يعتبر النقد الذاتي سمة حضارية تتسم بها المجتمعات المتحضرة لتتمكن من تشخيص اخطائها ومن ثم تقويمها واصلاحها لتتمكن من النجاح في مهمتها..
فيعتبر النقد هو تشخيص الاخطاء الموجه للاخر ويعتبر النقد الذاتي هو تشخيص اخطاء مؤسسة او مجتمع ما لنفسه
ولاننا أُمة مهمتها إصلاح وإعمار الارض وجب قبلها من باب اولى اصلاح نفسها بنقد الذات في المعاني التي تعتمد على بنائها وتمكينها
ليمكن ذلك من بعدها من تقويمها وتصحيحها
بالذات في المعاني التي تعتمد على تمكينها كمعاني(الحرية,الشورى,المواطنة)
لانها معاني تمكن من اقامة دولة متماسكة ليتسنى لها بعد ذلك نشر رسالتها لباقي الامم
فبقائها راكده ومسجل اخر ظهور لها في العصر العباسي او العثماني يجعلنا كالذي يصدر لعبة(اتاري) اثرية في مجتمع يسخدم الاجهزة الذكية
فاصبح امامنا خيارين
اما ان نستخد هذا الجهاز الذكي ونكتب عليه ايباد اسلامي بان تظهر مسميات مثل (العلمانية الاسلامية )
او (الاسلام المتعدل ) ويقصد به ممارسة طقوس اسلامية في ظل نظام علماني يفصل كل شي عن الدين ليس فقط الدولة
واما ان نحاول اكتشاف اخطائنا التي جلعتنا لانزال نمتلك اتاري اثري اخر ظهور له منذ عصور ,,مستفيدين بذلك من تجربة من يصنع الايباد المواكب للعصر لكن بقيمنا نحن وبطريقتنا نحت ليتسنى لنا من رسم كتلوك لجهاز جديد ينفع ان ينافس الايباد
لاباس ان يكون ذلك فقط على ورق الكتلوك (فكريا فقط) كمرحلة اولى نطمح ان تتمكن من قناعة افراد الامة لتتحول بعد ذلك لواقع ملموس ,,,
فأصل كل شي فكرة!
لذلك وجب توجيه رسالة نقد ذاتي تمكنا من تشخيص الاخطاء وذلك من خلال استيعاب مفهوم كل معنى من هذه المعاني ومعرفة اصله وحقيقة بدراسة تاصيلية وضرورة تحديد مصطلحاتها وضوابطها وتقييد مسمياتها كي تصفو من اختلاط بهويات اخرى تهجن مهمة امتنا
وايضا معرفة وفقه واقع تطبيق هذه المعاني في مجتمعاتنا وعلى مجتمعاتنا ومدى اختلافها عن اصلها المشروع ومقصدها الشرعي
ومن ثم نقدها نقد ذاتي من خلال مقارنة موضوعية ما بينت مقصدها التشريعي وواقع تطبيها
متفادين بذلك مشكلة البحوث من انعدام الموضوعية
اواشكالية في فقه الواقع ووصفه بعيدا عن الاديلوجيات المسيطرة عليه مثل نظرية المؤامرة ونفسية المهزوم امام الامم الاخرى
ومشكلة فهم النصوص مجردة عن مقاصدها ومعطيات وحيثيات نزولها لنتمكن وضعها في المربع الصحيح في افهامنا دون اختزالها في زاوية معينة تجعلها اقل شمولية لفهم مقصد ورسالة نظام الشريعة .
----------------
-
آلاء مهدي الشيخليباحثة في مقاصد الشريعة الاسلامية