في كتلة من الماضي انشق الرفق عن الخصام وباتا على زعل..لم يكن بامكاني الصلح بينهما لأني أنا صاحبة الود بينهما، سافر الحنين بالقرب من قاربي نحو مدينة الأحلام الزاهية، تربعت الكلمات حولي بآهات متتاليات، فترنم الحزن يخاصم الخصمين السابقين، واحترت أكثر كيف لي أن أحترم مسافة الأمن بينهم كلهم، ساورتني فكرة أن أبقى مكاني ولا أنصف طرفا، فكلمتني الذكريات في خجل:
كيف للجميع أن يتذكرك كما أنت وفيك الاصرار أن يتذكرك من عرفك كما أنت؟، لم أقصد فهم معنى كما أنا ،لكني فعلا وجدت صدى العبارة في صوتي الداخلي يغازل خجلي ،نعم ..طلبت من الجميع أن يتذكرني كما أنا ،بلطفي ..بطيببتي ..بشموخي ..بآلامي..بأخطائي..بأفراحي وان قلت، يختلج بداخلي حجم الغربة التي أعيشها مع الغير لكن أن يتذكرني المغتربون كما أنا فهذا فخر لي يشعرني بسعادة كبيرة لأني لم أتغير عندهم رغم بعد المسافة وتهاطل الظروف وتنوع المشاكل..فأن يتذكرك العارفون كما أنت هو خلاصة لضميرك الحي الذي أبقى صورتك لديهم كما هي ولم تتغير، حتى لو تغيرت تقاسيم وجهك وطباعك وملامحك..واختفيت طويلا عن الأنظار..لكن من حين لآخر ستعود للأذهان بنفس النمط الذي تعودوا فيه رؤيتك..فجميل أن لا أتغير في أذهان من عرفني والأجمل أني ترسخت مع الذكريات في خانة الانتضار الى حين اللقاء وجها لوجه معهم...شوق كبير يساورني..وسأعيشه يوما ما..أكيد وباذن الله تعالى.
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية