بعد انقطاع عن النشر بجميع أشكاله لا انقطاع عن الكتابة ، فإن كنت قد نذرت الإمساك عن النشر فلم ولن أُمسك عن الكتابة!
ولكن كان من الواجب العودة بقوة ، عودة تهتز لها القلوب ، وتهيم بها النفوس ، بحثت طويلًا عن ما يمكن أن يكون عنوانًا لكلماتي ، يجذب القلوب و يكون ذا صدى رنان ..!
بعد مهاترات و تشاور وصراع طويل ..
قررت أن تكون كلمات عشوائية يكتبها قلمي ، كلمات يحفظها قلبي طوال تلك الفترة ، أريد أن أشيّ بها ولكن لسبب ما كنت ممسكة عن الفصح بما تواريه صفحات قلبي ..
أفكار مشتتة ، وقلب مبلل بماء الحزن وعقل لا يعرف الهدوء !
ضجيج بكل مكان ، وإن كان الظاهر السكون ، شجار نشب في الأرجاء ، لا يعلم به سوى خالقي ، أردت بكل قوة البوح به ، أردت البوح بأولئك اللذين يسببون ليّ الأرق بصياحهم ، لمَ تتشاجرون في رأسي !
أردت النجدة ، ولو بنملة تمرّ بالطريق ،
ألهذا وصل حالكِ يا مسكينة!
دموع سُلسلت خلف قضبان القوة ، وكرْه أن يُنظر لكِ نظرات شفقة ، ولكن داخلي يصرخ "أما من مجيب؟"
ولكن قليلٌ هم من يسمعون نداء النفوس يا صديقي ، قليلون بل نادرون ..
صمت !
ثم صمت ..!
ثم صمــــت..!
ماذا أما من أحد "كانت روحي تنادي بصوتها العالي " ..لعل هناك من يُنصت لها ، لعل هناك من يُجيب ندائها ...
ولكن ! ..هيهات ، هيهات ..
وتمّر الثواني والدقائق والساعات والأيام!
ولم تزل تسمع صوت صداها فقط لا غير !
هل من من مُغيث؟! ..
ليرد الصمت الذي يعمُّ الأرجاء بكل قسوة "لا"!
أتدري ! لقد كنت أعلم ..!
كنت أعي حقًّا أن صمم من حولك عن سماع صوت روحك هو شيءٌ مؤكد ..
ولكن خشيت أن أترك بابًا للأمل ولا أطرقه ، خشيت أن يكون بالقرب منّي من يسمع أنين قلبي وأنا لا أعرفه .. ولكن اتضحت الحقيقة وكانت معالمها أوضح من الشمس ..
لعل عُزلتي كانت البرهان والدليل الدامغ القاطع!
لعلّي حينما أمسكت عن النشر لم يفتقد أحدٌ كلماتي ، لم يفتقد أحد أن يحادث روحي المتمثلة في كلماتي !
لعلّي حينما قررت الابتعاد لم يردّني أحدهم ، لم يمسكني من يدي وتمتم بكلمات " العالم بحاجة إليكِ"!
لعل ذاك هو سبب أن صراخي لا يسمعه أحد ، لأنه لا يهتم لأمرك أحد !
تلك الحقيقة المؤلمة ، وإنه أمر لو تعلمون عظيم!
عزلتي كانت سببًا عظيمًّا في معرفة أنيّ أمثل اللا شيء من العالم !
"اللاشيء" بمفهومه الكامل ..
في كل يومً تشرق شمسه تراودني مشاعر متخبطة ..، هل سيفتقدني العالم اليوم ؟
لعلّ المبالغة لها حظ في الجملة السابقة ولكن دعني أستخدم لفظ " العالم" للتهويل ولفت الانتباه!
فما أرمي إليه ليس "العالم" بالمعني القريب بالتأكيد رغم أمنيتي ليكون كذلك ولكن ما اقصده هو المعنى البعيد وهو عالم "من يعرفني" ، ذاك العالم الذي يضم هؤلاء ممن يعرفوني وأعرفهم..
ثرثرة لابد منها على كل حال ..
ولكن لنعود ..، كنت أجد إجابة سؤالي واضحة في صباح كل يوم ..."لا"..!
لا يفتقدك قريب ولا بعيد ..
يوم بعد يوم وكانت الإجابة وكأنها تكبر وتزداد وضوحًا " لا " ..
لا أدري ما السبب ، أم هي كالعادة قسوة البشر ولكن لعل الخلل منّي !
فلا أُبرئ نفسي ..
يالا تلك القسوة !
ولكن ما تعلمته من تلك التجربة ، أن خيرك الذي تدفعه في الدنيا لا تنظره هنا ، بل انتظره في الآخرة !
وشيئًا ما رسخ في ذهني وأصبحت الفكرة تراودني و ينقبض لها قلبي " إن قدّر الله قرب منيتي ولم يُذيع أهلي الخبر لما علم أحد بذلك"...
لعل تلك الكلمات تبث في نفسي الحزز والخوف ولكن على صعيظ تعطيني دفعة لفعل المزيد من الخير و محاولة ترسيخ اسمي في أذهان الكثير ولكن ليس لدار الفناء هنا ، فلا أحد سيذكره لك ، ولكن حتى تكون لي سلاحًا في دار القرار ...
ترهات خواطر ..
-
Maryam Tahaطالبة بكلية الطب ، أهوى الكتابة شعراً ونثراً ، لي آرائي الخاصة التي أحب أن أبرزها للعيان بشكل بلاغي ..
التعليقات
أما الإنجازات فلا شئ سوا أننا عبئاً على هذا المجتمع ندرس ونعمل بما ندرس لا شئ خارج الصندوق..
مريم أتمنى ألا تقصي على نفسك كثيراً، جميعنا هكذا .. ، اتبعي آلية سمارت حققي أهدافك ، عيشي ، اقرأي ، شاركي بمنصات التعليم المفتوح ، اشبعي فضولك ، دعيك من العالم ، لا يهم سؤالهم .. اظغطي على نفسك لتجتهد لا لتحطميها بكلماتك ..يكفي عليها ضروف الحياة القاسية هوني على نفسك هي أنتِ في الأول والأخير .. فالحياة تلقي على الفرد فوق ما يتحمل
أخيرا أود القول ان اسلوبك في الكتابة جميل جداً ما رأيك ان تكتبي كتاباً؟! .. أتمنى لك كل التوفيق من اعماق قلبي (:
هل يفتقدني أحد !!
هل سيشعر أحد لو أني إختفيت من العالم !
للأسف إيقاع الحياة السريع يلهي الجميع حتى أصبحنا نتساقط من ذاكرة الجميع الشخص خلف الآخر .
لكن هناك حقاً حولنا من يهتم بوجودنا و يبذلون جهدهم لسعادتنا , لكنهم لصدق مشاعرهم لا يبوحون بهذا بل أفعالهم هي من تبوح . .