أُبعثرُ الكثير من الحروف كيف ومتى أشاء .. وحروف اللغة بجميع مفرداتها لا تُبَعثرُني ...
لا أعلم إن كان هذا شموخاً أم جنون فأنا كجلمودِ صخر تجرد من الأحاسيس لا يؤذيه صوتاً ولا حرفاً ولا دمعاً .. أُكابر في كل شيء .. فلا الألمُ يهزمُني ولا الجرحُ يُدميني .. تتقاتلُ الأحرفَ في مُعْتَرَكِ قلمي ولا يرتَسِمُ منها إلا ما لا يروقني .. ففي أحشاء قلمي الكثير الكثير مما لا يُكْتَب ولا يُقْرَأ ولكنَّ تلك الحروف المشاكسه هي وحدها من تُحَمِّل قلمي ألم المخاض لأنها تتوق للبعثرة فوق صفحات الحياة .. رُغمَ أنِّي لطالما أخبرتها بقساوة العيش إلا أنها عنيدةٌ -كما أنا- لا تطاوعني .. تأبى إلا المجازفَةَ بروحها علّ هناك من يفهمها ولكنها تسقط في نهاية الأمر منهكةً على قارعة الطريق ..كما تلك الطفلةُ "بائعةُ الكبريت" ..
فأعود ثانيةً ألملمُ شتاتهَا وأحشوها في قلمي كرصاصٍ من جديد ، فأسمع نحيبها كلما أمسكتُ قلمي تناديني وتصرخ؛ تألمنا بما يكفي فهل من مزيد ؟
فأشيح بوجهي عنها بعيداً .. كي لا أرى تمزق دمعها بين أصابعي ؛ حين ينطلق سهماً آخر من حروف ظنَّت أنها لن تضلَّ الطريق ..
وهكذا نمضي أنا وحروفي ، في كل حين نعترك لحظة الفراق وفي كل حين تعود لمعانقتي نادمةً على الرحيل .
-
تسنيم العميشاتفتاة لا تؤمن بالمستحيل .. ولا ترهقها المسافات ما دام الله هو من يتولى أمرها^^