إنها ليست أول مرة ، كما أنها ليست أول العجز ، حدث وأخبرتك ذات ألم أنني أعي تماما كل ما حولي لكنني أعجز تماما أن أعبر عن شعوري الوقتي ، حيث تنهال عليَّ جيوش الظلام لتُحكم العتمة في رأسي المليئ بما أريد قوله لك تحديدا.
وكم حاكمت رأسي الذي يتلقى ظلامك بل وكم جادلت رأسي الذي يحتفظ بما فيه رغما عني وحين تذهب، كم يكون السرد سهلا في محاريب وحدتي، لكأن أمنياتي التي تصيغها أفكاري مرة بعد مرة هي الأخرى تحتبس هناك، حيث ذات الظلام حيث الفكرة المحتبسة في سراديب الغفلة المؤقته والموت المؤقت.
من غرائب الأحاسيس هي أحاسيسي حيث تهجرني الأحاسيس ذاتها في لحظات وجودها، بل وتختطف مني تلك القوة التي تساند ترنح وقتي الباهض، فكيف إذا تتدفق في أوقات إنكاري لها وتتوسل إلي أن آخذها لنفس النقطة التي تقف عندها حائرة.
لن أتلقى بعد الآن أي أمنية تريد مرافقتي نحو مكان ستخذلني جهاته، ولن أصدق يقيني بعد الآن، ولن أقرأ بتركيز في أوراق التاريخ حتى لا تكبلني قوانين لغتي المنسية وحتى لا تطالبني الوقائع بوجودي، لأن ذاكرتي لا تحتملك كما أنها لا تحتمل أي معلومة جديدة تسير بها نحو ضوء الأمس.
لقد رأيتها اليوم مكبلة ترفض أن تأتيني بتلك الحروف التي استودعتها إياها ومع أنها تعلم تماما كم أنا واعية لكل ما كان إلا أنها تتلوى داخل قيود محكمة، وأنا أراقبها بهدوء . أنا أيضا مكبلة ايتها الذاكرة النقية ، حاولي أن تخبريني كم من الوقت تريدين؟ ، أو فلتخبريني هل ستكونين معي؟، أو حتى وضحي لي كم ستبقين بين تلك السلاسل؟