمور الكبيرة ، لأنها تتطلب تغيير الخطة باستمرار للوصول للهدف المنشود .
سأضرب مثالا يخص الأمور الصغرى و قيسوا على ذلك في الأمور الكبرى كالأهداف ، على سبيل المثال نحن حين نتعود على شراء علبة حليب من شركة معينة ، نذهب لشرائها و عندما نكتشف نفاذ الكمية نصاب مباشرة بالإحباط ، لكن إذا تعاملنا بسعة أفق فسنجد أنفسنا أمام خيارات أخرى كثيرة ، مثلاً نستطيع الذهاب لمتجر آخر ، ونستطيع كذلك أن نأخذ علبة حليب من شركة أخرى و نستطيع أيضاً انتظار وصول شاحنة الشركة التي نريد لأخذ علبة جديدة ، بل الأكثر من ذلك نستطيع الإستغناء أساساً عن الحليب فهي ليست مسألة مصيرية .
أستطيع ذكر حلول أخرى كثيرة لكن لا أريد أن أطيل عليكم ، و الغاية ليست ذكر أكبر عدد من الحلول و إنما تسهيل وصول الفكرة لكم ، فالنعد لموضوعنا ، هذا مثال صغير جداً على كيفية التعامل مع ما نريد أن نحققه في حياتنا الشخصية ، و بالطبع نستطيع التعامل بهذه الكيفية في الأمور الكبيرة كذلك ، بل أنها مطلوبة في الأمور الكبرى أكثر بكثير من الأمور الصغرى ، في النهاية أعتقد أن البعض تمكن من معرفة هذا القانون ، القانون باختصار يطلق عليه اسم المرونة .
عمار محمد
-
Ammarعمار محمد علي ، طالب جامعي محب للعلم