لقد كان طيراً جميلاً يحلق عالياً، ويطير بعيداً ، ويجوب الاّفاق..لقد كان دائم التفاؤل و الأمل، كان مصدر البهجة و الفكاهة..لقد كان يتحلى دوماً بالقوة و العزيمة و الإصرار ..أعتقد أن هناك شئ ما كان يمنحه هذه القوة للنهوض ، وهذا الأمل للاستمرار ، وهذا التفاؤل للتحليق عالياً..شئ خفى ، ربما كان إيمانه بنفسه أو إيمانه بربه، حيث لم يمل هذا الطير لحظة و لم يكل.
لقد كان طيراً خفاقاً قوياً..كان يسقط فيعاود النهوض ، ويكسر فيلملم فتات نفسه ، ثم يبدأ رحلة جديدة إلى الاّفاق البعيدة .
~لقد كان طيراً حتى فقد جناحيه~
لقد طار ،وارتفع ، وصمد ، وصبر ، وتغلب على كل العقبات ، حتى اصطدم بحائل منيع ، حائل لا مثيل له ، ولم يصدق الطير أن هذا الحائل الذى قرر القضاء عليه إنما هو من صنع بلاده الذى تمنى دوماً الموت فى سبيلها!
لقد فقد هذا الصغير جناحيه ، وللمرة الأولى ، سقط أرضاً!
كان دوماً ينظر عالياً بعين دامعة ليرى المكان الذى احتله دوماً فى القمة! وكان يحاول أن يعاود النهوض كما كان يفعل فى كل مرة ، ولكنه لم يكن يلبث أن يرتفع حتى يسقط مرة أخرى.
لقد قضى عليه وطنه و على كل الطيور التى حلقت دوماً عالياً ، وقرر أن يهب أراضيه للذئاب تسودها وتأتى على الأخضر واليابس..واحزناه!
لقد قضى عليه وطنه ، ولكن الشئ المؤكد دائماً أنه لا مجال لليأس ، و إنما هناك دائمأ طريق للأمل,,الشئ المؤكد أن هذا الطير الصغير سيبنى مجده من جديد فى مكان اّخر ، وسيصل إلى القمة مرة أخرى ولو زاحفاً! فقد اّمن بربه و اّمن بنفسه !