لم لا نعيش بالحب؟ ماذا لو ترفعنا عن الماديات واستبدلناها بالمشاعر ؟ الن يغدو العالم أفضل؟ لم نول الأوراق كل تلك الأهمية؟ محض ورقة تقلب حياتك رأساً على عقب ؟! وما المال إلا وريقات أجن حينما أتذكر أن العملة مجرد ورقة، ولكنها تشعل الحروب وتؤجج القلوب، وتمحو النخوة فيتقاتل الإخوة، أتعجب وأتحسر حينما أرى كل شيء يزداد ثمناً وقيمة إلا الإنسان يُباع ويُشترى بأبخس الأثمان، وهو الملام؛ فهو الذي قبل أن تتحكم به ورقة، وداس على كبريائه راكعا أمامها، لما لا يكون الحب هو المطلب الوحيد؟ لم لا تلبي احتياجاتنا بالحب؟ لو كان الأمر بيدي لمحوت كلمة أموال من قاموس البشرية، ولألغيت كافة أشكال النقود، ولجعلت العملة الرسمية الوحيدة هي الحب والمشاعر والإحساسات، دعني أخذك الآن إلى عالمي الخاص الذي أحلم به تفتح عينيك صباحاً لتوقظك قبلات الشمس الذهبية، ثم تفتح نافذتك فتعانق النسيم الرقيق؛ لتأخذ جرعة حب إضافية، فينشرح قلبك لليوم الجديد، تجلس مع عائلتك على الفطور الهنيء الذي اشتريته ببعض الكلام الحلو الممزوج بأريج الحب وأنت لم تبخل على البائع بإكرامية وهي بضع قبلات، ثم تملأ ثغرك بابتسامة مشرقة، وتشحذه بعبارات حب وتشجيع، وتفتح ذراعيك أكبر ما يمكنك لتستقبل أبناءك وتضمهم إلى حضنك، كن سخياً فهذا هو المصروف، ثم تذهب إلى عملك بنفس محبةٍ مُقبلة على الحياة طامحة للإنتاج، وبعد العمل الشاق تحين اللحظة التي طالما انتظرتها طويلاً أنت وزملاؤك الموظفون ألا وهي لحظة الإمدادات لحظة الحصول على الراتب، تقفون في طابور طويل نوعاً ما ولكن الحب يغمره، تخيل أن مديرك قرر أن يمنحك ترقية وعلاوة فزاد راتبك ليكون مئة قبلة وسبعين عناقاً، ألف كلمة فياضة بالمشاعر تحتك على المضي قدماً، بعد تلك اللحظة المنعشة قد تعترض طريقك عودتك بعض العقبات فعندما تقود سيارتك عائداً من عملك قد تحرق الشمس وجنتيك، وقد تثقب أصوات المزامير أذنيك، ولكنك ستملك زمام نفسك، وستكبح جماح لسانك، ولن تدع ذلك يفسد سعادتك ويعكر صفوك كيف لا وقد امتلأ رصيدك للتو بالحب، ولن تنسى بالتأكيد أن تمر السوق لتغذي بيتك بمتطلباته، كل الأسعار هناك في متناول يديك الخضار مثلاً لنك يكلفك سوى بضع كلمات فياضة، والفاكهة سلعة مضمونة، يمكنك شراؤهابحلو الكلام وكلما كنت سخيا كان طعمها الذ، هكذا وبنفس الطريقة ستتمكن من توفير الحياة الكريمة لنفسك وأسرتك، غير آبه بالهموم

تعيش الحب..... تمنح الحب...... تتنفس الحب...... وستفتح القلوب

أبوابها على مصراعيها، مُحطّمةً قيودها، تنبض بثلاث كلمات

أحبك، أقدرك أحترمك أرأيت كم أن الحياة حلوة هكذا، لا تعرف النفوس فيها لغة أخرى سوى الحب، ولعلك تتوق الآن إلى العيش في عالمي الخاص ما حاجتنا إلى الأموال والأوراق طالما لدينا بعضنا؟! فلنجعل الحب الصادق الخالص لوجه الله زاد قلوبنا، ولنفتح صفحة جديدة نمنح فيها الآخرين سبعين فرصة ليثبتوا صدق حبهم. الأكرمين.

فاللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك يا أكرم