من منا لا يذكر ذلك السؤال الذي سمعناه مرات ومرات عديدة عندما كنا أطفالا صغار، ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ فنبتسم ببراءة ونطلق العنان لمخيلتنا الفتية ثم نجيب بسذاجة كل حسب حلمه الصغير: مهندس.. محامي.. مدرس.. طبيب.. وها قد كبرنا وصرنا نحتاج طبيبا ليسكن وجعنا ويرمم ما تبقى من طيف ذلك الحلم، شاخت سنين اعمارنا ولا زال ذلك الطفل بداخلنا يبكي على ما خاب من آمال واحلام.

انها البطالة ياسادة، نار تحرق طموح الشباب وتهدم الأحلام والرغبات بداخلهم، وتحول الشباب الى قنابل موقوتة، حيث يلجأ الكثير من الشباب العاطلين عن العمل  إلى السرقة لتوفير لقمة العيش، وقد تجعل البطالة الشباب يشعرون بالنقمة على بلدانهم وحكوماتهم بحجة أنها لم توفر لهم العمل فيندثر عندهم الشعور بالانتماء والوطنية مما يدعوهم الى معادات الدولة واحيانا الانجرار نحو الافكار الارهابية او حتى الى الانضمام للجماعات الارهابية والتكفيرية، وقد تدفعهم البطالة الى الانحراف وتجارة الممنوعات لتوفير لقمة العيش، وكل ذلك يتسبب في زعزعة أمن البلاد.

ناهيك عن حالات الانتحار الذي يذهب ضحيتها الاف الشباب بسبب البطالة والفقر.

تختلف الأسباب المسببة للبطالة وتتعدد نتائجها وتتفاقم مخاطرها يوما بعد يوم وكمواطنين وأفراد نشاهد الحكومات تقف مكتوفة الأيدي امام مشكلة البطالة، ولا يسعنا سوى ان نتسائل الى اين وإلى متى؟

يجب على الحكومات العربية ان تتعامل مع مشكلة البطالة بجدية ويجب عليها السعي بكامل طاقاتها الى توفير فرص عمل للشباب.

في الوقت الذي تقف فيه الدول العربية عاجزة على ايجاد حلول لمشكلة البطالة، تقوم الدول الغربية المتقدمة امثال السويد والدنمارك وغيرها بالتفكير بجدية في مشكلة البطالة وأيجاد حلول لها.

هناك الكثير من الحلول للقضاء على مشكلة البطالة يتم تطبيقها في بعض البلدان الغربية المتقدمة من هذه الحلول:

١- استثمار بعض الاموال من خزينة الدولة في اقامة مشاريع ومؤسسات يعمل فيها العاطلين عن العمل وتمنح الارباح كرواتب لهم.

٢- اتجهت بعض الدول الى انشاء صناديق وطنية لجمع التبرعات من المواطنين العاملين ومنحها كرواتب للعاطلين عن العمل بشرط ان يقومو بأعمال تطوعية للصالح العام ولخدمة المجتمع، الى ان يجدو وظيفة.

٣- تنجه بعض الدول المتقدمة الى منح الشباب قروض طويلة الأمد وبدون فائدة لتمكينهم من اقامة مشاريعهم الخاصة كالمصانع والشركات ومشاريع اخرى من شأنها توفير فرص عمل لهم علاوة على المساهمة في ازدهار وتنمية الاقتصاد.

وهذه الحلول من شأنها القضاء على مسكل الفقر والبطالة نهائيا.

من الرائع لو حذت الحكومات العرببة حذو حكومات الدول الغربية المتقدمة، تلك الحكومات التي تسعى جاهدة في التفكير لحل مشكلة البطالة على عكس حكوماتنا العربية.

من المؤلم ان تكون احلامنا حقوق في البلدان المتقدمة فهناك العمل حق وليس مطلب، في تلك البلدان التي تحترم الانسان وتحترم حقوقه وتحترم حقه في العمل.