نزل محمد من سيارته (الأحدث موديل) ليرى السيارة التي اصطدمت به من الخلف , فوجدها سيارة زميله منير , والذي كان يعرفه منذ أحد عشر عامًا , منذ أن كانا بالثانوية العامة حتى تخرجا من كلية التجارة وإدارة الأعمال , لكنهما تفرقا وانقطعت أخبارهما حتى جمعهما الحادث

وبعدما جلسا على المقهى يتناقلا أخبارهما , وجد محمد أنَّ منير  يعمل بأحد الشركات (عن طريق صديق والده الذي يعمل مديرًا بأحد الأقسام) وأنَّ راتب منير بعد خمس سنوات بالكاد يساوي 20% من راتبه , وعندما سأل منير مستنكرًا عليه ما هو فيه , وجد أنَّه  منذ تخرجه لم يأخذ أي كورس أو دورة في مجال تخصصه أو أي مجالٍ آخر

فتذكر محمد هذه المقولة (( التعليم الحكومي سيجلب لك الوظيفة أما التعلم الذاتي سيجلب لك الثروة )).

تقول أحد إحصائيات إدارة الأعمال (( يجب على المرء أن ينفق من 10%:20% من دخله لتطوير ذاته ))

, وهذا من أسرار نجاح الشركات العالمية والأفراد واسعي الشهرة .

فإن كنت خريجًا جديدًا , فاعلم أنَّ طابور التوظيف في الشركات كبيرًا جدًا , وفرصة حصولك على عملٍ يُرضي طموحك , ويشعرك بكيانك  , هو تطوير ذاتك , وعدم الاكتفاء بما أخذته في دراستك.

وإن كنت تعمل بوظيفة منذ سنواتٍ , وأنت على حالك لم ترتقي , فاعلم أنَّ تعلمك الذاتي هو سبيلك لتغيير وضعك للأفضل , وتذكر الحكمة التي تقول (( إن لم تتقدم تتقادم ))

وإن كنت مديرًا لأحد الشركات , فاعلم أنَّ نجاح شركتك ومؤسستك , فيمن طوَّر نفسه , ولم يظل على حاله منذ تخرجه .

وإن لم تكن ممن سبق ذكرهم , فاعلم أنَّ تطويرك لذاتك , بعيد عن الوظيفة والمال , هو وسيلتك لتطوير فكرك , وأسلوبك , ونمو عقلك , وهو سر هذه الحكمة ((قلت مرة لشيخي : قرأت الكتاب ولم يعلق شيء منه بذاكرتي ؟ مدَّ لي تمرة وقال: أمضغها , ثم سألني : هل كبرت الآن؟ قلت: لا , قال : ولكن هذه التمرة تقسمت في جسدك فصارت لحمًا وعظمًا وعصبًا وجلدًا وشعرًا وظفرًا وخلايا!!

أدركت أنَّ كتابًا أقرؤه يتقسم , فيعزز لغتي , ويزيد معرفتي , ويهذب أخلاقي , ويُرقِّي أسلوبي  ولو لم أشعر)).