منتهى البرودو اللامبالاة
حسن غريب
في اليوم الثاني من أيام مؤتمر أدباء أقليم القناة وسيناء الثقافي بمدينة الاسماعيلية الجميلة باريس الصغرى وعروس القناة ركبت السيارة البرتقالية اللون المنمقة و التي تميزت محافظة الاسماعيلية بها .
ركبت أنا و صديق لي تعرفت عليه أثناء تواجدي في المؤتمر .
وإذا بنا بمجرد جلوسنا ،يشغل السائق أغنية هابطة جداً ومسفة جداً ،و يتوه طرباً مع كلماتها،دون الالتفات إلي الحالة المزاجية لمن معه .
أوحتي نفسيته... وإذا بي في لحظة لا أستطيع أن أمنع نفسي من سؤاله :
* هل أنت معتاد علي تشغيل الأغاني هكذا مع كل الركاب؟
فرد بسذاجة ووقاحة وكأنه حق مكتسب له :
# نعم و ما العيب في ذلك؟
* كيف يكون الحال إذن مع من لا يتقبلون هذا النوع وهذا الضجيج والصخب الذي تسميه غناء.
# المعترض ينزل من التاكسي يا أستاذ
* عزيزي أثناء ركوب العميل معك .. أنت و التاكسي مؤجران له .
ومن حقه أن تحترم حالته المزاجية .. وهذا لا يمس الأغاني الهابطة والتافهه ، فقط بأي شئ تشغله في مذياعك .
فرد بغباء ووقاحة متعاطي البانجو والترامادول بقوله :
من يعترض علي سماعي للأغاني الممتعة دي فلينزل من سيارتي
# و ماذا عن حالتي أنا ... هل أمشي علي مزاج الراكب ؟
وقد فعلتها مع صديقي و اعترضنا علي ذلك ونزلنا من السيارة ، مع سيل من الألفاظ البذيئة والمتدنية من ذلك السائق المنحط خلقياً وأخلاقياً .
لابد من اصدار قرار جرئ من المرور يمنع أي أغاني تذاع عبر أي سيارة أجرة ومن يخالف ذلك يعاقب عليها ... لكنه مجرد حلم أبداً لن يتحقق.
أتعلمون لماذا ؟
لأن الذوق العام والارهاف لدى البعض هى نعمة من الله علي بعض البشر دوناً عن غيرهم .
حسن غريب
-
حسن غريبعضو اتحاد كتاب مصر عضو نادي القصة بالقاهرة عضو أتيليه القاهرة للفنانين والكتاب عضو نادي القلم الدولي