في فجر الجمعة الأولي من رمضان تنفلت بعض الكلمات علي أوراقي عنوة بحديثي عن ذكرياتي مع رمضان فلا أتوقف عن كوني مُحبة لشهر رمضان ..
رمضان ..حيث ميلاد جديد لكل ذكرياتي السالفة .. ولكل مشاعري نحو ماضيا الذي هو جميل ..ولأشخاص أماكنهم شاغرة الآن...
وموت وقتي لكل همومي وأحزاني الحاضرة ....
أتذكر ما أتذكر حينما بت أدرك معني رمضان ..قد كان عمري حينها يقارب السابعة وشعرت بتلك البهجة اللامنتهية ...
كان رمضان حينها يأتي في شتاء قارص في ديسمبر وقد كان الشتاء يصاحبه الثلج الأبيض أحيانا ...
حينها فقط كنت أحب الشتاء وكنت أحب الحياة ..حيث لمة رمضان التي تتكون من ستة أفراد كانت لي بالدنيا كلها وبكل الأشخاص من حولي ...
عودة أبي ومدي شغفي بعودته وحينما يستدعيني لأسرد إليه تفاصيل يومي ..فأشكو إليه أحزاني ومخاوفي بكل ثقة.. وكلماته التي لا أنساها وجرعات الأمل التي لا زالت تراودني إلي الآن حينما أقارب الوقوع ...
أحزاني الصغيرة حينها ..التي أدركت الآن أنها لم تكن أحزان أبدا..فلم أكن أخشي البكاء إلي أبي وأمي حينها ..الآن أحتفظ بالجزء الأكبر من حزني لنفسي وفقط...
تلفازنا السوني وقتها ذو القناتين التي قد تزيد إلي القناة السادسة بحسب الإرسال ..
مسلسل بكار الذي هو رمز لطفولتنا .. ولا يمكن أن أنسي فوازير عمو فؤاد ..ولا مسلسل الصغار ظاظا وجرجير ...
إعلانات الصغر التي لا زالت تستوقفني إلي الآن كلما صادفتني في فيديو ..
ولا زالت دقات طبلة المسحراتي تستهويني .. لازلت أحب زينة رمضان وبشدة ..جيران الصغر وأصحاب الصغر ...
ومازال عشقي لرمضان كطفل صغير .. ولا زلت أهوي كل ذكري قديمة تخصه ...
وأود لو أنني أستطيع أن أستوقف الزمان أو لأعود أنا إلي الوراء تاركة خلفي دوامة الكبر والشباب وأحلامه البعيدة وطموحاته التي لا تنتهي ...فذاك الوراء أحبه وبشدة قاتلة...
ذكريات وذكريات .. وأشخاص لا وجود لهم الآن إلا في محض ذاكرتي الواسعة ..التي لا تكل أبدا عن امتلاءها من صنع الذكريات ..ومن خلق الحنين بل وميلاده من جديد...
فكل الأشياء تتغير بي دوماً ..وشغفي دائماً في تباين مستمر ..فهو يقل تجاه أشياء ويزداد تجاه أخريات.. إلا حنيني إلي الماضي فهو دائم التزايد .....
ومني برقيات اشتياق كثيرة لأشخاص الماضي.. ولحظات الماضي .. ولكل تفاصيل الماضي المُرة والحلوة معاً.. لأنني أدركت جيدا بأنها لم تكن مُرة قط...
فحينما كان أبي كانت الحياة سلسلة جداً .. وحينما رحل أبي أدركت جيداً معني الفقد وقد كان كل فقد من قبلها شئ وقتيّ بالنسبة إليّ.. أما فقدي لأبي فهو فقد طويل الأمد لجزء أساسي لرحلتي.. ولذكرياتي ولركن أساسي في حياتي و ظل جزء بقلبي مطفياً للأبد ...
ذاك الجزء يؤلمني حينما أتذكر..وتتوالي بي السنوات فتصبح الذكريات جميلة ومؤلمة رغم جمالها ...
ولا أتوقف عن كوني طفلة في عبق الماضي .. ولا أتوقف عن تذكري ولن يكل حنيني أبداً..
فلقد خلق الحنين لمثلي حتي يهون علينا صدمة الفقد تدريجياً إلي أن يصبح عابراً مع الوقت لكنه لا يُنسي أبداً ...
أهلاً رمضان للمرة السادسة والعشرين بحياتي ..ولسنوات عديدة في حياتي......
بقلمي : إيمان فايد
طبيبة بشرية
4 من رمضان 1441 هجري
الجمعة: 16 من أبريل 2021
-
Eman Fayed5Th Year Medical Student..Faculty Of Medicine ..Tanta University..Egypt writtting..reading❤️❤️ Article Writter..veto gate..