نهضت من غيبوبتي التي طالت كثيراً،
نظرت إلى نفسي في المرآة و لم أعرف نفسي،
لست أنا
أين أنا ؟
طبطت على كتفي مهدئة إياي
وقفت
صنعت لنفسي فنجان قهوةٍ ثقيل "يقند الراس " كما يقال
طلت سماعتاي، بدأت أسمع احدى الأغاني
وضعت نظارتي التي أرى العالم من خلالها
أحضرت حاسوبي المحمول لأتحدث إلى من تقبلتني كما لم يتقبلني أحد
لا أعلم بأي عين سأتحدث اليها فأنا لما أحدثها من زمن بعيد
و على الرغم من هذا كله فانها لا تبالي أبدا، على عكس الجنس البشري
فهي لا تعاتبني، تتقبلني بكل سعادة
تحتضني بوسع و مدد كلاماتها
تظلني بكينونتها الخاصة التي لم يمتلكها أحد
أأتسادلون لمن سأتحدث؟
للكتابة ...
فهي كل ما تبقى لي ..
و إليها أقول ..
لم يتقبلني أحد كما تقبلتني أنت،
تقبلتني ببؤسي و حزني الذي لا يفارقني
تقبلتِ عنادي المتوحش
تقبلتِ كبريائى الحاد
تقبلتِ انزوائي و وحدتي ..
لم تتقبلي فقط، بل استقبلتي و رتبتي كل صعبٍ و جعلته هين ..
أحزم حقائبي الآن إلى بداية جديدة لا أملك من أمرها إلا الترقب و الخوف ..
و لا أخذ معي إلا قلبي،
ما خطه قلمي
و قلمي ..
فهذه الأشياء هي كل ما أملك في غربتي ..