أشتهي بيتا صغيرا منتصبا كالحلم بين البحر والغابة
صخب، صخب !
نشر في 29 ديسمبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
صخب المدينة، دخانها وضغوطها تصيب روحي بالإنكسار. عنصري الشفاف يتعرض كل يوم للخدش. .يكتسيه لون رمادي كذلك الذي يصيب الرئتين جراء التدخين المتواصل. حتى عندما أضع رأسي على وسادتي أنشد النوم، يظل الصخب ملازما لي، تتردد أصوات النهار في سمعي وكأن رأسي سوق ممتلئ بضجيج الباعة الجائلين ..طواحين من الالتزامات تهصر وتدق إرادتي. .مجرد التفكير بأن أشياء مؤجلة تنتظرني يجعل يومي بطعم المر من بدايته ..
ما أجمل أن تستيقظ من النوم ،وتشعر أنك ترفل في الفراغ!
ويال العجب ! الفراغ صحي بشكل لايصدق! الفراغ نعمة من الله !
لم أكن أعلم بأن مجرد الشعور بأن أجندتي فارغة قد يدخلني في متعة لذيذة لا توصف.
لم أكن أعلم بأنه سيأتي اليوم الذي أتمنى فيه بيتا صغيرا ،بعيدا عن المدينة وصخبها ..بيتا بحديقة متوسطة الحجم أزرع فيها ما شئت من أزهار وأغراس. .وأن ذلك سيكون حلما، بل ترفا. .
الآن وقد جرعت ويل اللهاث وراء أشغال لا تنقضي، اليوم وكل يوم ، أحمل على كتفي صلبانا من الأعمال التي تتناسل عملا وراء عمل، مع الشعور المتواصل بأن هنالك شيئ لم أقم به بعد، وذلك الشعور الدائم بأني هاربة من شيء يتعقبني..
لا عجب أن نسبة الاكتئاب في تزايد مستمر ..إنها لعنة المدنية التي تبتلع أجمل أيام عمرنا ،وتتقيؤنا كُهلانا لا نصلح إلا للقبر.
-
عائشة إبراهيم"إذا تمَّ العقل نقص الكلام"
نشر في 29 ديسمبر
2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022
.
التعليقات
Dallash
منذ 5 سنة
أما هذا المقال فقد عجزت عن إيجاد كلمات توفيك حقك فيه اخت عائشة وساوجزها بكلمة واحدة "ابدعت "
1
ابراهيم محروس
منذ 6 سنة
ليس بجديد هذا الابداع على أهل المغرب
فكلنا نفتخر بهذه الأقلام القادمة من المغرب ... كما ( ذكرت أستاذة فوزية ) ... ومن خلال متابعتي للمنصة لاحظت أن( نسبة) ليست بالبسيطة من الكتابات الجميلة والرائعة قد خطها كتاب ( أفاضل من المغرب ) ... فورية لهلال... سلسبيل.. الأستاذ الفاضل أقباس.. حبيبي الفنان عبد الغنى.. وكثيرون ..لا أستطيع ذكرهم كلهم لضيق المقال (حتى لا يزعل منى احدا ) ..فتحية لكل كاتب مبدع سواء كان من المغرب او من أي بلد عربي شقيق فكل كتاب المنصة مبدوعون بامتياز ...دام قلمك عائشة
فكلنا نفتخر بهذه الأقلام القادمة من المغرب ... كما ( ذكرت أستاذة فوزية ) ... ومن خلال متابعتي للمنصة لاحظت أن( نسبة) ليست بالبسيطة من الكتابات الجميلة والرائعة قد خطها كتاب ( أفاضل من المغرب ) ... فورية لهلال... سلسبيل.. الأستاذ الفاضل أقباس.. حبيبي الفنان عبد الغنى.. وكثيرون ..لا أستطيع ذكرهم كلهم لضيق المقال (حتى لا يزعل منى احدا ) ..فتحية لكل كاتب مبدع سواء كان من المغرب او من أي بلد عربي شقيق فكل كتاب المنصة مبدوعون بامتياز ...دام قلمك عائشة
2
"
منذ 6 سنة
فخورة بهذا القلم الجميل القادم من المغرب الذي أحب..ذكرتني بكتاب قرأته عنوانه: créer le vide dans votre vie..القراءة لك متعة..عبرت عني بشكل كبير لم أحب يوما العيش في المدن الكبيرة..ولا الإزدحام..ولا العيش في مساكن تطل على بعضها..أن أسرح بصري فأجد الخواء أمامي ..أن يعزفني الهدوء لحنا..وأستلقي في كسل فوق عشب يتنسمني ويعتني بي..دمت في حب وفي..فراغ!
3
حياء حياة
منذ 8 سنة
وعائشة دائما تأتي بالفكرة الجديدة, من الفراغ القاتل للفراغ الصحي ولك كل الحق لم نعد بحاجة لكل الصخب الذي تكدست به برامجنا, نريد فراعا من كل شيء.. واقول اني اشتهي ذات شيء* بيت صغيرا منتصبا كالحلم بين البحر والغابة* دمت مبدعة..
5
Azzam Abu-Alhamam
منذ 8 سنة
أعجبتني هذه الخاطرة التي ترتقي لمستوى القصة القصيرة... فكرة ان يكون الفراغ نعمة..طالما استهوتني وأنا أقطن المدينة منذ سنوات طويلة.. وهذا لأني خبرت حياة القرية في مطلع طفولتي وشبابي..((ويا للعجب !الفراغ صحي بشكل لايصدق! الفراغ نعمة من الله !)) أشكرك
3
بسمة
منذ 8 سنة
الفراغ نوعان : فراغ قاتل وفراغ لذيذ ،
في زحمة حياتنا نتمنى ان يكون لدينا وقتا لنمضي فيه مع ذاتنا ونمارس مانحب، نتمنى هذا لأننا لانمتلكه ،
والفراغ القاتل هو لمن ليس لديه عمل او شيء يقوم به ، يشعر بالضيق والإكتئاب والملل ويتمنى ان يكون وقته مزدحما بالاعمال والأشياء الجميلة فقط لأن وقت فراغه يضايقه ويصيبه بالسأم والملل ....تحياتي
في زحمة حياتنا نتمنى ان يكون لدينا وقتا لنمضي فيه مع ذاتنا ونمارس مانحب، نتمنى هذا لأننا لانمتلكه ،
والفراغ القاتل هو لمن ليس لديه عمل او شيء يقوم به ، يشعر بالضيق والإكتئاب والملل ويتمنى ان يكون وقته مزدحما بالاعمال والأشياء الجميلة فقط لأن وقت فراغه يضايقه ويصيبه بالسأم والملل ....تحياتي
5
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
مجدى منصور
منذ 4 أسبوع
د. محمد البلوشي
منذ 5 شهر
جلال الرويسي
منذ 11 شهر
ابتسام الضاوي
منذ 12 شهر
مجدى منصور
منذ 12 شهر
Rawan Alamiri
منذ 12 شهر
مجدى منصور
منذ 1 سنة
ما بين التثقيف والتصفيق فى الجمهورية الجديدة!
دائماً ما كانت «الأنظمة» تستخدم «المثقفين» للترويج لأعمالها ومشروعاتها(هذا إن افترضنا أن هذا النظام يمتلك مشروع بالفعل)، ولكن فى الماضي كانت هناك أنظمة «عاقلة» ومثقفين «موهبين» قادرين على الحفاظ على الحد الأدنى من «الاحترام» والمعقولية فى «الطرح» و فى مستوى
ابتسام الضاوي
منذ 1 سنة
مجدى منصور
منذ 1 سنة
محمد خلوقي. Khallouki mhammed
منذ 1 سنة