من غير المعقول أن يسعى الانسان العاقل إلى ما يتعبه و لكن هذا يتبدل عندما يصاب بما يسمى بالحب و بالرغم من عدم توفر علاج لهذا الأمر فإنك تجد العاقل قبل المجنون يقبل على أن يشرب من الحب كما لو أنه لم يشرب منه منذ ولدته أمه و إنه لمن الجدير بالذكر أن نتذكر أن الحب من أكثر الأمور التي تسبب الإدمان إذ إن من يتعاطى الحب بجرعات صغيرة جدا فإنه لا فرق بينه و بين متعاطي الممنوعات إلا أن متعاطي الممنوعات يكون أكثر وعيا من متعاطي الحب، و إن من أصعب الأمور التي من الممكن للمرء القيام بها في هذه الدنيا القصيرة هو أن يمتلك الشجاعة الكافية لكي يخبر الطرف الآخر بحبه له و إن هذا يكلف المحب ما لا يمكن تخيله و ما لا يدركه المحبوب أن المحب قد قدم له ما لا يمكن وزنه بالذهب إذ إن المحب قد حبه و في هذا الحب تكمن الثقة و الطمأنينة و السعادة و الكثير من الأمور التي لا توزن بذهب الدنيا كله ، و من اعراض الحب أن يتغير مزاج المحب حسب مزاج المحبوب و في هذا الكثير من التفاصيل و لكن عندما لا يلقى المحب جوابا على حبه فيصير الحب تائه و ضائع بلا و جهة و لا مستقر و بالتالي فإن الحب يصير كالطفل الذي فقد والديه في نفس اللحظة إذ أن المحبوب لم يحتضن ذلك الحب القادم من المحب و المحب غير قادر على تقبل الحب الذي خرج منه و يتبرأ منه الا اذا اعترف المحبوب بذلك الحب فعندها فقط يصبح الحب طفلا سعيدا بوجود والديه .