( أنا موفّر لها كل إحتياجاتها من أكل و شرب , مطلوب مني إيه تاني ؟! )
( ماهي بتاكل و تشرب و عايشه أحسن عيشه , عايزة إيه أكتر من كده ؟! )
( مش فاضي أنا للكلام الحلو و الكلام الفارغ ده )
منذ صغري و أنا أسمع الرجال المتزوّجين يشتكون مرّ الشكوى من زوجاتهم اللاتي لا يعجبهن أيّ شيء , رغم أنه – الزوج – يوفّر لها كل شيء من طعام و شراب و مال و مسكن و رغم ذلك تشتكي زوجته و تطلب منه أشياء تافهه - في نظره - كَأن يقول لها كلاماً حلواً و يتغزّل فيها , و كأنها لا يكفيها ما لديها من مال و طعام .
و حقيقةً , لقد تأثّرت لفترة ليست بالقصيرة بهذا الكلام و ترسّخت لدي فكرة أن المرأة لا يعجبها شيء و أن الزواج هو مصدر للإزعاج الدائم حتى كرهت الزواج . و مما رسّخ لدي هذه الفكرة هو ندرة تعاملاتي مع الفتيات فلم أسمع منهن رأيهن في هذا الأمر .
لكن عندما فكّرت قليلاَ , سألت نفسي , هل حقاً ما تريده المرأة من زوجها هو المال و الطعام فقط ؟!
ألم يكن لديها ما يكفيها من المال و الطعام في بيت أبيها قبل الزواج ؟!
أظن أن المرأة تحتاج لما هو أكثر من ذلك .. تحتاج لأمر لم تكن تحصل عليه في بيت أبيها .
( المرأة تعشق بأذنها )
أظهرت العديد من الدراسات منها دراسة كندية أعدتها جامعة ماكماستر أن صوت الرجل له تأثير على درجة إعجاب المرأة له , فالكلام الحلو بالنسبة للمرأة ليس مجرد كماليات أو (دلع) مثلما يظن معظم الرجال , بل هو إحتياج أساسي بالنسبة لها .
إن المرأة تظل طوال حياتها قبل الزواج تحافظ على نفسها من الدخول في علاقات مشبوهه و تحرم نفسها من الكلام الحلو الذي قد يقوله لها أي رجل , منتظرة ذلك الزوج الذي سيمطرها بالكلام الحلو الذي تشتاق إليه , ثم يأتي ذلك الزوج بعد طول إنتظار ليقول لها بمنتهى البساطة : ( ليس لدي وقت لهذا الكلام الفارغ , الطعام لديكِ في الثلاجة, تصبحين على خير ) .
فمثل هذه المرأة كَمَثَلِ الظمآن الذي يتوق إلى شربة ماء , ثم يأتي إليه من يعطيه كوب ماء و لكن يطلب منه ألا يشربه !!
و لذلك جاءت الرخصة بجواز كذب الزوج على زوجته ليدللها و يرضيها ، فقد روى الترمذي (1939) عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا يَحِلُّ الْكَذِبُ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ : يُحَدِّثُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا ، وَالْكَذِبُ فِي الْحَرْبِ ، وَالْكَذِبُ لِيُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ ) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح سنن الترمذي " .
و لعل هذا الحديث الشريف هو أكبر دليل على أهمية الكلام الحلو بالنسبة للمرأة , حتى أن الله قد أحلّ للزوج أن يكذب على زوجته ليدللها و يرضيها مثل أن يقول لها : (أنتِ أجمل من القمر) أو (أنتِ أجمل نساء الدنيا) .
فيا من تشتكي عبوس زوجتك و تذمّرها , هل جرّبت أن تقول لها كلاماً حلواً ؟!!
-
عمرو يسريمهندس مصري يهتم بقراءة التاريخ وسِيَر القدماء. أرى أن تغيير الحاضر، والانطلاق نحو المستقبل يبدأ من فهم الماضي.
التعليقات
ومن الناس من يرد أسباب الجفاف العاطفي إلى البيئة الصحراوية العربية بالرغم من التطورات الظاهرة، والعمارات البارزة، في كثير من البلدان، وإن افترضنا صحة مقولتهم فهو من الممكن أنه عامل، لكنه ممكن التفادي فهو ليس بلعنة، فمثلًا انظر إلى ابن الطيثرية وقد أزهر قلبه بحلو الحديث ولطيفه:
( بنفسي من لو مر برد بنانه ... على كبدي كانت شفاء أنامله )
قال القلقشندي: "وإذا كان هذا قول ساكن الفلاة لا يرى إلا شيحة أو قيصومة ولا يأكل إلا ضبا أو يربوعا فما بال قوم سكنوا الحضر ووجدوا رقة العيش يتعاطون وحشي الألفاظ وشظف العبارات؟"
لم نعد نتذوق أي طعم
للحظة ..لساعة …ليوم
لماذا يعتم النهار
و الشمس في كبد السماء
لماذا نبحث عن كلمات
ليست موجودة في قاموس الأسماء
من وحي الألم نكتب
من نبض الحزن
من عصارة المرارة
الساكنة على طرف اللسان
لماذا ننام كأننا أموت
و لا زلنا أحياء
تدري لم …
لأن الكلمة الطيبة ضلت ….
و هي في طريققها لألسنتنا
و النقد ..و التجريح
هو العنوان الصريح
الأبتسامة ….خاصمتنا
لكثرة ما عبسنا ….و عاتبنا
نهرب الي الزوايا المعتمة
نتواري بين الضجيج …و الزحام
و ندور مع سواقي
الأوهام ….و الألام
ضحايا ….. أنفسنا
استكبرنا …..
و كبرنا علي الكلمة الطيبة
و حتى على الأبتسام
تبقى الحقيقة هي إننا كبشر يهمنا الكلام ويهمنا الأسلوب الذي يقال فيه وما خلفه من معاني
لا أؤيد الكذب أبدا
كل ما يحتاجه الرجل أو الإنسان هو البحث عن الصدق في داخله وقوله كما هو قبل أن يتأخر الوقت جدا
فحتى القطط تأكل وتعيش الاتصال الانساني مهم لنا كبشر
اذا كان هناك توازن بينهما كان المرء متزنا بين العاطفة و القوة..
فكلا الطاقتين نحتاجهما..الرجل منا و المراة
ففي بعض المواقف نحتاج الى العاطفة و الحنان..لحل مشكل ما..و احيانا نحتاج الى القوة و الصرامة لحل مشكل اخر..
فاذا تغلبت طاقة الانوثة و استحوذت على الشخص..اكان رجلا ام امراة..اصبح ضعيفا عاطفيا الى اقصى الحدود..
اما اذا طغت طاقة الذكورة في الشخص ..رجلا كان او امراة..اصبح القلب غليضا ..بعيدا عن كل رقة و حنان و عطف..
فكما ترى امراة ابتليت برجل فض ..بعيد عن الرقة..
ترى ايضا رجلا عاطفيا مع امراة بقلب من فولاذ..كانها ليست انثى..
شكرا لك
مقالة رائعة كعادتك :)