رسالة إلى أبي الجُندي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

رسالة إلى أبي الجُندي

  نشر في 05 يونيو 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .


السَّلامُ عليكَ أبدًا ما حَيِيت، والسَّلامُ على روحِك -إن كانت المنيَّة قد تخطَّفتك-، أكتب الرِّسالة على إثرِ أحلامي المتوالية لك، وحنيني إليك، وسؤالي الدائمِ عنك، على أَثرِ ضوء الشمعة التي لم تنطفئ وما أظنها ستنطفئ، لقد أتعبتني جدًا، كما أتعبتُك من ذي قبل، مذ خرجتَ بُغيةَ حمايةِ الوطن، ما سَمِعنا عنكَ شيئًا، وما درينا عنكَ خبرًا، أَصرتَ نسيًا منسيًّا؟، أم أن روحَك الطاهرة ما زالت تَسري بجسَدك؟، هذه الرسالة أيُّ بريدٍ سيحملها إن كنت لا أعلم حتى في أيِّ جبهةٍ تقاتل!

أبي ذا العيونِ الخُضر، لقد دأبتَ سنين تربِّينا أنا وإخوتي، ثمَّ إذا جاءت الحرب، لملمتَ ما تبقَّى من حماسةِ روحِك وأبيتَ إلا أن تُعيدَ للوطنِ حريَّته، فهل أَجلُّ من فِعلك فعل؟ وهل أرقى من روحِكَ روح؟ أي توقُّدٍ تحمِل، وأي فكرٍ منيرٍ اتَّسَعَ عقل البشر أن يحمله حملت؟

أبي الملهوفِ ابنكَ لرؤيتِك، علَّمتني يومًا أنَّ طريقَ الحياة طويلٌ تسلكه ويسلُكك، لا تُتعِبه وكيف لكَ ذلك وأنت عودٌ قصيرٌ في غابة! ويُتعبُك!، تَغلبُك حينًا ولكَ أن تغلبها دهورًا إذا تعلَّمتها ورَضيتَ بما تحمله لك من صروفٍ وظروف! قلتَ: اصبِر فالعاقِبة الفرج، وها أنذا أصبر أَمَلًا في الفرج.

أتساءلُ حين رؤيتِك أيُّ فرحٍ سيبينُ على تقاسيمِ وجهي؟

كفرحةِ قارئٍ بكاتبٍ قد روَّض الحروف على ساحةِ الخيال ترويضًا غضًّا، كفرحةِ طالبٍ للتوِّ بدأ بحفظِ النشيدِ الوطني، ومزارعٍ بدأ محصودُ زرعهِ بالظهور، وطبيبٍ تشكَّلت ملامحُ الشفاء على وجهِ أحد مرضاه، ما أعطيتُ وجهكَ النوراني ما يستحق، لكن أرجو أنَّ محاولتي قد شفعت لي.

أبي الرؤوف، ها هي الشمعة تَحتَضِر وما أظنُّ أنني سأكتب فيما تبقى أكثر من جملتين، أردتُ القول لك: أَنِّي فخورٌ جدًّا بك، وإذا أتيت إلينا كان الذي نبغي ونرجو، وإن رَحَلَتْ روحُكَ فداءً للوطن فهذا والله لَهوَ الفوزُ المبين، هذه الرسالة مكتوبةٌ لا إلى أين، وحَسبِي أنَّني سطَّرتُها لأجلِك، ثمَّ أرجوك لا تتوقف عن زيارتي في مناماتي فإنَّ عودي يقوى برؤيتِك.



  • ماريَّة
    أنا كالغيث، تعشَقُني دروبي، صفات الغيثِ تُشبِهُها صفاتي
   نشر في 05 يونيو 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

Dallash منذ 5 سنة
احييك على هذا المقال الرائع..دام المداد
0
ماريَّة
أشكرك، يسرُّني مشاركتي رأيُك به، بارك اللهُ فيك
Dallash
تحياتي اختي..لي الشرف..دام المداد

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا