كتب: مهاب أسامه
كل شئ في هذه الحياة يشيب ملامح الوجه و جمال الروح و ورق الأشجار و بركة المال كل شئ يشيب ما عدا ريش الغراب لا يشيب ذاك الريش الأسود القاتم يبقى اسوداً لامعاً حتى نهاية حياته الطويلة، ذلك الطائر الذي كان حاضراً شاهداً على أول حادثة قتل في التاريخ البشري مقتل هابيل على يدي أخاه قابيل قتل كان سببه الكره و الحُب ولم يعرف القاتل كيف يخفي جثة أخيه فأرسل الله الغراب ليعلمه كيف يوارى سوئته.
ظلمنا الغراب حينما نسمع صوته فنتشائم و شكله فننزعج، أنتشائم من مخلوق علم الإنسان شيئا هو جاهله رغم عقله و علمه ظلمناه رغم ما أتى به من رسالة مهمة في وقت حرجٍ لقابيل قاتل آخيه هابيل.
نمر في يومنا وحياتنا بالكثير من المواقف و الأحداث التي تجعلنا رغم الشباب شياب نسب و نلعن كل هذه الأحداث بعضها نستحق حدوثها و بعضها هي ذاك الغراب الذي ارسل إليك ليعلمك درساً لن تتعلمه وسط إزدحام يومك و عقلك المنهك في دوامة العمل و السعي هل يستحق هذا الغراب منا أن نتشائم منه؟!.
نتسابق على الوصول للنجاح و المبتغى المطلوب و نتصارع على حب الظهور و كثرة المعجبين و المتابعين نتزاحم حول المشاهير لنلتقط صورة نتباهى بها أمام الناس، و نسينا أن نتسابق إلى شئ مهم وهو النجاح الداخلي الوصول إلى السلام النفسي السلام المعنوي صدق الحديث مع الذات صدق الصراحة مع النفس اصبحنا نهتم بالظاهر السطحي أكثر من المضمون العميق و نسينا أن عز النجاح هو الداخل وليس الخارج في هذه الحالة نحتاج إلى غُراب يعلمنا كيف نوارى سوئة أفعالنا و تصرافتنا.
ليس كل غراب يمر علينا في الحياة نذير شؤم و موت بل يكون نذيراً لنا لنعلم أننا قد ضللنا الطريق و نحن في طريق الهاوية و كم من إنسانٍ قد هوى بعد الفوات، و لكم في قانون الغربان حكمة يا بني آدم و حواء.
-
مهاب أسامهباحث إعلام مهتم بمجال صناعة المحتوى وعلم النفس الإكلينيكي