كَمَثَلِ الظمآن - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

كَمَثَلِ الظمآن

  نشر في 31 مارس 2017 .

( أنا موفّر لها كل إحتياجاتها من أكل و شرب , مطلوب مني إيه تاني ؟! )
( ماهي بتاكل و تشرب و عايشه أحسن عيشه , عايزة إيه أكتر من كده ؟! )
( مش فاضي أنا للكلام الحلو و الكلام الفارغ ده )

منذ صغري و أنا أسمع الرجال المتزوّجين يشتكون مرّ الشكوى من زوجاتهم اللاتي لا يعجبهن أيّ شيء , رغم أنه – الزوج – يوفّر لها كل شيء من طعام و شراب و مال و مسكن و رغم ذلك تشتكي زوجته و تطلب منه أشياء تافهه - في نظره - كَأن يقول لها كلاماً حلواً و يتغزّل فيها , و كأنها لا يكفيها ما لديها من مال و طعام .

و حقيقةً , لقد تأثّرت لفترة ليست بالقصيرة بهذا الكلام و ترسّخت لدي فكرة أن المرأة لا يعجبها شيء و أن الزواج هو مصدر للإزعاج الدائم حتى كرهت الزواج . و مما رسّخ لدي هذه الفكرة هو ندرة تعاملاتي مع الفتيات فلم أسمع منهن رأيهن في هذا الأمر .

لكن عندما فكّرت قليلاَ , سألت نفسي , هل حقاً ما تريده المرأة من زوجها هو المال و الطعام فقط ؟!

ألم يكن لديها ما يكفيها من المال و الطعام في بيت أبيها قبل الزواج ؟!

أظن أن المرأة تحتاج لما هو أكثر من ذلك .. تحتاج لأمر لم تكن تحصل عليه في بيت أبيها .


( المرأة تعشق بأذنها )

أظهرت العديد من الدراسات منها دراسة كندية أعدتها جامعة ماكماستر أن صوت الرجل له تأثير على درجة إعجاب المرأة له , فالكلام الحلو بالنسبة للمرأة ليس مجرد كماليات أو (دلع) مثلما يظن معظم الرجال , بل هو إحتياج أساسي بالنسبة لها .

إن المرأة تظل طوال حياتها قبل الزواج تحافظ على نفسها من الدخول في علاقات مشبوهه و تحرم نفسها من الكلام الحلو الذي قد يقوله لها أي رجل , منتظرة ذلك الزوج الذي سيمطرها بالكلام الحلو الذي تشتاق إليه , ثم يأتي ذلك الزوج بعد طول إنتظار ليقول لها بمنتهى البساطة : ( ليس لدي وقت لهذا الكلام الفارغ , الطعام لديكِ في الثلاجة, تصبحين على خير ) .

فمثل هذه المرأة كَمَثَلِ الظمآن الذي يتوق إلى شربة ماء , ثم يأتي إليه من يعطيه كوب ماء و لكن يطلب منه ألا يشربه !!

و لذلك جاءت الرخصة بجواز كذب الزوج على زوجته ليدللها و يرضيها ، فقد روى الترمذي (1939) عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا يَحِلُّ الْكَذِبُ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ : يُحَدِّثُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا ، وَالْكَذِبُ فِي الْحَرْبِ ، وَالْكَذِبُ لِيُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ ) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح سنن الترمذي " .

و لعل هذا الحديث الشريف هو أكبر دليل على أهمية الكلام الحلو بالنسبة للمرأة , حتى أن الله قد أحلّ للزوج أن يكذب على زوجته ليدللها و يرضيها مثل أن يقول لها : (أنتِ أجمل من القمر) أو (أنتِ أجمل نساء الدنيا) .

فيا من تشتكي عبوس زوجتك و تذمّرها , هل جرّبت أن تقول لها كلاماً حلواً ؟!!

  • 47

  • عمرو يسري
    مهندس مصري يهتم بقراءة التاريخ وسِيَر القدماء. أرى أن تغيير الحاضر، والانطلاق نحو المستقبل يبدأ من فهم الماضي.
   نشر في 31 مارس 2017 .

التعليقات

صدقت بارك الله فيك .. انا فتاة وبدأت اميل لفكرة العزوبية وانها الافضل بسبب بعض الافكار ايضاً فالمرأه ليست بهيمه تريد ان تأكل وتشرب وتُنكح فقط بل هيَ انسانه تشعر وقد ترضيها كلمه واحده وتسعدها ورده عن باقي الاشياء ربما صحيح ان الوقت والزمن والناس اختلفت وتغيرت لكن ليس الكل جشع طماع هناك من ترضى بالقليل ويسعدها كلمه وابتسامه وتشابك بالاصابع .. نسأل الله ان يصلح ذات البين ويرزق الجميع ويعم الود والوئام والسلام .. بورك طرحك الرائع ..
3
عمرو يسري
كلامك سليم تماماً أختي.
أرجو أن تجدي الشخص الذي يُقدّرك ويستحقك.
شكراً جزيلاً على قراءتك وتعليقك الكريم.
لمى منذ 5 سنة
رائع وجميل بارك الله فيك
ومن الناس من يرد أسباب الجفاف العاطفي إلى البيئة الصحراوية العربية بالرغم من التطورات الظاهرة، والعمارات البارزة، في كثير من البلدان، وإن افترضنا صحة مقولتهم فهو من الممكن أنه عامل، لكنه ممكن التفادي فهو ليس بلعنة، فمثلًا انظر إلى ابن الطيثرية وقد أزهر قلبه بحلو الحديث ولطيفه:
( بنفسي من لو مر برد بنانه ... على كبدي كانت شفاء أنامله )
قال القلقشندي: "وإذا كان هذا قول ساكن الفلاة لا يرى إلا شيحة أو قيصومة ولا يأكل إلا ضبا أو يربوعا فما بال قوم سكنوا الحضر ووجدوا رقة العيش يتعاطون وحشي الألفاظ وشظف العبارات؟"
3
عمرو يسري
بالتأكيد البيئة التي ينشأ فيها الإنسان لها تأثير عليه. ورغم ذلك فإننا قد وصلتنا أجمل الأشعار الغزلية من العصور العربية القديمة سواء قبل الإسلام أو بعده.
لكن للأسف ما نعانيه اليوم من تحجر للمشاعر يمكن أن يكون بسبب الأنانية والتمحور حول الذات، والسرعة والمادية التي صارت تغلف حياتنا، فصرنا نتعامل مع الحب مثل الوجبات السريعة.
شكراً أختي لإضافتك الرائعة، ومرورك الكريم.
Yousra منذ 5 سنة
مقال جميل أتمنى أن تتطلعي على مقالي
3
bouchra El mokhtar منذ 7 سنة
مقال رائع استمتعت به بالوفيق
2
عمرو يسري
شكراً لمرورك و تعليقك .
بالتوفيق لكِ أيضاً .
ريما R منذ 7 سنة
مقال جدا جميل وحديث قد جاء بصميم
تمنياتي لك بتوفيق عمرو
2
عمرو يسري
شكرا ريما لتعليقك
بالتوفيق لكي ايضا
Abdou Abdelgawad منذ 7 سنة
موضوع مهم فى صميم قضية اجتماعية هامة وهى مايسبب حاجز نفسى بين الزوجين وحل كل مشاكلنا موجود فى ديننا كما ختمت مقالك- كل التوفيق
3
إيمان هاشم منذ 7 سنة
مقال منصف في زمن عز فيه الإنصاف
2
عمرو يسري
شكرا ايمان
ايناس مهدي منذ 8 سنة
مقال أكثر من رائع يحاكي واقعنا الأليم ، لأسف ان الزوجات في بعض الأحيان لايتمكنوا من مواجهات أزواجهم و التكلم معهم حول هذا الخصوص لان المرآه بطبعها خجولة و الكلام العذب عليه أن يخرج من القلب دون طلب . اشكرك عمرو على مقالك بالفعل رائع
3
عمرو يسري
شكرا ايناس علي مرورك و تعليقك الجميل
gazia منذ 8 سنة
مقال ممتاز . شكرا عمرو
2
عمرو يسري
شكرا لتعليقك .
سعيد ان المقال اعجبك .
راوية وادي منذ 8 سنة
هي حقائق و واقع و لكنها نتاج ثقافة و عادات مورورثة حيث نشأنا الكلمة الرقيقة الطيبة تنقص من قدر الرجل و قيمته. و الأبتسام يطمع الغرباء و يقلل من احترام المجتمع للمرأة. متناقضات أقضت التوازن الأسري و الأجتماعي. كتبت في 2013 هذه التدوينة بعنوان الكلمة الطيبة أهديها لك و للقراء:

لم نعد نتذوق أي طعم
للحظة ..لساعة …ليوم
لماذا يعتم النهار
و الشمس في كبد السماء
لماذا نبحث عن كلمات
ليست موجودة في قاموس الأسماء
من وحي الألم نكتب
من نبض الحزن
من عصارة المرارة
الساكنة على طرف اللسان
لماذا ننام كأننا أموت
و لا زلنا أحياء
تدري لم …
لأن الكلمة الطيبة ضلت ….
و هي في طريققها لألسنتنا
و النقد ..و التجريح
هو العنوان الصريح
الأبتسامة ….خاصمتنا
لكثرة ما عبسنا ….و عاتبنا
نهرب الي الزوايا المعتمة
نتواري بين الضجيج …و الزحام
و ندور مع سواقي
الأوهام ….و الألام
ضحايا ….. أنفسنا
استكبرنا …..
و كبرنا علي الكلمة الطيبة
و حتى على الأبتسام
3
عمرو يسري
صدقتي هي مجرد موروثات بالية تنغّص علينا حياتنا .
شكرا على تدوينتك الجميلة التي شاركتينا إياها .
بارك الله فيك مقال رائع ،وينبغى على كلا الزوجين بناء العلاقة على المودة والرحمة كما قلت والمودة هى الحب وقد أمر الرسول الكريم بعدم بغض الزوجة لأنه إذا كره منها خلقاً أو شيئاً رضى منها آخر ، والبشر يخطئون ويصيبون وعليه أن ينظر إلى ما فى زوجته من مميزات ولا يلتفت إلى العيوب كثيراً وخاصة عندما يتعلق الأمر يتوافه الأمور وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام ( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضى منها آخر ) ومعنى يفرك أى يبغض / وأخيراً مقالك رائع جداً لقد نبهت على ما تصفوا به النفوس وتذوب بسماعها المشكلات التى قد تكبر وتتضاعف ويكون الحل فى سماع كلمة طيبة وما دامت الكلمة الطيبة صدقة فأولى من تتصدق عليها هى زوجتك ، وكذلك تبسمك فى وجهها ، ومضاحتكها بالكلام اللطيف فيه أجر عظيم عند الله ، وكذلك اللقمة تدخلها فى فمها كل ذلك يحمل مشاعر الحب والكرم ،فما أهان المرأة إلا لئيم وما أكرمها إلا كريم
2
عمرو يسري
شكرا جزيلا لتعليق حضرتك الرائع .
و كما قلت حضرتك فإن المودة و الرحمة هي أساس أي علاقة ناجحة .
في المقابل عادة الرجل من هذه الشاكلة قد يغضب من إيماءة إن شعر إنها تدل على عدم إحترام أو أحيانا يفسر الكلام كما يهوى وينزعج

تبقى الحقيقة هي إننا كبشر يهمنا الكلام ويهمنا الأسلوب الذي يقال فيه وما خلفه من معاني


لا أؤيد الكذب أبدا

كل ما يحتاجه الرجل أو الإنسان هو البحث عن الصدق في داخله وقوله كما هو قبل أن يتأخر الوقت جدا

فحتى القطط تأكل وتعيش الاتصال الانساني مهم لنا كبشر
1
عمرو يسري
هو ليس كذباً كالكذب المذموم المتعارف عليه , بل هو مدح فيه بعض المبالغة التي تحبها النساء كقوله ( أنتِ أجمل نساء العالم ) .

شكرا لتعليقك الكريم .
محمود بشارة
انا مع رأيك يا سمانا ، انا لا اكذب على زوجتي واخبرها بأنها ليست اجمل من في الكون ولكنها لي وحتى اعطيها نسبة الجمال التي يراها بها الرجال ، فأقول لها بأنها بالمنديل جميلة جذا لتصل نسبة 95 اما بدونه ف75 ولكن حبي لها ليس لشكلها وهذا اهم من الاشكال والكذب ،المعاملة الحسنة والشوق مع الحب يرضي كل انثى .
جميل جدا الله يكثر من امثالك بالمجتمع كل الاحترام
2
عمرو يسري
شكرا لتعليقك الجميل :)
Nermeen Abdelaziz منذ 8 سنة
الموضوع مشاركة بينهم و ودو احترام و التماس العذر لكل طرف للاخر مش كلام حلو بس
2
عمرو يسري
اكيد طبعا , لكن الكلام الحلو جزء هام جدا من المودة و الرحمه دي .
خاصة ان البنت تحب تسمع كلام حلو دايما .
موضوع جميل جدا ويطرح نقطة مهمة .. أعتقد أن الموضوع ليس كلامًا جميلًا فحسب إنما هو إحساس بها .. الزواج يجب أن يكون سكنًا لهما كلاهما يشعر بالسكينة والطمأنينة مع الآخر .. يعني ليس من الضروري أن يقول الرجل كلامًا جميلًا إن كان يظهر مشاعرًا طيبة نحوها تصلها وتبادله إياها فالزواج علاقة بين اثنين تقوم على المحبة والتفاهم والاحساس بالآخر .وإن رافقها الكلام الجميل فزيادة الجمال جمال .. دمت بكل الجمال والبهاء
2
عمرو يسري
أصبتي سيدتي .
لذلك ربنا سبحانه و تعالى وصف الزواج بأنه (مودة و رحمه) و هذا يكون بالأفعال أكثر من الكلام .
شكرا لتعليقك الجميل .
و الله يا استاذ عمرو بالاول تحية طيبة لك و احترام لمقالك الكريم ,,, اكثر من صديق ابدى راْيه بالموضوع و انا اوْيد ان الاثنان بحاجة ماسة لكل منهما قبل كل شيء بعيدا عن اي امور مادية ببساطة ان السعادة لا تشترى بكنوز العالم ,, و كما قال الاصدقاء هناك من ابتلى بمن لا يملك من الطرفين ,,, و شخصيا و من تجارب الحياة اردد المقولة ( فاقد الشيء لا يعطيه ) و لو اجتمع عليه الاْنس و الجن ,,, تحية مرة اخرى و احترامي للراْي الاخر
3
عمرو يسري
يسعدني أن مقالي أعجبك أخي :)
و بالفعل نحن في الزواج نحتاج للإهتمام و السعادة أكثر من الأمور المادية
شكرا لتعلقيك الكريم
في الصميم ما شاء الله عليك
2
نور منذ 8 سنة
رائع.. إلى الأمام
1
خديجة منذ 8 سنة
في داخل كل واحد منا طاقة انثوية و طاقة ذكرية..
اذا كان هناك توازن بينهما كان المرء متزنا بين العاطفة و القوة..
فكلا الطاقتين نحتاجهما..الرجل منا و المراة
ففي بعض المواقف نحتاج الى العاطفة و الحنان..لحل مشكل ما..و احيانا نحتاج الى القوة و الصرامة لحل مشكل اخر..
فاذا تغلبت طاقة الانوثة و استحوذت على الشخص..اكان رجلا ام امراة..اصبح ضعيفا عاطفيا الى اقصى الحدود..
اما اذا طغت طاقة الذكورة في الشخص ..رجلا كان او امراة..اصبح القلب غليضا ..بعيدا عن كل رقة و حنان و عطف..
فكما ترى امراة ابتليت برجل فض ..بعيد عن الرقة..
ترى ايضا رجلا عاطفيا مع امراة بقلب من فولاذ..كانها ليست انثى..
شكرا لك



4
عمرو يسري
تحليل رائع لسلوك الإنسان .
تعليقاتك متألقة دائما :)
خديجة
شكرا عمرو
و شكرا لمواضيعك الهادفة
مقال ممتع
2
عمرو يسري
شكرا :)
أعجبني التشبيه كثيرا "فمثل هذه المرأة كَمَثَلِ الظمآن الذي يتوق إلى شربة ماء , ثم يأتي إليه من يعطيه كوب ماء و لكن يطلب منه ألا يشربه !!"
مقالة رائعة كعادتك :)

3
عمرو يسري
تسعدني تعليقاتك دائما :)
Nadia Fawzy منذ 8 سنة
بالتأكيد أي إمرأة في العالم لديها إحتياجات عاطفية ترغب في إشباعها ... لكن في مجتمعاتنا تعاني المرأة من ضعف في تقدير الذات .. و الرجل أيضا و لكن بشكل مختلف
3
عمرو يسري
للأسف هذا يعود لغياب الثقافة الأسرية و الاعتماد علي الموروثات التي تكون في معظمها عفا عليها الزمن
شكرا لتعليقك الكريم

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا