ارتقي بجرحك فالغد يسكن ألمه - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ارتقي بجرحك فالغد يسكن ألمه

سميرة بيطام

  نشر في 30 يوليوز 2017 .

في سيرة كلام قالوا عن الصامتين هم بلا ارادة لنزع اللوم عن اتهامهم بالتحفظ ، و في صرح العبقرية جرح ينزف منذ سنوات ولم يشأ الفاعلون تضميده ، سأقول لك أيها العبقري قولا يليق بكبرياء نصرك أن الارتقاء بطبعات الجراح هي حضارة فذة لا يعرف بعدها إلا المتألمون ، المعذبون ، المقاومون و المستميتون لنصرة حق ، سألبي لك قسطا من الاقتناع ان شئت في جلستي خلسة عن نظر الفضول الذي يزعج لحن يقيني أن الغد أفضل بكثير ،سمعت ردا على هذا اليقين أنه مجرد حلم و لا يمت للحقيقة بأية صلة ، سأنقل لك روعة أخرى في الثقة بالله أن ما هدمته أياد عبثية ستصلحه أياد تعشق الموت في سبيل الكلمة الصادحة بالحق ، لأنها زلزال رفيع التأثير لكل من يعيث

 فسادا في صرح الاعمار..

الى متى ستبقى تتألم ؟ ، الى متى ستنتظر عفوا و تصحيحا ، لن يحدث ما تتمنى فامض في صرحك العتيد مركزا على الشموخ العالي الهمة ، لا تلتفت و لا تنتظر اتصالا من أحد ، الغ كل أماني السراب أو ارم بها في بحر النسيان ، فهي لن تليق بك أبدا ، اختر لك الانكفاء لترتقي، فبعد الانزواء في ركن التحضير للصعود المتألق هو جهد جديد في سجل انجازاتك ، و اترك الجراح العميقة للزمن يلطف جو الألم منها ، لا تخش لومة لائم و لا تتعثر لتجريح قاس ، هنا تعرف أنك مميز و كفء و لامع ، هنا تتعلم كيف ترتقي بنسفك بعد كل عثرة بل بعد كل هفوة لسان منك حينما أحببت بصدق، هي هفوة للأسف لأنك لم تحسب حساب عشق النفس للانتقام من عقدة النقص التي لم يجد محبوبك بدا و متسعا ليتنفس من ثقل سيرة عطرة لشخصية قوية و جوهرة رائعة في الأخلاق.

فحينما يتعلق الأمر بالجمال و الصفاء و التميز و الصدق الكل لك أعداء بعد أن كانوا لطفاء في شعر المدح لك ، و لو كنت شبيها لطباعهم لنلت المدح و الشكر و الحب المزيف لأنه لمصلحة عابرة ، فأيهما ستختار في زمن المادة بالمادة و المصلحة بالمصلحة و ليس لمكارم الأخلاق مكان في مزاحمة الرداءة لنيل الأهداف ووصول المراتب حينما لم يكن في ذلك معيار للاختيار و لا ميزان للتمييز.

لك ان تختار أن يكون المقربون لك أعداء ، هو تمثيل ظرفي فقط لأن الحاجة ستعيدهم لك يوما ما و أفضل أن أرتقي في تحليلي لأقول لك : لأنهم ببساطة لن يجدوا شبيهك في الوفاء و الاخلاص.

نم و ارتح و رتب أوراق غدك و لا تبالي لما حدث في أمسك أو ماضيك لأنه ولى و لن يعود بأخطائه و أحزانه و ذكرياته السلبية ، كنت مخطئا أي نعم و كنت كريما جدا أي نعم بل كنت طيبا كثيرا نعم ، ليس عيبا أن تكون كذلك و لكنك مع أناس لن يحتفظوا بتلك المكارم لأنهم تمردوا و دخلهم الغرور بحجة أن لم تعد مثل ما كنت و أنت مثل ما أنت لم تتغير ، فكل ما في الأمر أنك تريد لهم الخير لكنهم فهموا أنه ضغط عليهم ، لك مني أن ترحل في الحال و تلتفت للانجاز ، فغدك أنت تصنعه و مستقبلك انت من تزينه و ماضيك أنت من تطويه و حاضرك أنت من سيعيشه فاعط لكل زمن زمانه و اطو ملفات أثقلت كاهلك و لا تفتحها مجددا إلا لتسامح أو تعطي دروسا في الأخلاق ، و هنا تكون قد تركت بصمت انسان قوي الشخصية صلد الطباع ثاقب النظرة ، و الألم أنت من تسكنه حينما تكون متيقنا أن الغد أفضل بإذن الله ، و سيكون كذلك لطالما وثقت في الله.



   نشر في 30 يوليوز 2017 .

التعليقات

Abdou Abdelgawad منذ 7 سنة
كلماتك نظرة اجتماعية فلسفية عميقة لواقع مؤلم يتطلب الصبر والبحث عن أدوات النصر والتفوق فى الذات ودون التأثر بالماضى أو بمايحيط بنا من يأس وإحباط -مقال عظيم
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا