" في منتصف الطريق "

كانت ذاتَ يومٍ من الأيام ، فتاةٌ مُزهِرة ، تُلوِحُ لِمن حَولهآ ، بيدَيها ، بِكُلِ رَحابةِ صدرٍ وعفوية ، تداعِبُ الأطفال ، تزدادُ تفاعُلاً وتناغُماً مع شـدى الألحآن ،

تتفسحُ في شتىٰ الطُرقِ والحدآئق ، التي تُليقُ بِهآ ،

ثم مآ لَبِثت أن تنآثرت أوراقهآ ، وذبُلت اغصانهآ المُثمِرة ، التي كآنت تُثمرُ كُل فصلِ خريفٍ وشتآء ، كونَ أنَّ هٰذين الفصلَين المُفضَلينِ لديهآ ،

بدأت تتخفىٰ عن الأنظار!

وبدأ من حولَهآ يُلآحِظُ تغَيُبهآ المُستمر ، وأعذارها المُستمرة ، بقولهآ أنهآ بخير ، وهيَ العكس تماماً ؛

على الرُغم من شَخصيـتهآ القوية ، إلا أنَ الحرب العآلَمية الثآنية ، كآنت تشعِلُ لَهيبَهآ بِدآخِلهآ ، كآدت تُمَزَق إلى أشلآء ، إلا أنَ قوة العزيمة والإصرار التي بـ دآخِلهآ ، كآن لهآ الدور الأكبر ، لتجآوز مرحلة مآ بعد الحرب العآلَمية الثانية ، ومآ سبَقَ ذِكرُه ؛

لآ زالت تتآبـعُ الأخبار المُتَعلقة بـ تِلك الحَرب ،

أنهآ كآنت الأولى في الوفآء ، وكآنت تُصر على البقآء في كُلِ مرة ، لكـن دآئماً مآ يحدُث العكس ؛

حآولت جاهِدتاً أن تزرع في روحهآ الصَبر أكثر ، كونهآ ليست الطرف المُقصِر ؛

حآولت وحآولت والأعذارُ مُستَمِرة ، وهي تعلم أنآ لم تُقصِر بـ قيد شعرة ؛

طُرِحَت عليهآ أسئِلة من البعض ، قاصدينَ معرفة تغيُبهآ المُستَمِر ، وتَغيُرهآ المُفاجئ ، ثُمَ مآ لَبِثت أن بآحت مآ بدآخِلهآ ، وبدأت تَتَحدَثُ عَن أول لِقآء ، وهي تَقـول : كُنتُ خآرجة من صآلة الإحتِفآل ، والكُلُ يُحآوِلُ أن يَلفِت إنتٍبآهي ، وأنآ مُنتَبِهة لَكَ فَقَط.

مِن يومِهآ وحتى الآن ، لَم تتلقى أي سؤال ، لأن ما قالته ، كانَ كآفي بأن يجعَلَ الجميع يَسكُت ، وإلى الأبَد ؛

ومِن يَومِهآ ، ضآع الكلآم مع صآحب الكلآم ، وإنتهت تِلكَ المُعاناة ، بـ مُعاناة كُبرى وحَتى زوآل البشرية.

تقبلوا تحيات :-

الكاتبة والإعلامية

فـرقان الكبيسي