سحم الكفارات منطقة جذب سياحي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

سحم الكفارات منطقة جذب سياحي

بلدة سحم

  نشر في 09 مارس 2017 .

بلدة (سحم الكفارات) يتكون الإسم من كلمتين: (سحم) وقد وردت الكلمة واشتقاقاتها في معاجم اللغة العربية  (السَّحَمُ، محرَّكةً، والسُّحْمَةُ، بالضم :‏ السَّوادُ‏.‏ أما كلمة (الكفارات) مشتقة من الكَفر وهي: القرية ، تدل تسمية (سحم الكفارات) بأنها قرية زراعية بالدرجة الأولى ذات شجر، وقد عرفت منطقة الكفارات في المصادر العربية (بالأقحوانة) كما جاء عند البلاذري في كتابه فتوح البلدان وهي تشكل  امتداداً لسهل حوران الخصب.

تقع بلدة سحم في أقصى الشمال الغربي من المملكة الأردنية الهاشمية ، وهي أحدى قرى لواء بني كنانة في محافظة إربد ، تتميز بموقعها الجغرافي حيث يمكن مشاهدة هضبة الجولان المحتل شمالاً وجبل الشيخ الذي يكسو قمته الثلوج ، وفي مشهد بانورامي تتلألأ ليلاً  أضواء البلدات السورية شمالاً وبلدات فلسطين المحتلة غرباً ، وبلدة سحم تتميز بجوها المعتدل صيفاً وشتاءً وهي ذات طبيعة سهلية ترتفع فوق مستوى سطح البحر حوالي (٤٠٠م) ، تحيطها الأودية أشهرها وادي خالد الذي يجري فيه نهر اليرموك، وتشتهر البلدة بزراعة أشجار الزيتون. 

تتميز سحم بموقعها الجغرافي وتوفر ينابيع المياه وخصوبة تربتها وغطائها النباتي ساعد على الإستقرار البشري منذ زمن مبكر ،على الرغم من قلة الدراسات الأثرية إلا أن الشواهد المادية التي تنتشر في البلدة والمناطق المحيطة بها تشير إلى أهمية المنطقة تاريخياً. ومن خلال مشاهداتي الميدانية في مناطق مختلفة حول البلدة في أوديتها وسفوحها نشاهد الكهوف الكبيرة والمغاور التي كانت ملجأً للانسان خلال العصور القديمة والتي ربما ترجع إلى العصر الحجري الحديث (6000-4500 ق.م) أو ربما إلى عصور أقدم.

تكثر الخرب ومواقع الآثار وبقايا الأبنية والمدافن واللقى الأثرية بالبلدة والمناطق المحيطة بها والتي تعود إلى فترات تاريخية مختلفة، ومن أبرز هذه المواقع منطقة (الحصن) داخل البلدة ، تدل التسمية على التحصينات حيث ما تزال بقايا جدران البرج الخارجية شاخصة قوامها صفوف من مداميك الحجارة الصوانية الضخمة التي كانت تحيط بالمستوطن من الخارج وعلى الأغلب تعود إلى الفترة الأخيرة من العصر البرونزي (1550-1200ق.م). وقد كشفت دائرة الآثار العامة في مطلع تسعينيات القرن الماضي عن موقع أثري هام يحتوي على أكثر من 200 قطعة أثرية أثناء القيام بأعمال بناء مدرسة للإناث يعود إلى نهاية العصر البرونزي / بداية العصر الحديدي وقد تم حفظ الآثار في متحف دار السرايا بإربد.

ومن المواقع الأثرية الهامة موقع (كفرلاهيا) شمالي البلدة ،ومعنى:(كفر) البلدة أو القرية ، وكلمة (لاهيا) لها مدلول ديني وربما اشتق من كلمة الآلهة حيث كانت بيتاً للآلهة، تنتشر على سطح الموقع البقايا المعمارية والمدافن والكسرالفخارية، وتعود هذه الشواهد الأثرية إلى العصرين الروماني والبيزنطي. وقد ازدهرت منطقة شمال الأردن خلال العصر الروماني حيث دخلت في حلف المدن العشر"الديكابولس" الذي ضم مدن: (أم قيس، طبقة فحل، قويلبه، بيت راس، اربد، جرش ،عمان) وغيرها، وقد كانت "كفر لاهيا" آنذاك ضمن منطقة هذا الحلف. وتوجد فيها أيضا بقايا من الفترة الإسلامية ويبدو أن الإستيطان بالموقع استمر إلى العصر الإيوبي المملوكي بناء على انتشار الكسر الفخارية بالموقع.

موقع "الدير" وهو بناء منحوت في الصخر يتكون من عدد من الحجرات التي تتصل ببعضها ،وله مدلول ديني ومعنى (الدير) :الكنيسة التي يتعبد فيها الرهبان، حيث يكون الدير في المواقع النائية البعيدة أو في المرتفعات، ويعتقد بأنه يعود إلى الفترة المبكرة من انتشار الديانة المسيحية بالمنطقة.

بالقرب من بلدة سحم كانت موقعة اليرموك الخالدة (639 م) التي تشير معظم المصادر والدراسات أن أحداثها وقعت في منطقة وادي خالد الذي يجري فيه نهر اليرموك ، وقد مهدت المعركة لمرحلة جديدة في ظل الدولة العربية الإسلامية خلال الفترات الأموية والعباسية والفترة الأيوبية المملوكية. وقد ازدهرت القرى والبلدات خلال الفترة الإسلامية المتأخرة ومنها بلدة سحم القديمة في (وادي سحم) المعروفة بإسمها المحلي "المِصْرة" ،جاء معنى مصرة في معجم المعاني المِصْرُ: مدينة ،الكُورَةُ تقام فيها الدُّورُ والأَسواقُ والمدارسُ وغيرها. حيث ما يزال مسجد سحم القديم شاخصاً ويتكون من بيت الصلاة القائم على عقود وأقبية .تشير الدراسات على أن المسجد ربما يعود إلى الفترة الأيوبية المملوكية وطرازه المعماري مشابه لمساجد بلدات حرتا وملكا.

توسعت البلدة خلال الفترات اللاحقة نهاية الحكم العثماني حيث تنتشر بيوت الطين ذات الطراز المحلي الذي يتميز بالعقود والقناطر الضخمة التي ما تزال جدرانها قائمة إلى الوقت الحالي، وهي تمثل أرث ثقافي أصيل بخاصة أن المنطقة تضم فترات استيطانية متعددة ، هجرت البلدة القديمة في مطلع القرن الماضي وانتقل سكانها إلى البلدة الحالية الحديثة.

صورة تبين جانب من بلدة سحم قديماً وحديثاً خلال فتراتها الزمنية المختلفة

ما يميز بلدة سحم جمال طبيعتها الخلابة ذات الغطاء النباتي المتنوع من الأشجار والأزهار البرية في فصل الربيع. مما جعلها لأن تكون متنزهات طبيعية للزوار من مختلف مناطق الأردن مثل: متنزه شعلة اليرموك ومنطقة العشة ومنطقة العقبة، وهي مناطق تتميز بإطلالتها المشرفة على وادي نهر اليرموك وهضبة الجولان المحتل. ومن خلال هذه الصفحة على منصة كلاود الموقرة فإنا نأمل من الجهات الحكومية بصيانة البنية التحتية  لهذه المتنزهات وتحسينها وزيادة الخدمات فيها للحفاظ على بيئتها ، ولا يقل دور الأهالي من سكان المنطقة بالعمل على الإستثمار وفتح مزيد من المشاريع السياحية والترفيهية والخدمية التي تخدم الزوار.





   نشر في 09 مارس 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا