كل منا ينصت لعالمه الخاص، ويطبق ما قد تعلمه طيلة حياته، انهمرت عليه الأولية لخضوع لنظام أسسته أجيال سابقة بتفكير سابق أيضا، فالغريب في الأمر أن نبقى على نفس المنهج لأعوام عديدة، تكاثرت فيه هيمنة الماضي على استراتيجيات تستعصي بروز الإكتشاف والإبداع، فمن الغريب غياب الإبتكار خصوصا عن شباب يمتلكون مفتاح النهوض بالمجتمع من جديد، لست ضد الأجيال السابقة، لكنني مع أن يعيش كل جيل مع توقيته ومع أفكاره التي تستحوذ عقولنا والتي يجب أن تكون موجودة في مجتمعنا لكي يضمن سير الأفكار الجديدة، وبروز شعب يحمل المسؤولية بمعنى الكلمة.
ما نراه اليوم كمنظومة التعليم يجعلنا نخاف أن نتعايش معه، كأنه يلزم علينا البقاء في نفس المكان طيلة مشوارنا، يغلق علينا أبواب التجديد لخلق نظام مهيأ لشعوب القادمة، فمازلنا نرى أفكار الثمانينات في وقتنا الحاضر، رغم أن الإختلاف مستحوذ على جميع النطاقات لكنه في التعليم وهيمنته على الطالب يغلق علينا كل الأبواب، فمن العيب أن لا تكون هناك التجديدات في النقط التي تجب أن تدرس، فالعلم شيء متجدد باستمرار، لا يمكن الحصول على نتيجة إلم نكن مع كل المتغيرات.
أين هي الأفكار؟ وأين هي الرغبات؟ ألم يكفي أن نكرس أنفسنا لكي نصبح مؤهلين كشباب في المجتمع، صرنا نخاف الفشل لكي لا نقع في شباك الخسارة، آلات استمدت من منظومة تعليم فاشلة، آلفين وعشرون على الأبواب، لكننا لا زلنا نتبع الدول في كل شيء نقومه، ليست هناك إستراتيجية من محور المجتمع وقدراته، بل نتبع العالم لنتسمى أننا من الدول المتقدمة، نسينا كيفية الإبتكار، حتى أصبحت كلمة باتت تختفي من قاموسنا، لكي نصبح على شكل جماد ينتظر حركة من الآخر من أجل التعايش.
غياب التنظيم والتفكير ولد لدينا تأخيرا كبيرا في نطاق واسع، فمثال الطالب يتمثل في معرفته الكامنة في المجال الذي يدرسه، فكنظام دراسي يحمل مسؤولية الكاملة لتوجيه الطالب على الصعيد المعرفي للتطوير وجودة الدراسات والفروع التي يطبقها مستقبلا.
رغم المبالغ الخيالية التي تقوم بها الدولة لتعيين النظام الدراسي، إلا أنه يبدو ضعيفا أمام النتائج البائسة التي نراها اليوم، أظن ان المال لا قيمة له إن كان المنهج ضعيفا جدا ولا تغيير فيه، فالعجز المعرفي والثقافي ولد هذه النتائج التي برزت في تكوين مشاعر الخوف لمواجهة التحديات التي قد يقابلها الطالب في مجتمعه.
فرغم كل هذه الإستراتيجيات تشكلت لدى الأشخاص عجزا في الإكتشاف ما يروجه ميدانه الدراسة، كانه وجد سببا في الكسل والخمول، وإنتظار كل شيء من الجامعة والدولة، فهذا غلط كبير لأنه جعلنا أن نغلق أنفسنا في تلك القوقعة التي جعلتنا متأخرين دائما، زيادة على ذلك التأخر الذي يعرفه نظامنا الدراسي.
التعليم الذاتي مفتاح للنهوض أكثر في المجتمع، فهو يفتح لك أبوبا للتعلم أكثر والبحث دون الانتظار من يأمرك بما يجب عليك القيام به، فأنت كطالب يستحسن عليك تطوير نفسك بنفسك حين تغيب الأساسيات، فهذا الذي يمنح لك اسم الطالب الباحث الذي يريد التعلم، الذي يريد الوصول إلى مبتغاه دون السعي لإنتظار من يقودك لذلك، تجعل منه تحديا بينك وبين نفسك، للنجاح وسط كل العراقيل.
أما إذا لحظنا الجانب الإيجابي فهو يمكننا من أن نكون متميزين بطرق مختلفة وإبتكارية عبر البحث والعثور على إسترايجية تكون قريبة من أفكارنا، فالخضوع لنفس المنهج أمر ممل أحيانا، فبما أننا موجودون فلكي نسهل علينا الإبتكار عبر خلق طرقنا الخاصة للسعي لما نسعى إليه نحن ليس لإرضاء الآخرين، فرغم كل شيء أظن أن المواقف الصعبة تولد لنا قوة خارقة للتحمل وللوصول.