نعيش لأجل من ؟ .. لأجلهم هم ام لاجلنا نحن .. لم نعد نميز هل نظراتنا هذه الى الناس و طريقة حكمنا عليهم هي نابعة من اعماقنا .. تلك الاعماق التي تحكي حقيقتنا .. ام ان هذا الحكم صادر بفعل ارادة خفية تجمعت و تكدست في عقولنا على مدى هذه الاعوام .. احياناً اشعر بان الكلام الذي اقوله لا يعكس تلك الهواجس التي بداخلي .. اتفوه بأشياء غريبة على نفسي .. لا نفسي هذه التي تمشى و تجلس و تضحك و تسكت و تبكي و حتى التي تكتب .. بل تلك النفس التي تخجل من ان تظهر امام الكاميرا و الشاشات .. تلك النفس الخجولة المؤدبة التي تخشى ان ترفع راسها الى الاعلى خوفاً من ان تتهم انها متكبرة و جبارة .. تلك التي تنتظر ذلك اليوم الموعود حين يناديها منادٍ .. اخرجي قد مات الممثل و المسرح بحاجة لك اليوم .. تلك التي لطالما ارادت لي ان اعيش حياةً خارج المؤثرات و المحددات .. و التي كانت طالما تهمس في اذني " انت لن تستطيع ان تعيش الا اذا خرجت من نفسك الكاذبة و البست جسدك نفسك الحقيقية المجردة " .. كانت تحكي الحقيقة التي لم ارغب بسماعها يوماً .. لانها كانت مؤلمة و موجعة .. لان الحقيقة غير مرغوبة و اكثر الناس يهربون من الحقائق فكيف اذا كانت تلك الحقيقة تحكي عنهم و تفضحهم و تجعلهم محط سخرية امام الناس و امام انفسهم .. نحن لا نعيش الحياة التي يجب ان نعيشها . نسير عكس التيار .. عطاشى الا اننا نرفض ان نشرب من ينبوع الحقيقة الصافي .. و لا ادري اي حياة هذه التي نعيشها و نحن خارج قواعدها و ارقامها و عناوينها و اماكنها الواضحة الشفافة .. اي حياة هذه التي نحتفل فيها في الكهوف و الجبال و البراري مع البهائم و الوحوش و الكواسر .. و نترك خلفنا الجمال كله .. بدعاوي و اوهام و اعذار نختلقها فقط .. كي لا ننكسر .. و لكي يبقى هذا الانف شامخاً .. رغم انه معقوف على ذاته كنصل بومة تأبى أن ترحل من حياتنا ..! ..