حين تقول أبي تقول الغالي أعز ما أملك و أغلى ما لدي ,هومن تحمل كل شيء من أجلي, تعب كثيرا لأكبر كما أراد لي, كي تحيا أميرته المدللة كما لطالما أراد لها ,هو من صرف أيام حياته كلها من أجلي ,لم يقبل يوما ان أحزن أو تنزل دمعتي على أمرٍ ما ,تحمل الكثير و الكثير ليوفر لي أفضل الشروط ,لم يجعلني يوما أشعر بنقص في أي جانب من الجوانب,لم يشعرني يوما بأنه قد تعب ,بل دوما أراه نشيطا مبتسما مداعبا إياي ,أحيانا ورغم أنني كنت صغيرا ,حين يعود إلى البيت مساء ,يبدو لي منهكا و أن التعب قد أخذ محله منه ,فتراني جلست القرفصاء في زاوية الغرفة التي يأخذ فيها الغالي قسطا من الراحة و اقتنيت الوجه الحزين خاصتي ,الذي يستحيل ألا يثير انتباه والدي ,إذ سرعان ما يسرع إلي و يحملني فيجوب بي جل بيتنا و يبدأ بمداعبتي فتتعالى ضحكاتنا و هكذا فقط أشعر بأنني قد خففت عن أبي ,هكذا كانت أول طرقي لإسعاده ومع الوقت بدأت بتطويرها و الاهتمام بكيفية أدائها و بدقة ,كأنما هي استراتيجية حربية هامة ,إذ بمجرد دخولي المدرسة أصيح أكثر ما يشغل باله هو أن أتعلم شيئا جديدا ,وما إن عرفت ذلك حتى أصبحت لا أضيع لحظة إلا وتعلمت فيها ما أرسم به بسمة والدي حين عودته من العمل ,و مرت هاذه الأيام هي الأخرى ,وها أنا أضطر لإيجاد استراتيجية أقوى ,فقد دخلت مرحلة تقييم قدراتي و قد شاء البارئ أن أكون متفوقة مهتمة بدروسي و سنة بعد أخرى كنت أزداد تألقا ,والحمد لله وحده وبعده بعض ممن لطالما كانوا بجانبي فأني لا زلت كذلك, ولهذا أنا لا أزال أكافح و لم و لن أتوقف أبدا بإذن الواحد الأحد حتى تطأ قدمي لحدي ,لن أتوقف حتى أتأكد أني حقا رفعت رأس أبي ما أمكنني أن أفعل ,لهذا لا يمكن أن أقدم على فعل شيء قد يسيء إلى والدي أو يشكك في تربيته الفاضلة لي ,لهذا لا يمكن أن أفعل ما لا يرضيه أو ما يجعله غاضبا علي ,لأنني من دونه لا شيء ,ولولاه لما حققت أي شيء ,لهذا يبقى فضله دائما راسخ بذهني و يستحيل أن أنساه ,مهما حاولت الأيام معي .
-
ودادفقط أحاول التأقلم x_x