علي المحك ، مفرمة الحياة ، لقاء عدالة الله ..
نشر في 11 شتنبر 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
وفي بعضنا نرانا أشد إنبساطاً مما جعلنا الله عليه وقدره لنا ، إن الأنفس تدفن بداخلها ألاف المآسي .. لكن النفس البشرية ماهرة في التمثيل ، تمثل للناس أنها مغمورة في السعادة ، وأن القلب لا يعرف طريق للحزن، ولا الحزن يعرف عنوانه ؛ لو كشفنا الستار عن قلب العامة والتي نظن أنهم سعداء أهنية، لا يشغلون للحياة بال ، لوجدنا من كثرة الهموم سواد يملأ أجسادهم ،
إن الشاب ، وأحدثك عن الشاب فقط بعيداً عن الشيخ الكهل، و المرأة العجوز، و رب البيت ، إن الشاب من كثرة همومه و مآسيه التي تملأ دماغه، يمشي منحني القامة، ليس لمرض ولا لجهد زائد ، لكن لأن كتلة دماغه الغصة في الهموم والملئة بالقضايا التي لا يجد لها نقطة نهاية ، لأن كتلة دماغه هذه ، أثقل من وزن جسده ، وفي بعض الأحيان يضطر أن يساندها بيديه ، كي لا ينكفئ الجسد بأكمله علي وجه الأرض ..
رغم ذلك؛ كما سبق القول النفس ماهرة في التمثيل، تجده كاشفاً عن أسنانه طوال الوقت، الضحكة عرض وجهه ، وطول فكيه ..
ولأن البشرية ثلاثة أنواع
الأول مسالم بالفطرة
والثاني فيلسوف بالتعلم
والثالث مصراع بالإكتساب ، وإحساسات داخلية.
تجد الأول يحمل من الهموم الكافي لإنفجار عقله، وشتات بوصلته ، يصاب بالضغط و يموت بالنقط ..
وتجد الثالث يحمل من فلسفة الصراع ما يعادل الصراع العربي الإسرائيلي .. ينهمك في التخطيط ، ويهلك فيه العامة، يكون علي استعداد ببيع القضية كاملة بكافة أحداثها و أشخاصها كي يكسب بنط واحد لصالحه في حق غيره، ولو كان ذلك بالأستغناء عن حلفاؤه في الصراع ، أو في غير الصراع ممن هم ضحية سذاجتهم و مكره ..
أما الثاني ؛ له فلسفة ف الحياة لا هي الميالة للمسالمة بصورة سذجة، ولا هي الأميل للصراع ، تجده حكيم في قضاياه ، يجعل منها قضايا أساسية تستحق الصراع عليها بطريقة مسالمة حتي لا تندثر معالمها في التهافت.
وقضايا كمالية ، يفوت فرصة إكتاسبها عربون إستميال قلب مُصارع قضاياه الأساسية ..
إلي جانب صفات النوع الفيلسوف ، يوجد له دور بين النوعين الأخريين ، تجده يهدأ من روع المسالم ، ويجعله مسالم أكثر ، لأنه لو حاول أن يكون أي شئ أخر في القضية لفشل، والفشل في هذا الحين سيكون بنوبة حسرة ..
وتجده يهدأ من حدة المُصارع ، بأن يكشف له عن وجه السعادة و السلام بين الناس، والسلام الداخلي، وكم أن لحظة سلام مع النفس، تفوق قيمتها ألف سنة من الصراع ..
يحتوي القانون الوضعي علي قاعدة ( لا يُعذر أحد بجهله القانون ) ولغير الأكاديمين معني القاعدة أنه لا يقبل منك إعتذار مقدم للقاضي او الفاصل ف الامر ، بجهلك بقانون نافذ وقت أن سرت بالأمر علي غير تقنينه .. أي أنه مُباح غير مُجرم ؛ ليس ذلك إنتقال من موضوع إلي أخر للحشو ، لكن علي الجانب الاخر من تلك القاعدة الوضعية، أتساءل هل هناك قاعدة موازية لها في شرائع الله ؟!
لطالما ذكرت الأنواع الثلاث سالفة التوضيح والتي ينجم بينها حتماً مَظلمةٍ،
هل يمكن أن يتذرع أحد من ظلمته وعقابه أمام الله بالإعتذار بجهله أن فعله يؤثر في النفس الإنسانية وينغص عليها عيشتها ، وأن ماكان يعلم بكون الطرف الأخر في الصراع الذي وضع شرطة بدايته و نقطة نهايته ، بات الليالي مهموم يريد الخلاص والموت !!
إن الله عادل ، لا يقبل تذرع أحد إليه بالجهل ، ولا يقبل توضيح أمر هو أعلم به ، الذي جعل من الخراف المتصارعة ، لكل منهما حق علي الأخر في حلبتهم رغم بهيميتهم ، سينصب ميزان الحق ينصر المظلوم ، وينكث الظالم ..
ذكر الظالمين بظلمتهم، وذكر المصارعين بصراعهم ، وإن أنكروا ذلك في حيواتهم ، سل أرواحهم بعد الموت..
هل ما زالت ناكرة ، أم أنها تابت الى الله بعد مساءلتها !..
التعليقات
(حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَطَرٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحُلْوَانِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِيُّ , عَنِ الْمُنْكَدِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنٍ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْقَنَاعَةُ كَنْزٌ لا يَفْنَي " . رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صل الله عليه وسلم نبيا ورسولا.